تخطى إلى المحتوى

كيفية القيام بالبحوث على الإنترنت

يتوجه العديد من الطلاب إلى الإنترنت للقيام بالبحث من أجل إنجاز مهامهم وواجباتهم، كما يطلب الكثير من المعلمين والمدربين مثل هذه الأبحاث عند تحديدهم لموضوعات الأبحاث. ومع ذلك، فإن القيام بالبحوث على الإنترنت يختلف كثيرا عن البحث في المكتبات التقليدية، ويمكن للاختلافات أن تسبب مشاكل. تعتبر الشبكة مورد معلوماتي هائل، ولكن يجب أن يتم استخدامها بعناية وبطريقة ناقدة.

غالبا ما يتم تقييم الموارد المطبوعة الموجودة في المكتبات بدقة من قبل الخبراء قبل نشرها. هذه العملية التي تسمى مراجعة الأقران هو الفرق بين، على سبيل المثال، مقال نشر في مجلة تايم وآخر في دورية مثل دورية جامعة تورنتو الفصلية. وعلاوة على ذلك، عندما تدخل الكتب وغيرها من المواد في نظام مكتبة جامعية، فهي مفهرسة ومنظمة باستخدام الإجراءات التي تتبعها بحوث المكتبات في جميع أنحاء العالم. هذه العملية هي أساس الطريقة التي يتم بها تنظيم المواد في المكتبة، حيث تجعل من الممكن القيام بمختلف وظائف البحث في فهارس الويب.

أما على شبكة الإنترنت، من ناحية أخرى، فكل شيء مباح. يمكن لأي شخص أن يضع أي شيء يريده على موقع على الانترنت، حيث ليس هناك عملية مراجعة أو فحص، وليس هناك أي معايير وطرق قياسية متفق عليها لتحديد الموضوعات وخلق الإشارات المرجعية. هذا هو مجد وضعف شبكة الإنترنت – انها إما الحرية أو الفوضى، اعتمادا على وجهات النظر الخاصة، وهذا يعني أنه على الباحث أن يولي اهتماما وثيقا عند القيام بالبحث على الشبكة. هناك عدد كبير من الموارد الأكاديمية الجيدة المتاحة على شبكة الإنترنت، بما في ذلك مئات المجلات والمواقع على الإنترنت التي أنشأتها الجامعات والمنظمات العلمية أو الأكاديمية. ولا توجد مشكلة في استخدام مواد من تلك المصادر، فالدخول لتلك المواقع يعتبر مثل الذهاب إلى المكتبة، ولكن فقط على الإنترنت، ولكن يجب على الباحث الحذر من كل الأشياء الأخرى الموجودة على شبكة الإنترنت.

كما يتم استخدام البحث على الإنترنت من قبل العديد من الناس لجمع المعلومات حول موضوع معين أو دراسته باستخدام المصادر المنشورة على شبكة الإنترنت. مثاليا، ينبغي أن تكون المواقع والمصادر التي يستخدمها المرء في أبحاثه على الإنترنت مكتوبة من قبل المتخصصين والخبراء والمنظمات والشركات والكيانات الأخرى التي لها دراية بالموضوع المحدد قيد البحث. ولأن الإنترنت تمثل منصة عامة متاحة للجميع، فإن المعلومات التي قد تجدها ربما لا تكون واقعية تماما أحيانا، ولكنها بدلا من ذلك قد تكون مشكلة من آراء وتكهنات مما يجعل المعلومات التي يجمعها المرء من أجل بحثه فارغة وغير دقيقة. للعثور على معلومات واقعية وحقيقية ودقيقة بالكامل حول الموضوع الذي يبحث فيه المرء، فيجب عليه أولا أن يعرف كيفية تحديد مصداقية المصادر التي توفر المعلومات. لمعرفة كيفية القيام بالبحث الكفء على الإنترنت والذي يمكن الباحث من جمع معلومات دقيقة والحصول على نتائج محددة ذات معنى، سنقوم فيما يلي بشرح الآليات الرئيسية للقيام بذلك بشكل مختصر وموجز.

1. استخدام أدوات البحث المناسبة. الأدوات التي تستخدم لإجراء بحوث الانترنت قد تختلف اعتمادا على الموضوع قيد البحث أو المهمة المراد انجازها. يمكن استخدام محركات البحث الرئيسية مثل جوجل (Google)، بنج (Bing)، أو ياهو (Yahoo) في إجراء البحوث لأن هذه الأدوات توفر لباحث الوصول إلى كل المواقع المنشورة المتاحة للجمهور تقريبا. كما تقوم هذه المحركات البحثية أيضا بعرض المواقع وترتيبها وفقا لصلتها بالموضوع على أساس الكلمات الرئيسية التي يتم ادخالها في محرك البحث.

وينبغي استخدام أدلة البحث أو الأدوات المتوفرة في العمل، الكلية، أو الجامعة لأن بعض أرباب العمل والمدارس والكليات توفر بعض المواقع التي يفضلونها أو يوصون بها، أو ربما توفر للباحث امكانية الوصول إلى قواعد البيانات أو أدوات بحث خاصة ذات مصداقية لا يمكن لعامة الجمهور الوصول إليها.

2. استخدام الكلمات الرئيسية ذات الصلة بالموضوع الذي تبحث فيه. للعثور على معلومات موثوقة وذات صلة بالموضوع الخاص بك على شبكة الإنترنت، يجب عليك استخدام مزيج من الكلمات الرئيسية التي لها علاقة بالبحث الخاص بك.

ينبغي استخدام عبارات وكلمات مفتاحية محددة لتحديد مواقع المعلومات الأكثر أهمية. ولكن يمكن أيضًا استخدام كلمات بديلة أو عبارات رئيسية لتحديد مصادر بحث إضافية. على سبيل المثال، إذا كنت تقوم ببحث عن “إعداد البحوث” فيمكنك استخدام كلمة “الدراسات” بدلا من كلمة “البحوث” وذلك لإيجاد مصادر إضافية قد توفر لك المزيد من المعلومات حول موضوع البحث الخاص بك.

3. يجب مراجعة العديد من صفحات نتائج البحث للتأكد من صحة المعلومات. في معظم الحالات، ستقوم محركات البحث مثل جوجل، بنج، وياهو بترتيب نتائج البحث على أساس خوارزميات معينة، مثل شعبية الموقع.

أنظر إلى أبعد من الصفحة الأولى من نتائج البحث لإيجاد المعلومات حول أبحاثك. ففي بعض الحالات، قد تتمكن من العثور على مواقع بمعلومات مفيدة بعد الصفحات الخمس الأولى من نتائج البحث.

4. يجب تحديد ما إذا كان الموقع هو مصدر موثوق ويمكن الاعتماد عليه. إذا كنت تجمع حقائق من أجل بحوثك الخاصة، فسوف تحتاج إلى التحقق من أن المعلومات التي عثرت عليها قد قدمها متخصصين أو خبراء لهم شهاداتهم في مجال الحقل الذي تبحث فيه أو موضوعك المعني. وللتأكد من ذلك يجب قراءة قسم “من نحن” في المواقع على شبكة الانترنت لمعرفة المزيد عن الكتّاب أو المنظمة التي تنشر تلك المعلومات.

كما ينبغي مراجعة امتداد الموقع في شريط العناوين لتحديد المصدر. إذا كان الموقع ينتهي بلاحقة (.edu)، (.gov)، أو (.org)، فإن المعلومات على الموقع تقدمها مؤسسة تعليمية، هيئة حكومية، أو منظمة غير ربحية، على التوالي، وفي معظم هذه الحالات تكون المعلومات دقيقة.

5. استخدام المعلومات الحديثة لأبحاثك على الإنترنت. بعض المعلومات قد تكون حساسة للوقت، وؤبما تكون المصادر التي قد تجدها وتستخدمها قديمة أو غير دقيقة. على سبيل المثال، إذا كنت تجري بحثًا حول برامج الكمبيوتر المشهورة، فيجب أن تستخدم معلومات من مقالات نشرت خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة الماضية، وليس من مقال منشور منذ عدة سنوات.

6. راجع كل موقع عن الأخطاء النحوية والروابط المكسورة. لأنه إذا كان الموقع موثوق به ويُعتمد عليه، فينبغي أن يكون دقيقا وخاليا من الأخطاء النحوية والإملائية وينبغي أن توصلك جميع الروابط إلى الصفحة المقصودة المناسبة. ربما تكون المواقع التي يوجد بها العديد من الأخطاء النحوية والروابط المكسورة قد نسخت معلوماتها من مصدر آخر أو ربما حتى لا تكون مشروعة.

7. يجب الاشارة وسرد كافة مصادر الإنترنت المستخدمة في البحوث. هذه العملية مفيدة عند الحاجة إلى زيارة موقع على شبكة الانترنت لتضمين المزيد من المعلومات في أبحاثك، أو لتوفير قائمة المصادر المستخدمة في جمع المعلومات الخاصة بالبحث. يجب نسخ أو توثيق روابط المواقع المحددة التي استخدمتها للوصول إلى المعلومات أثناء بحثك على الإنترنت.

وللإفادة أكثر نقدم فيما يلي بعض النقاط التي تعتبر مبادئ توجيهية لتقييم موارد محددة موجودة على شبكة الإنترنت. وإذا ما قام الباحث بطرح هذه الأسئلة عند النظر إلى موقع إلكتروني على الإنترنت، فسيمكنه تجنب العديد من الأخطاء والمشاكل.

الإسناد

  • من هو المؤلف؟
  • هل يبين الموقع اسم المؤلف؟
  • هل مؤهلات المؤلف مبينة؟
  • هل هناك رابط يوصل لصفحة تعطي معلومات عن المؤلف ومواقفه؟
  • هل هناك وسيلة للاتصال بالمؤلف (عنوان أو صفحة اتصل بنا أو وصلة بريد إلكتروني)؟
  • هل سمعت عنه في آماكن أخرى (في المحاضرات، أو ورد ذكره في نص أحد المناهج الدراسية أو في المواد المكتبية)؟
  • هل لديه مؤلفات مكتوبة في أماكن أخرى حول هذا الموضوع؟

الانتماء

  • من هو الراعي للموقع على الانترنت؟
  • هل المؤلف ينتسب إلى مؤسسة أو منظمة محترمة؟
  • هل المعلومات تعكس وجهة نظر المنظمة، أم أنها تعبر عن وجهة نظر المؤلف فقط؟ إذا لم يتم التعرف على المؤسسة أو المنظمة الراعية بشكل واضح من خلال الموقع، فيمكن التحقق من العنوان العام المحدد للمورد (URL).

قد يحتوي العنوان على اسم جامعة أو ينتهي بلاحقة المواقع التعليمية (.edu) التي تستخدمها العديد من المؤسسات التعليمية. وفي جميع الحالات ينبغي مراجعة امتداد الموقع في شريط العناوين لتحديد المصدر. فإذا كان الموقع ينتهي بلاحقة (.edu)، (.gov)، أو (.org)، فإن المعلومات الموجودة على الموقع تقدمها مؤسسة تعليمية، هيئة حكومية، أو منظمة غير ربحية، على التوالي، وفي معظم هذه الحالات تكون المعلومات دقيقة. أما المواقع التي تنتهي بالملحق (com.) فينبغي أن تستخدم بحذر، لأن لديها رعاة تجاريين أو ربما شركات تريد بيع شيئا ما. وبالنسبة للمواقع التي تحمل أسماء أشخاص فغالبا ما تعني أنها موقع شخصي بدون دعم مؤسسي؛ ولذلك يجب استخدام مثل هذه المواقع فقط بعد التحقق من مصداقية صاحبها في المصادر المطبوعة.

مستوى الجمهور

  • أي نوع من هو الجمهور تم تصميم الموقع لأجله؟ هل معلومات الموقع في مستوى الكلية أو البحث. فمثلا لا يمكن للمرء أن يستخدم مواقع مخصصة لطلاب المدارس الابتدائية أو المواقع التي تكون متخصصة وتقنية أكثر من حاجة البحث.

الحداثة

  • هل الموقع حديث؟
  • هو الموقع مؤرخ؟
  • هل تاريخ التحديث الأخير مبين؟ عموما يجب أن تكون موارد الانترنت حديثة، لأن الحصول على أحدث المعلومات هو السبب الرئيسي لاستخدام شبكة الإنترنت من أجل البحث في المقام الأول.
  • هل جميع الروابط حديثة وتعمل؟ لأن وجود روابط مكسورة قد يعني أن الموقع قديم لأن ذلك بالتأكيد علامة على ان الموقع ليس بحالة جيدة.

دقة وموثوقية المحتوى

  • هل المادة على الموقع موثوق بها ودقيقة؟
  • هل المعلومات واقعية، وليست مجرد رأي؟
  • هل يمكن التحقق من المعلومات الواردة في المصادر المطبوعة؟
  • هل مصدر المعلومات واضح، سواء كان مادة بحثية أصلية أو مواد ثانوية مقتبسة من مكان آخر؟
  • ما مدى صحة وصلاحية البحوث المقتبس منها (المصادر)؟
  • هل المواد الواردة جوهرية ومتعمقة؟
  • هل الحجج المقدمة تستند إلى أدلة قوية ومنطق جيد؟
  • هل وجهة نظر الكاتب محايدة وموضوعية؟
  • هل لغة المؤلف خالية من العاطفة والتحيز؟
  • هل الموقع خالي من الأخطاء الإملائية أو النحوية وغيرها من علامات الإهمال في عرضه للمادة؟

هل الموقع يقدم مصادر إلكترونية ومطبوعة إضافية لاستكمال أو دعم المواد التي يقوم بنشرها؟

إذا كان بإمكان المرء الإجابة على جميع هذه الأسئلة بشكل إيجابي عند التحقق من موقع معين، فعندها يمكنه أن يكون متأكد من انه موقع جيد. أما إذا كان الموقع لا يرقى بطريقة أو بأخرى للإجابة عن هذه الأسئلة بالإيجاب، فإنه على الأرجح موقع ينبغي تجنبه. مفتاح العملية برمتها هو التفكير بشكل نقدي حول ما تجده على شبكة الإنترنت. إذا كنت ترغب في استخدامه، فأنت مسؤول عن ضمان أنه موقع موثوق ويقدم معلومات دقيقة.

nv-author-image

فرج صوان

استاذ علم اللغة التطبيقي و اللغة الإنجليزية في جامعة طرابلس وعدد من الجامعات الليبية. حصل على الشهادة الجامعية والماجستير من ليبيا، وشهادة في تعليم اللغة الإنجليزية من جامعة سري البريطانية (Surrey)، ودرس برنامج الدكتوراه في جامعة إيسيكس ببريطانيا (Essex). نشر ثمانية كتب والعديد من المقالات والبحوث. مهتم بالملف الليبي والعربي والاسلامي بجميع جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

نقترح عليكم
سنتناول في هذه الورقة التعلم المصغر (Microlearning)، لنتعرف على ماهيته…
Cresta Posts Box by CP
إظهار شريط المشاركة
إخفاء شريط المشاركة