تخطى إلى المحتوى

مناهج البحث كوجهات نظر عالمية، وتصاميم، وطرق

تسهم وجهات النظر العالمية، والتصاميم، والطرق جميعها في مناهج البحث التي تميل إلى أن تكون إما كمية، نوعية، أو مختلطة. يبين الجدول رقم 4 الفروق التي قد تكون مفيدة في اختيار منهج البحث. يشمل هذا الجدول أيضا ممارسات المناهج الثلاثة التي سيتم التركيز عليها في الفصول المتبقية من هذا الكتاب.

جدول 4: المناهج النوعية والكمية والمختلطة

تميل إلى أو نموذجيا …المنهج النوعيالمنهج الكميمنهج الطرق المختلطة
تستخدم هذه الافتراضات الفلسفيةتوظف هذه الاستراتيجيات البحثيةادعاءات المعرفة بنائية / تحويليةعلم الظواهر، النظرية المتجذرة، الاثنوغرافيا، دراسة الحالة، السردادعاءات المعرفة لما بعد الوضعيةالمسوح والتجاربادعاءات المعرفة البراجماتيةتتابعية، في آن واحد، تحويلية
تستخدم هذه الطرقأسئلة مفتوحة، مناهج منبثقة، بيانات نصية ومرئيةاسئلة مغلقة، مناهج محددة مسبقا، بيانات رقميةأسئلة مغلقة ومفتوحة، مناهج محددة مسبقا ومنبثقة، بيانات وتحليلات كمية ونوعية
يقوم الباحث بهذه الممارساتيحدد موقفهيجمع المعاني من المشاركينيركز على فكرة أو ظاهرة واحدةيقحم القيم الشخصية في الدراسةيدرس سياق أو بيئة المشاركينيتأكد من صلاحية النتائجيقوم بتفسير البياناتيخلق أجندة للتغيير أو الإصلاحيتعاون مع المشاركينيختبر أو يتأكد من صحة النظريات والتفسيراتيحدد المتغيرات التي يدرسهايربط بين المتغيرات بأسئلة أو فرضياتيستخدم معايير الصلاحية والموثوقيةيقوم بملاحظة وقياس المعلومات رقميايستخدم مناهج غير متحيزةيوظف الإجراءات الإحصائيةيجمع نوعي البيانات الكمية والنوعيةيطور منطق للخلطيدمج بيانات مراحل البحث المختلفةيعرض صور مرئية لإجراءات الدراسةيقوم بممارسات كلا نوعي البحث الكمي والنوعي

يمكن لسيناريوهات البحوث النموذجية أن توضح كيفية الجمع بين هذه العناصر الثلاثة في تصميم البحث.

• النهج الكمي: نظرة ما بعد الوضعية، التصميم التجريبي، واختبارات القياس القبلية والبعدية للمواقف

في هذا السيناريو، يقوم الباحث باختبار نظرية من خلال تحديد فرضيات ضيقة وجمع البيانات لدعم أو دحض الفرضيات. يتم استخدام التصميم التجريبي الذي يتم فيه قياس المواقف قبل وبعد المعالجة التجريبية. يتم جمع البيانات بأداة تقيس المواقف، ويتم تحليل المعلومات باستخدام الأساليب الإحصائية واختبار الفرضيات.

• النهج النوعي: النظرة البنائية والتصميم الإثنوغرافي، وملاحظة السلوك

يسعى الباحث في هذه الحالة إلى تحديد معنى الظاهرة من وجهة نظر المشاركين. وهذا يعني تحديد مجموعة تشترك في الثقافة ودراسة كيفية تطويرها لأنماط السلوك المشتركة مع مرور الوقت (أي، الاثنوغرافيا). احد العناصر الرئيسية لجمع البيانات بهذه الطريقة هو مراقبة سلوكيات المشاركين أثناء مشاركتهم في الأنشطة.

• النهج النوعي: النظرة التحويلية، التصميم السردي، والمقابلات المفتوحة

يسعى الباحث في هذه الدراسة إلى دراسة قضية تتعلق باضطهاد الأفراد، وللقيام بذلك يتم جمع قصص الظلم الفردي باستخدام النهج السردي، حيث يتم إجراء مقابلات تفصيلية مع الأفراد لتحديد الكيفية التي عانوا بها القمع شخصيا.

• نهج الطرق المختلطة: النظرة الواقعية، وجمع كل من البيانات الكمية والنوعية بالتتابع في التصميم

يؤسس الباحث دراسته على افتراض أن جمع أنواع مختلفة من البيانات يوفر فهما أفضل وأكثر اكتمالا لمشكلة البحث من جمع البيانات الكمية أو النوعية لوحدها فقط. تبدأ الدراسة بمسح موسع من أجل تعميم النتائج على مجتمع الدراسة، ثم يتم التركيز في مرحلة ثانية على المقابلات النوعية المفتوحة لجمع آراء مفصلة من المشاركين حتى تساعد الباحث في شرح المسح الكمي الأولي.

الفرق بين الدراسات النوعية والكمية  والمختلطة

لا تتطلب كل المشاريع البحثية مقاييس للدراسة. تنطوي بعض البحوث ببساطة على ملاحظة نتائج الأحداث ميدانيًا ورسم استنتاجات تستند إلى إطار نظري. قد تتطلب الأبحاث الأخرى تحليل البيانات من الجامعات والمدارس أو المستشفيات والمؤسسات الأخرى، وذلك باستخدام الإحصاءات والمنطق للعثور على الأنماط التي قد تكون لها آثار هامة. ومع ذلك، تشتمل العديد من المشاريع على الاتصال المباشر مع المشاركين، وذلك باستخدام تعريف تشغيلي للظاهرة. تتطلب هذه المشاريع مقاييس مصممة تصميما جيدا لكي تُعتبر صالحة. هناك ثلاث فئات واسعة من البحوث، وهي البحث الكمي والبحث النوعي والبحث المختلط. يبين الجدول رقم (1) بإيجاز الفرق بين هذه الأنواع الثلاثة من حيث الادعاءات الفلسفية ونوع البيانات وطرق جمعها و تحليلها.

جدول 1: الفرق بين البحث الكمي والنوعي والمختلط

البحث الكميالبحث النوعيالبحث المختلط
ادعاءات ما بعد الوضعيةأدوات محددة سلفا تسفر عن بيانات إحصائيةأسئلة بواسطة الأدواتبيانات عن الأداء، ومن الملاحظة والتعداد والمواقفتستخدم التحليل الإحصائيادعاءات بنائية و/ أو دعوية تشاركيةطرق ناشئة لتطوير النظرياتأسئلة مفتوحةبيانات المقابلات، بيانات الملاحظة، البيانات الموثقة، والبيانات المرئية والمسموعة بقصد تطوير الموضوعات منهاتستخدم تحليل النصوص والصوربرجماتية / واقعيةتستخدم كل من الأدوات والطرق المحددة سلفا والناشئة  الاسئلة المفتوحة والمغلقة معا (التثليث)أشكال متعددة من البيانات تستخدم التحليل الإحصائي وتحليل النصوص

البحوث النوعية

يتم تصنيف الدراسة على أنها نوعية إذا كان الغرض الأساسي هو وصف وضع، ظاهرة، مشكلة أو حدث ما؛ ويتم جمع المعلومات من خلال استخدام المتغيرات أو قياسها بمقاييس قياس نوعية، ولا يتم تحويلها إلى كمية أثناء التحليل لتحديد التباين في الموقف أو المشكلة. تميل الدراسات النوعية إلى أن تكون أكثر عمقًا، حيث تركز على مجتمعات دراسة أصغر مع التعمق في مشكلة معينة. وكثيرا ما يرتبط هذا البحث مع مجموعات التركيز، والمقابلات أو المسوح التي تسعى إلى الإجابة على الأسئلة المفتوحة. تشمل الأساليب المستخدمة لتحليل البيانات النوعية تحليل المواضيع والمحتوى. وبالنسبة للتخصصات التي تميل أكثر للنهج النوعي من البحوث فهي تشمل علم الإنسان، والتاريخ، وعلم الاجتماع.

تعتمد البحوث النوعية على بيانات نوعية تكون في شكل ملاحظات وتعليقات وآراء مكتوبة أو مشاهدة أو مسموعة. وغالبا ما تتطلب مثل هذه البحوث قدرة عالية على التحليل والربط والمقارنة بين الآراء المختلفة للوصول إلى نتائج. قد تسفر الاستبيانات عن بيانات نوعية إذا تطلب الأمر من المستجيب أن يصوغ آرائه في جمل وفقرات. وكذلك المقابلة المسجلة لأنها تؤدي إلى بيانات نوعية، والأمر نفسه بالنسبة للمقالات والدراسات الوصفية والتحليلات المكتوبة وغيرها من النصوص.

المعلومات التي يتم جمعها في النهج النوعي غير عددية ويمكن أن تشمل اجابات على سؤال مسحي مفتوح، حوار من مجموعة تركيز، إجابة على سؤال بمقال، ورقة فصلية، أو أفكار من مجموعة.

ومع ذلك فإن البيانات النوعية لا تقتصر على الكلمات، ويمكن أن تشمل محتويات فنية أو ملف تصميمات.

احد مزايا النهج النوعي هي جمع المعلومات السياقية أثناء جمع البيانات. وبعبارة أخرى، يتم توفير السبب تلقائيا في البيانات المتوفرة. الميزة الأخرى هي أن المشاركين أحرار في الإجابة بالطريقة التي يريدونها، حيث أنهم غير مقيدين بمجموعة محددة سلفا من الردود المحتملة كما هو الحال في المسوح والاستطلاعات. على سبيل المثال، الاجابة في مسح ما على السؤال “ما الذي أعجبك في الكتاب الأخير الذي قرأته؟ ” سيولد بيانات نوعية. يستطيع المستطلعين أن يستجيبوا بحرية وسيكون التعليل (لماذا؟) أو المعلومات السياقية متضمنة تلقائيا في ردودهم.

من عيوب النهج النوعي هو أنه غالبا ما يستغرق وقتا طويلا في جمع وتحليل البيانات. على سبيل المثال، ان الامر سيستغرق إجراء مقابلات لمدة ساعة مع 10 أشخاص 10 ساعات أو أكثر ، وهذا طبعا لا يشمل اللازم لتحديد موعد المقابلات، نسخ التسجيلات أو الملاحظات، وتحليل وتلخيص البيانات. ولأن الوقت مرتبط بالتكلفة، نجد أن النهج النوعي أكثر كلفة.

البحوث الكمية

من ناحية أخرى، غالبا ما تستخدم الدراسات الكمية المقاييس الموحدة والقيم العددية، وتتعامل مع حجم عينة أكبر، ويتم تحليل البيانات فيها باستخدام البرامج الإحصائية. وتُصنف الدراسة بأنها كمية إذا كان الباحث يسعى لقياس التغير في ظاهرة ما وتم جمع المعلومات باستخدام متغيرات كمية. كلا النهجين، سواءًا النوعي أو الكمي، لديه نقاطا قوة وضعف، ومزايا وعيوب. أما التخصصات التي تميل أكثر للبحث الكمي فتشمل على سبيل المثال علم الأوبئة والاقتصاد والصحة العامة.

تتطلب البحوث الكمية بيانات رقمية وترتيبية سواء كانت في شكل جداول أو فئات أو تصنيفات أو على هيئة رسوم بيانية. وفي الغالب يتم الحصول على مثل هذه البيانات من قراءات الأجهزة والأدوات العلمية المستخدمة في البحث، كقياسات الأوزان والأطوال والأحجام والأعمار والزمن والسعة والكمية والمسافات ودرجات الحرارة والدخل وغيرها من أنواع البيانات الكمية. كما يمكن أن يتم ذلك أيضا من خلال الاستفتاءات الميدانية والاستبيانات والجداول الاحصائية الرسمية وغير الرسمية.

عند استخدام النهج الكمي سيتم عد كافة البيانات التي تم جمعها أو تحويلها إلى صيغة كمية. على سبيل المثال، المعلومات عن الدخل السنوي لشخص ما، طوله، أو وزنه تكون شكل بيانات كمية، شأنها في ذلك شأن عدد من ‘زوار’ موقع على شبكة الانترنت، و عدد الإجابات الصحيحة في اختبار القيادة، و عدد الدقائق التي يتدرب فيها الشخص اسبوعيا، أو الكفاءة في استهلاك الوقود في السيارة (بالكيلو متر للتر الواحد).

إحدى مزايا استخدام النهج الكمي هي أنه طريقة فعالة للغاية في جمع المعلومات، وخاصة من مجموعات كبيرة من الناس. على سبيل المثال، تقوم الحكومات بجمع بيانات التعداد كل 10 سنوات. ومع ذلك، فإن الحكومات لا تحاول إجراء مقابلات مع جميع  السكان؛ وبدلا من ذلك تقوم بإرسال مسوح )استبيانات) جاهزة للتعبئة، وهو ما يعتبر شكل فعال جدا لجمع البيانات. ولأن المناهج الكمية تتسم بالكفاءة فهي أيضا أقل تكلفة. على سبيل المثال، يمكن للباحث أن يرسل نسخ المسح فقط لأي مكان ولن يكون في حاجة إلى قضاء الوقت في مراقبة إكمال المسح؛ ويمكنه جمعها في وقت لاحق عندما يتم تعبئتها وتكون جاهزة. ومع ظهور جمع البيانات على الانترنت و قواعد البيانات الآلية، لم تعد هناك حاجة للمراقبة من قبل الباحث، مما قلل أيضا من تكلفة جمع البيانات.

أحد العيوب في البيانات الكمية هو أنها عموما لا تتضمن الشرح (لماذا؟). على سبيل المثال، يمكن أن يطلب من المشاركين أن يقيموا آخر كتاب قرأوه باستخدام المقياس التالية: “ممتاز”، “جيد”، “معقول”، أو “ضعيف”. سيولد هذا السؤال بيانات كمية لأنه يمكننا أن نحصي عدد الأشخاص الذين اختاروا أيا من خيارات الاستجابة الأربعة. لكن معرفة كيف أن العديد من الناس وجدوا الكتاب “ممتاز” لا يقدم أي تعليل لماذا كان الكتاب ممتاز. العيب الثاني هو أن المستجيبين مقيدين بمجموعة من خيارات الاستجابة التي قد لا يشعرون بأنها تمثل أفضل وصف لتجربتهم.

البحوث المختلطة

يتضمن نهج الطرق المختلطة كلا العنصرين، النوعي والكمي، بطريقة تُكمل فيها البيانات النوعية والكمية بعضها البعض. يستخدم الباحثين النهج النوعي في جمع المعلومات المعمقة للإجابة عن بعض الأسئلة، ويستخدمون النهج الكمي لجمع معلومات رقمية عن أسئلة أخرى. على سبيل المثال، قد يجمع الباحث بين العنصر النوعي والعنصر الكمي في نفس المسح، وقد يطلب من المشاركين تقييم آخر كتاب قرأوه على مقياس يتكون من أربعة خيارات: “ممتاز “،” جيد ” “معقول”، “ضعيف”، مما سيولد بيانات كمية. وبعد ذلك يتبعه بسؤال “ما الذي أعجبك أكثر في الكتاب؟ “، والذي من شأنه أن يولد بيانات نوعية عن السياق.

ميزة النهج المختلط هو أنه يوازن بين جمع البيانات والتحليل بكفاءة من خلال البيانات التي توفر السياق. تلتقط البيانات الكمية بسرعة وكفاءة كميات كبيرة من البيانات المحتملة من عينة كبيرة نسبيا من مجتمع الدراسة. أما البيانات النوعية فتوفر المعلومات السياقية و تُسهل عملية فهم وتفسير البيانات الكمية. ولأن البيانات النوعية يتم جمعها من مجموعة فرعية من العينة، فسيتم تخفيف التكاليف أيضا.

التحدي المتمثل في نهج الطرق المختلطة هو التأكد من أن طريقتي جمع البيانات تكملا بعضهما، وليستا مجرد تكرار لبعضهما البعض. عندما تكون طرق جمع البيانات مكررة لبعضها، فإن ذلك سيضاعف تكاليف جمع تلك المعلومات. على سبيل المثال، قد يكون من المكلف و غير فعال أن نطلب من كل المشاركين في مجموعة التركيز وعينة المسح الإشارة إلى عدد المرات التي قاموا فيها بزيارة موقع برنامج معين. على النقيض من ذلك، فإنه سيكون مفيدا  أكثر وأقل كلفة أيضا أن نطلب من المشاركين في الدراسة تقدير عدد المرات التي زاروا فيها موقع البرنامج، ثم نسأل المشاركين في مجموعة التركيز  لماذا قاموا (أو لا) بزيارة الموقع.

تُعرّف بحوث الطرق المختلطة رسميا هنا كفئة من الأبحاث التي يمزج أو يجمع فيها الباحث بين تقنيات وطرق ومناهج ومفاهيم أو لغة البحوث الكمية والنوعية في دراسة واحدة. فلسفيا، يعتبر هذا “الموجة الثالثة” أو حركة البحث الثالثة، التي تجتاز حرب النماذج من خلال تقديم بديل منطقي وعملي. تستفيد البحوث المختلطة فلسفيا من طريقة ونظام الفلسفة البراجماتي (العملي). يشمل منطقها البحثي استخدام الاستقراء (أو اكتشاف الأنماط)، الاستدلال (اختبار النظريات والفرضيات)، والأخذ (الكشف والاعتماد على أفضل مجموعة من التفسيرات لفهم النتائج ) (أنظر على سبيل المثال، de Waal, 2001). إن بحث الطرق المختلطة هو أيضا محاولة لإضفاء الشرعية على استخدام مناهج متعددة في الإجابة على أسئلة البحث، بدلا من تقييد أو تحديد خيارات الباحثين (أي أنها ترفض الدوغمائية). تعتبر بحوث الطرق المختلطة شكل توسعي وخلاق للبحث، وليس شكلا مقيدا من الأبحاث، فهو شامل، تعددي، وتكاملي، وهو يقترح أن يتخذ الباحثين نهجا انتقائيا لاختيار الطريقة والتفكير في البحوث والقيام بها. الأكثر أهمية في هذا النهج هو اتباع الطريقة البحثية للأسئلة البحثية بطريقة توفر أفضل فرصة للحصول على اجابات مفيدة. يمكن الاجابة على العديد من الأسئلة البحثية بطريقة أفضل وعلى اكمل وجه من خلال حلول بحوث الطرق المختلطة. من أجل دمج البحوث بطريقة فعالة يحتاج الباحثين أولا للنظر في جميع خصائص البحوث الكمية والنوعية. على سبيل المثال، تركز الخصائص الرئيسية للبحث الكمي التقليدي على الاستدلال، الإثبات، اختبار النظريات والفرضيات، التفسير، التنبؤ، جمع البيانات الموحدة، والتحليل الإحصائي (انظر الجدول رقم 2 للحصول على قائمة كاملة أكثر).

الكتاب ليس كالتدوين، عموما هذا الجدول

جدول 2  : بدائل تصاميم البحث المختلفة: في سياق كتابي

طرق مختلطةنوعيةكمية
تقابلية تتابعية توضيحية تتابعية استكشافية تحويلية، متداخلة، أو متعددة المراحلالبحث الروائي دراسة الظواهر النظرية المتجذرة الاثنوجرافيا دراسة الحالةتصاميم تجريبية تصاميم غير تجريبية مثل المسوح

جدول 2: نقاط القوة والضعف في البحث الكمي

نقاط القوة الاختبار والتحقق من صحة النظريات المبنية حول كيفية حدوث الظواهر (وبدرجة أقل، لماذا).اختبار الفرضيات التي يتم بناؤها قبل أن يتم جمع البيانات. يمكن تعميم نتائج البحوث عندما تستند البيانات على عينات عشوائية من حجم كاف.يمكن تعميم نتائج البحوث عندما يتم تكرارها على قطاعات ومجتمعات دراسة عديدة مختلفة.مفيدة في الحصول على البيانات التي تسمح بالقيام بتنبؤات كمية.يمكن للباحث بناء مواقف يلغي فيها تأثير العديد من المتغيرات الخارجية، مما يسمح للمرء بتقييم العلاقات بين السبب والنتيجة بمصداقية أكثر.جمع البيانات باستخدام بعض الطرق الكمية سريع نسبيا (على سبيل المثال، المقابلات الهاتفية).توفر بيانات رقمية كمية دقيقة.تحليل البيانات أقل استهلاكا للوقت نسبيا (باستخدام البرامج الإحصائية).نتائج البحوث مستقلة نسبيا عن الباحث (على سبيل المثال، حجم التأثير، الدلالة الإحصائية).يمكن أن تكون ذات مصداقية اعلى عند العديد من أصحاب النفوذ (على سبيل المثال، الإداريين والسياسيين والذين يمولون البرامج).مفيدة في دراسة أعداد كبيرة من الناس.  
نقاط الضعف قد لا تعكس الفئات التي يستخدمها الباحث فهم الدوائر المحلية.قد لا تعكس النظريات التي يستخدمها الباحث فهم الدوائر المحلية.قد يفوّت الباحث الظواهر التي تحدث بسبب التركيز على نظرية أو اختبار فرضية وليس على توليد نظرية أو فرضية (ما يسمى تحيز التأكيد).* قد تكون المعرفة الناتجة مجردة وعامة جدا على التطبيق المباشر في حالات وسياقات محلية محددة ، وعلى أفراد معينين.

أما الخصائص الرئيسية للبحث النوعي التقليدي فنجدها تركز على الاستقراء، الاكتشاف، الاستكشاف، توليد النظريات والفرضيات، والتحليل النوعي، ويكون الباحث فيها هو الأداة الرئيسية لجمع البيانات، (انظر الجدول رقم 3 للحصول على قائمة كاملة أكثر).

جدول 3: نقاط القوة والضعف في البحث النوعي

نقاط القوة تستند البيانات على فئات المعنى الخاصة بالمشاركين.مفيد في دراسة عدد محدود من الحالات بتعمق.مفيد في وصف الظواهر المعقدة.يوفر معلومات عن كل حالة على حدة.يمكن إجراء المقارنات بين الحالات وتحليلها.يوفر فهم ووصف لخبرات الأفراد الشخصية حول الظواهر (بمعنى، وجهة نظر من الداخل).يمكّن من وصف الظاهر بالتفاصيل كما تقع داخل السياقات المحلية.يتعرف الباحث على العوامل السياقية والبيئية من حيث صلتها بالظاهرة قيد الاهتمام.يمكن للباحث دراسة العمليات الدينامية (أي، توثيق النماذج المتسلسلة والتغيير).ويمكن للباحث استخدام الطريقة النوعية من “النظرية المتجذرة” لتوليد نظرية مبدئية استقرائيا، ولكنها تفسر ظاهرة ما.يمكن تحديد كيفية تفسير المشاركين للمركبات (على سبيل المثال، الثقة بالنفس، الذكاء).عادة ما يتم جمع البيانات في بيئات طبيعية في البحث النوعي.تستجيب الطرق النوعية للأوضاع المحلية، والظروف، واحتياجات أصحاب المصلحة.يستجيب الباحث النوعي للتغيرات التي تحدث أثناء إجراء الدراسة (وخاصة أثناء العمل الميداني الموسع)، مما يمكنهم من تحويل تركيز دراستهم وفقا لذلك.تصلح البيانات النوعية في شكل كلمات وفئات المشاركين لاستكشاف كيف ولماذا تحدث الظواهر.يمكن للمرء استخدام حالة هامة للتدليل على ظاهرة بشكل واضح لقراء التقرير.تحديد السببية (أي تحديد أسباب حدث معين).  
نقاط الضعف قد لا يتم تعميم المعرفة الناتجة على أشخاص آخرين أو إعدادات أخرى (أي، أن النتائج ثد تكون فريدة من نوعها لعدد قليل نسبيا من الناس المدرجين في الدراسة البحثية).يصعب القيام بالتكهنات الكمية.أكثر صعوبة في اختبار الفرضيات والنظريات.يمكن أن يكون أقل مصداقية لدى بعض المشرفين وأعضاء اللجان في البرامج.عادة ما يتطلب وقت أطول في جمع البيانات مقارنة بالبحث الكمي.غالبا ما يستغرق تحليل البيانات وقتا طويلا.تتأثر النتائج بتحيز وخصوصيات الباحث الشخصية.  

إن فهم نقاط القوة والضعف في البحث الكمي والنوعي يضع الباحث في وضع يمكنه من الخلط أو الجمع بين الاستراتيجيات واستخدام ما سماه جونسون وتيرنر (Johnson and Turner, 2003) المبدأ الأساسي للبحث المختلط. وفقا لهذا المبدأ، يجب على الباحثين جمع بيانات متعددة باستخدام استراتيجيات، ومناهج، وطرق مختلفة بطريقة تجعل الخليط أو المزيج الناتج يسفر عن نقاط قوة تكاملية ونقاط ضعف غير متداخلة (انظر أيضا Brewer & Hunter, 1989). يعتبر الاستخدام الفعال لهذا المبدأ مصدر رئيسي لتبرير بحوث الطرق المختلطة، لأن المنتج سيكون متفوق على دراسات الطريقة الواحدة. على سبيل المثال، إضافة المقابلات النوعية للتجارب كاختبار للتلاعب أو ربما كوسيلة للمناقشة المباشرة للقضايا قيد البحث والاستفادة من وجهات نظر المشاركين وما يقصدون سوف يساعد على تجنب بعض المشاكل المحتملة في المنهج التجريبي. وكمثال آخر، قد يرغب الباحث عند إجراءه دراسة بحثية نوعية في استخدام الملاحظة والمقابلة النوعية، ولكنه قد يدعمها أو يكملها بأداة قياس مغلقة لقياس بعض العوامل التي تعتبر هامة في أدبيات البحوث ذات العلاقة. يمكن تحسين كل هذه الأمثلة (إذا كان يمكن دراسة الأسئلة البحثية بهذه الطريقة) بإضافة مكون يقوم بمسح عينة مختارة عشوائيا من مجتمع الدراسة قيد البحث لتحسين التعميمات. إذا كانت النتائج التي تم التوصل إليها من المناهج المختلفة متقاربة، فسيمكن الوثوق أكثر في الاستنتاجات. أما إذا كان هناك تناقض بين النتائج فسيكون لدى الباحث المزيد من المعرفة ويمكن تعديل التفسيرات والاستنتاجات وفقا لذلك. في كثير من الحالات يكون الهدف من خلط الطرق ليس البحث عن التأييد وإنما لتوسيع فهم ومدارك المرء (Onwuegbuzie & Leech, 2004b).

تم تصميم الجدولين 2 و 3 خصيصا للمساعدة في بناء مجموعة من البحوث النوعية والكمية. يمكن للمرء بعد تحديد سؤال البحث أن يقرر ما إذا كان البحث المختلط سيوفر أفضل الإمكانات للحصول على الاجابة. إذا كان الأمر كذلك، يمكن للمرء أن يستخدم الجدولين كوسيلة للمساعدة في اتخاذ قرار بشأن الجمع بين نقاط القوة التكاملية ونقاط الضعف غير المتداخلة التي تعتبر مناسبة لإجراء دراسة معينة. ولكي نزيد من الفهم للنهج المختلط قمنا بتصميم الجدول 4 الذي يبين بعض مواطن القوة والضعف في طرق البحث المختلطة، والتي ينبغي أن تساعد في اتخاذ قرار بشأن استخدام أو عدم استخدام نهج طرق البحث المختلطة عند القيام بإجراء أي دراسة بحثية.

جدول 4: نقاط القوة والضعف للبحوث المختلطة

نقاط القوة يمكن استخدام الكلمات والصور والسرد لإضافة المعنى للأرقام.يمكن استخدام الأرقام لإضافة الدقة إلى الكلمات والصور والسرد.يمكن أن توفر نقاط القوة البحثية الكمية والنوعية (أنظر نقاط القوة المدرجة في الجدولين 3 و 4).يمكن للباحث أن يولد ويختبر نظرية متجذرة.يمكن الإجابة على نطاق أوسع وأشمل من الأسئلة البحثية لأن الباحث لا يقتصر على طريقة أو نهج واحد.تصاميم البحوث المختلطة لديها نقاط قوة وضعف ينبغي مراعاتها (على سبيل المثال، في مرحلتي التصميم التتابعي، يمكن أن تستخدم نتائج المرحلة الأولى في تطوير وإرشاد غرض وتصميم مكون المرحلة الثانية).يمكن للباحث استخدام نقاط القوة في طريقة إضافية للتغلب على نقاط الضعف في طريقة أخرى باستخدام كلاهما في دراسته البحثية.يمكن أن توفر أدلة أقوى للاستنتاج من خلال التقارب والتثبت من النتائج يمكن إضافة الفهم والرؤى اللذان قد يضيعا عند استخدام طريقة واحدة فقط.يمكن أن تستخدم للزيادة من إمكانية تعميم النتائج.يؤدي استخدام البحث النوعي والكمي معا إلى إنتاج معرفة كاملة أكثر والتي تعتبر لازمة لإرشاد النظرية والتطبيق.  
نقاط الضعف يمكن أن يكون من الصعب على الباحث الواحد تنفيذ كل من البحث النوعي والكمي، وخاصة إذا كان من المتوقع أن يتم استخدام الاثنين أو أكثر في وقت واحد، لأن القيام بذلك قد يستلزم فريقا للبحث.على الباحث أن يعرف طرق ومناهج متعددة ويفهم كيفية دمجها بشكل مناسب.يؤكد الأصوليون المنهجيين أنه على المرء أن يعمل دائما ضمن إما النموذج النوعي أو النموذج الكمي. مكلفة أكثر.تستغرق وقت أكثر.* بعض تفاصيل البحث مختلط يتعين عملها بالكامل من قبل المنهجيين البحثيين (على سبيل المثال، مشاكل خلط النماذج، وكيفية التحليل النوعي للبيانات الكمية، وكيفية تفسير النتائج المتضاربة).

أي الطرق أفضل؟

غالبا ما يتم سؤال البحّاث والمقيمين عن أفضل الطرق للقيام ببحث ما أو تقييم برنامج معين، هل هي الطرق الكمية، أو المختلطة أم النوعية. يتردد الكل في الإجابة على السؤال بأن أيا منها هو “الأفضل”. بدلا من ذلك، يأخذ البحّاث والمقيمين في الاعتبار وصف كل نهج حسب أهداف وغايات البحث أو التقييم. عادة ما يكون النهج الذي يتناسب بطريقة أفضل مع النموذج المنطقي  وأهداف البحث أو التقييم هو النهج الأفضل. على سبيل المثال، إذا كان البرنامج أو النموذج المنطقي يركز على روايات أو قصص العملاء و أصحاب المصلحة، فمن المحتمل أن يوصي الباحث أو المقيم بأن يتم استخدام النهج النوعي. في المقابل، إذا ما اشتمل البرنامج أو النموذج المنطقي على كلاً من البيانات النوعية والكمية، فمن المحتمل أن يوصي الباحث بنهج الطرق المختلطة.

هناك الكثير من الجدل الدائر في مجالات البحث العلمي حول أفضلية نوعي البحوث في مختلف القضايا البحثية، حيث يميل الكثير من الباحثين إلى النوع الكمي لدقته وسهولة تحليله ومصداقيته العالية، كما أنه يمكن لأي شخص القيام به. في المقابل ينزع آخرين لتفضيل البحوث والدراسات النوعية بسبب تناولها مختلف تفاصيل وجوانب البحث ولأنها تعطي مؤشرات ونتائج أقرب إلى الواقع من الأرقام والكميات. ويجادل هؤلاء بأن البحث النوعي يتعامل مع لب المشكلة أو قضية البحث بينما البحث الكمي فيستلزم عملية تحويل القضية إلى أرقام وأعداد مجردة والتي ربما تضيع خلالها بعض تفاصيل موضوع البحث.

والرأي المرجح في اعتقادي والذي أميل إليه هو الدمج بين هذين النوعين للبحث، وذلك بالاستفادة من إيجابيات كلاهما حتى نحصل على أكبر تفاصيل ممكنة للبحث والدراسة، وفي نفس الوقت نتمكن من التغلب على الذاتية التي تميز البحوث النوعية، وفي هذه الحالة سوف يكون إجراء البحث النوعي قبل البحث الكمي بحيث تساهم نتائج البحث النوعي في تطوير وتحسين أدوات البحث الكمي والذي بدوره سيساعد طبعا في الاجابة على أسئلة البحث بقدر أكبر من الموضوعية.

معايير اختيار منهج البحث

ما هي العوامل التي تؤثر على تفضيل اختيار أحد النهج على الآخر في تصميم المقترح بوجود المناهج الكمية والنوعية أو المختلطة؟ بالإضافة إلى النظرة عن العالم، والتصميم، والطرق، توجد أيضا المشكلة البحثية والتجارب الشخصية للباحث، و جمهور القراء الذين ستتم كتابة التقرير لهم.

مشكلة البحث وأسئلته

تعتبر مشكلة البحث قضية أو مسألة تحتاج إلى معالجة (على سبيل المثال، مسألة التمييز العنصري). تنبثق المشكلة البحثية من النقص في الأدبيات، أو نتائج بحوث متعارضة في الأدبيات، أو الموضوعات التي أهملت في الأدبيات، أو من الحاجة إلى رفع صوت المشاركين المهمشين، وكذلك من مشاكل “الحياة الحقيقية” التي توجد في أماكن العمل، والمنزل والمجتمع، وغيرها.

تستدعي بعض الأنواع المعينة من مشاكل البحوث الاجتماعية مناهج محددة. على سبيل المثال، إذا استدعت المشكلة (أ) تحديد العوامل التي تؤثر على نتيجة ما، (ب) فائدة التدخل، أو (ج) فهم أفضل لما يتنبأ بالنتائج، فعندها يكون النهج الكمي هو الأفضل. بل هو أيضا أفضل طريقة يمكن استخدامها لاختبار نظرية أو تفسير ما. من ناحية أخرى، إذا كان مفهوم أو ظاهرة ما تحتاج إلى استكشاف وفهم بسبب وجود القليل من الأبحاث التي تم القيام بها حولها، فإنها ستتطلب نهجا نوعيا، لأن البحث النوعي  مفيد جدا عندما يكون الباحث لا يعرف المتغيرات الهامة التي سيقوم بدراستها. قد تكون هناك حاجة لهذا النوع لأن الموضوع جديد، وربما لم يتم تناول الموضوع مع عينة معينة أو مجموعة محددة من الناس، أو ربا قد لا تنطبق النظريات الحالية مع تلك العينة أو المجموعة قيد الدراسة (Morse, 1991). وبالنسبة لتصميم الطرق المختلطة فهو مفيد عندما يكون أيا من النهجين الكمي أو النوعي لوحدهما غير كافيين لفهم مشكلة البحث ويمكن لنقاط القوة في كل من البحث الكمي والنوعي (وبياناتهما) أن توفر فهما أفضل للمشكلة البحثية. على سبيل المثال، قد يرغب الباحث في تعميم النتائج على مجتمع الدراسة، وكذلك تطوير عرض تفصيلي لمعنى ظاهرة أو مفهوم عند الأفراد. يقوم الباحث في هذا البحث أولا بالاستكشاف بشكل عام لمعرفة ما هي المتغيرات التي ينبغي دراستها، ومن ثم يقوم بدراستها مع عينة كبيرة من الأفراد. وبدلا من ذلك، قد يقوم الباحثون أولا بمسح عدد كبير من الأفراد وبعد ذلك يتابعون البحث مع عدد قليل من المشاركين للحصول على وجهات نظرهم الخاصة وأصواتهم حول الموضوع. لقد تبين في هذه الحالات أن جمع كل من البيانات الكمية المغلقة والبيانات النوعية المفتوحة مفيد جدا.

التجارب الشخصية

يؤثر التدريب الشخصي الخاص بالباحثين وخبراتهم أيضا على اختيارهم للنهج الذي سيتبعونه. إن الفرد المدرب على الكتابة الفنية العلمية والإحصاء، وبرامج الحاسوب الإحصائية والذي له دراية بالمجلات والدوريات الكمية في المكتبة، على الأرجح أن يختار التصميم الكمي. ولكن الأفراد الذين يستمتعون بالكتابة بطريقة أدبية، أو إجراء المقابلات الشخصية، أو يقومون بالملاحظات فقد ينجذبون إلى النهج النوعي. أما الباحث الذي يستخدم تصميم الطرق المختلطة فهو فرد على دراية بكلا نوعي البحوث الكمية والنوعية. ويكون لدى هذا الشخص أيضا الوقت والموارد اللازمة لجمع البيانات الكمية والنوعية، ولها منافذ للدراسات الطرق المختلطة التي تميل إلى أن تكون واسعة النطاق.

وبما أن الدراسات الكمية هي النمط التقليدي للبحوث، فتوجد لها الإجراءات والقواعد الموضوعة بعناية. قد يكون الباحثون مرتاحين أكثر مع إجراءات البحث الكمي المنهجية المنتظمة. وبالمثل فقد يكون بعض الأفراد غير مرتاحين لتحدي المنهج المقبول لدى بعض الكليات، أو أعضاء هيئة التدريس باستخدام النهج النوعي والتحويلي للبحث. من ناحية أخرى، يسمح النهج النوعي بالابتكار والعمل أكثر ضمن الأطر التي يصممها الباحث، فهي تسمح بأن يكون الباحث أكثر إبداعا، وتمكنه من الكتابة بأسلوب أدبي، وهو شكل قد يرغب بعض الأفراد في استخدامه. بالنسبة للكتّاب التحويليين، فهناك بلا شك حافزا قويا لمتابعة المواضيع التي هي من بين القضايا ذات الاهتمام الشخصي التي تتعلق بالمهمشين، والاهتمام بخلق مجتمع أفضل بالنسبة لهم، وللجميع. أما بالنسبة للباحث بالطرق المختلطة، فسيستغرق المشروع وقتا إضافيا بسبب الحاجة لجمع وتحليل كل من البيانات الكمية والنوعية، وهو يناسب الشخص الذي يتمتع بكلا من تركيبة وبنية البحث الكمي ومرونة الدراسات النوعية.

جمهور القراء

وأخيرا، فإن الباحث يكتب للجمهور الذي سيقبل بحثه. قد يكون الجمهور محرري وقراء الدوريات، لجان أعضاء هيئة التدريس، أو الحاضرين للمؤتمرات، أو الزملاء في مجال الباحث التخصصي. يجب على الطلاب أن يأخذوا المناهج التي تكون عادة معتمدة ومستخدمة من قبل مشرفيهم. يمكن لتجارب جمهور القراء مع دراسات الطرق الكمية، النوعية، أو المختلطة أن تشكل القرار حول اختيار تصميم البحث.

ملخص

يحتاج الباحث أثناء تخطيطه لمشروع بحثي إلى تحديد ما إذا كان سيستخدم النهج النوعي، الكمي، أو نهج الطرق المختلطة. ويستند هذا النهج على الجمع بين النظرة العالمية أو الافتراضات حول البحث، وتصميم معين، وطرق للبحث. تتأثر القرارات حول اختيار النهج أيضا بمشكلة البحث أو الموضوع قيد الدراسة، والتجارب الشخصية للباحث، والجمهور الذي يكتب له الباحث.

nv-author-image

فرج صوان

استاذ علم اللغة التطبيقي و اللغة الإنجليزية في جامعة طرابلس وعدد من الجامعات الليبية. حصل على الشهادة الجامعية والماجستير من ليبيا، وشهادة في تعليم اللغة الإنجليزية من جامعة سري البريطانية (Surrey)، ودرس برنامج الدكتوراه في جامعة إيسيكس ببريطانيا (Essex). نشر ثمانية كتب والعديد من المقالات والبحوث. مهتم بالملف الليبي والعربي والاسلامي بجميع جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

نقترح عليكم
تبدأ عملية تخطيط الدرس من خلال تحديد نية التعلم. نية…
Cresta Posts Box by CP
إظهار شريط المشاركة
إخفاء شريط المشاركة