تخطى إلى المحتوى

طرق البحث الأساسية (basic research methods)

مقدمة: ما هو البحث؟

معظمنا باحثين أغلب الوقت. نحن لا نفكر بأنفسنا كباحثين ولكن ما يعنيه البحث في الواقع هو جمع المعلومات التي تخبرنا عن شيء ما وتساعدنا في اتخاذ قرارات موزونة. نقوم بهذا سواءا كنّا نقرأ الجريدة أو نستمع للراديو. ربما نريد أن تعرف لأي جزب ستعطي صوتك وترغب في معرفة المزيد عنهـ أو أنك تحتاج للاتصال بشركة لمعرفة المزيد عن وظيفة شاغرة. قد تكون تسأل عن مدرسةـ أو أفضل سعر لشراء حاسوب. كل هذه الأنشطة تتطلب البحث بمستوى معين. في الحقيقة، ربما يجادل البعض أن مجرد ملاحظة ما يدور حولنا يعتبر نوع من البحث (طريقة لجمع البيانات أو المعلومات التي نقوم بتنظيمها بطريقة مترابطة حتى نتمكن من التصرف.

بالطبع إن ما نسميه البحث (كما في طرق البحث الأساسية) هو طريقة رسمية أكثر لطرح الأسئلة. نبدأ عادة بشيء محدد جدا نريد أن نعرفه. ثم نسأل السؤال أو الأسئلة بطريقة منظمة. وهذا التنظيم هو ما يسمى بطريقة البحث. هناك الكثير من أنواع البحث المختلفة في مجال البحوث، و يمكن أن تكون بعضها معقدة للغاية. ومع ذلك، فقد تم تجربة واختبار بعض الانواع الاساسية منها، والتي يمكن تعلمها بسهولة.

هناك أنواع عديدة مختلفة من الأبحاث. نذكر منها على سبيل المثال:

أبحاث السوق
تنطوي أبحاث السوق على التعلم حول الأسواق التجارية لكي نستطيع اتخاذ قرارات استثمارية أو تجارية. تتضمن أنواع الأسئلة التي تطرح فيها ما يلي: من هم العملاء المحتملين؟ ماذا يحتاج العملاء؟ من هم المنافسين؟ وما هي بيئة السوق؟

البحوث الاقتصادية
هذا النوع له طريقته الخاصة في التعامل مع الأشياء. على سبيل المثال، يمكن أن يشمل الصيغ والمعادلات التي المعدة خصيصا لتسهيل فهم البيئة الاقتصادية. فقد يطرح الباحث أسئلة مثل: هل الأسس الاقتصادية في مكانها؟ ما هي الاتجاهات الاقتصادية في قطاعات التصنيع أو التعدين؟ بطبيعة الحال، قد تكون بعض أسئلة البحوث الاقتصادية مشابهة لتلك التي تعالجها أبحاث السوق[1].

البحوث العلمية
قد تنطوي هذه الأبحاث على مجموعة كاملة من أدوات البحث المتطورة والمتخصصة، مثل المعادلات الرياضية والكيميائية ومنهجيات متخصصة جدا.

البحوث الإعلامية

تنطوي والأبحاث الإعلامية على النظر في قضايا مثل محتوى وسائل الإعلام والجمهور. وقد وضعت لهذا النوع أدوات محددة -مثل طرق قياس تفضيلات الجمهور والقدرة الشرائية لها[2].

البحوث الاجتماعية
هذا المصطلح واسع جدا ويمكن أن يتضمن أنواع مختلفة من البحوث: من جمع المعلومات عن السكان (الديموغرافيا) إلى مواقف وسلوكيات الناس في مجتمع أو بلد معين.

على الرغم من أن العديد من هذه الأنواع المختلفة من الأبحاث قد طور مناهج محددة خاصة بمجاله ، إلا أته هناك طرق بحث أساسية مشتركة بين معظمها. ترسم هذه الورقة الخطوط العريضة لبعض هذه الطرق الأساسية وتقدم إرشاد خطوة بخطوة يساعد الباحث في تخطيط أبحاثه.

طرق البحث الأساسية

تتمثل أنواع طرق البحث الأساسية التي ستستعرضها هذه الورقة في:

  • البحث الكمي
  • البحث النوعي
  • الأبحاث التشاركية

وفي هذا السياق، ستنظر هذه الورقة أيضا في:

  • إجراء الدراسات الاستقصائية (المسوح)
  • إجراء المقابلات
  • مجموعات التركيز
  • تنفيذ دراسات الحالة
تساعد كل هذه الطرق على معرفة أشياء مختلفة بطرق مختلفة. ويمكن استخدامها بمفردها، أو في مجموعة متنوعة من التشكيلات. ربما قد يحتاج الباحث حتى إلى استخدام عناصر من كل منها لتكوين طريقته الخاصة للقيام بالبحوث. ولكن من المهم أولا أن نحاول فهم ما تنطوي عليه كل طريقة.

البحث الكمي

نظرة عامة
يتضمن البحث الكمي (تأتي كلمة “كمي” من كلمة ‘كمية’) معلومات أو بيانات في شكل أرقام. وهذا يسمح لنا بقياس أو تحديد مجموعة كاملة من الأشياء. على سبيل المثال: عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر؛ عدد الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة في أعمار معينة، متوسط ​​القدرة الشرائية في مجتمع ما، أو عدد البالغين الذين لديهم إمكانية الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر في قرية أو مدينة معينة.

وهناك طريقة مشتركة لإجراء البحوث الكمية باستخدام المسح الاستطلاعي. عادة ما تنطوي الاستطلاعات على ملء استبيان. الفائدة من المسح هي أن المعلومات التي نحصل عليها موحدة لأن كل مجيب (الشخص الذي يقوم بتعبئة الاستبيان) يقدم الإجابة على الأسئلة نفسها بالضبط. حالما يكون لدى الباحث ما يكفي من الردود على استبيانه، يمكنه عندها وضع البيانات معا وتحليلها بطريقة تجيب على سؤاله البحثي أو ما يريد أن يعرفه.

من المهم أن ندرك أن البحث الكمي لا يعني بالضرورة أنّ المشاركين سيعطون أرقام لإجاباتهم على أسئلة البحث. فأحيانًا قد تكون اجوبنهم “نعم” أو “لا”، كما في السؤال: “هل لديك جهاز حاسوب؟”، وفي بعض الأحيان تكون اجاباتهم، كلمة، جملة، أو فقرة توصف شيء ما، كما هو الحال في الأسئلة التالية مثلا : “ما هو نوع أو ماركة جهاز حاسوبك؟ ” أو “أوصف بالتفصيل استخداماتك لجهاز الحاسوب”. قد تنطوي الإجابات الأخرى على أرقام، كما في: “كم عدد أجهزة الحاسوب التي لديك في مجال عملك أو مؤسستك؟”؟

كيف يمكن لهذه الاستجابات المتنوعة أن تصبح أرقام في طريقة تحليلها. من أمثلة الأسئلة أعلاه، يمكن للمرء أن يقول أنه: بينما يستخدم 20 من أصل 30 (66٪) من المجيبين ماركة حاسوب معينة، يستخدم 5 (16٪) آخرين ماركة أخرى. باقي المستطلعين الخمسة يستخدمون جميع أنواع الحاسوب المختلفة التي يمكن للمرة أن يتذكرها. عندها قد يرعب المرء أن يقدم بعض الأمثلة على كيفية استخدام أجهزة الحاسوب.

هناك، بالطبع، العديد من الأنواع المختلفة للبحث الكمي إلى جانب المسح. يشمل البحث الرصدي (الملاحظة) مشاهدة أو ملاحظة مختلف السلوكيات والأنماط. ربما يرغب الباحث معرفة كم عدد السيارات من ماركة معينة يستخدمون تقاطع طرق محدد. للقيام بذلك ربما يقف المرء عند التقاطع في وقت معين من اليوم، ويسجل انواع السيارات. ربما يريد مراقبة عدد الأشخاص الذين يدخلون متجر معين في أوقات محددة من اليوم، تسجيل تصرفاتهم، وما إذا كانوا يشترون أي شيء منه أو لا أم أنهم يستكشفونه فقط.
الأشكال الأخرى للبحوث الكمية أكثر تعقيدا وتشمل البحوث التجريبية أو بحوث النمذجة الرياضية[3].

قد تستخدم الأبحاث الإعلامية شكلا من أشكال البحث الكمي لفهم عدد من المقالات المنشورة في مجموعة من الصحف حول موضوع معين. ثم يتم تحليل هذه المقالات وفقا لمعايير الرصد المختلفة، مثل تركيز المقال، المؤلف، تاريخ النشر، عدد الصفحات، وطول العمود وحتى العنوان. من هذا، يمكن للباحث إجراء تحليلات مثل: “من بين جميع الصحف التجارية في نيجيريا، احتوت 25٪ منها في الفترة ما بين شهري يناير وفبراير 2004 على قصص حول فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)”. قد يحتاج الباحث إلى إضافة أن معظمها كُتبت من قبل خمسة صحفيين ، أو الإشارة إلى أنه لم تظهر أيا منها على الصفحات الأولى للصحف خلال هذه الفترة.

من المهم في جميع أنواع البحوث أن يشرح الباحث افتراضاته وأن يكون محدد قدر الإمكان، وعليه تذكر أن نتائج بحثه قد لا نخبره بكل شيء ولكنها ستكون ذات قيمة بقدر ما تكشف عنه. قد يكون الباحث قادرا، في المثال حول بحوث وسائل الإعلام، على استنتاج أن فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) لم يظهر بشكل بارز في وسائل الإعلام التجارية خلال فترة المراقبة، وقد يرغب في معرفة أسباب ذلك ويقرر إجراء مقابلة مع رؤساء تحرير الصحف. وعند قيامه بذلك، فهو يُجري نوعا من البحث النوعي.

نصائح بحثية: دراسات المسح
ويمكن إجراء دراسات المسح (الاستطلاعات) بعدة طرق. الشيء الأكثر أهمية هو أن يكون الباحث واضحا في تفكيره حول نوع الأسئلة التي يريد طرحها، وأن يتأكد من أن الإجابات التي يحصل عليها ستجيب على سؤاله البحثي. عندما يحصل على الردود، عليه أن يكون متأكدا مما تخبره به (و لا تخبره) بالضبط.

وهذا مثال واقعي لكيفية حاجة إجابات الاستطلاعات إلى معاملتها بعناية[4]:

أظهرت البحوث التي أجريت مؤخرا من قبل مجلس أبحاث العلوم الإنسانية في جنوب أفريقيا أن أكثر من ثلاثة أرباع سكان جنوب أفريقيا يعارضون الزواج من نفس الجنس والإجهاض، وأن عددا مماثلا يدعم عقوبة الإعدام.

وردا على سؤال “هل تعتقد أنه من الخطأ أو ليس من الخطأ لشخصين بالغين من نفس الجنس أن تكون لديهم علاقات جنسية؟” وجدت الأبحاث أن 78٪ ممن شملهم الاستطلاع قالوا أنه من الخطأ دائما أن تنكون لشخصين بالغين من نفس الجنس علاقات جنسية. لكن، وكما أشار الباحثون فإن الإجابة تعكس الموقف فقط ، ولكنها لا تعني بالضرورة أن المشاركين سيتصرفون حسب مواقفهم.

إضافة إلى اهتمام الباحث جدا بأنواع الأسئلة التي يطرحها، وما تخبرنا به الإجابات، فإنه من المفيد في كثير من الأحيان تحديد أنواع إجابات التي يمكن للمستطلعين اعطائها. قد يرغب الباحث في صياغة الأسئلة بطريقة يمكن من خلالها وضع علامة (√) في مربعات حتى تكون إجابات “نعم” أو “لا” ممكنة، أو أن يملأ المشاركين أرقام بدلا من أوصاف.

استخدام الإنترنت لإجراء المسوح
الطريقة الجيدة لإجراء المسوح هي من خلال استخدام الاستبيانات عبر الإنترنت التي تعنبر مفيدة لإعطاء الامتداد الجغرافي للاستطلاع. يمكن للباحث من خلال استخدام شبكة الانترنت أن يقوم بمسح الكثير من الناس في جميع البلدان (شيء لم يكن من الممكن القيام به من قبل، أو على الاقل مكلف للغاية. للقيام بذلك، يمكن للباحث إما توزيع الاستبيان عن طريق البريد الإلكتروني أو إنشاء نموذج بسيط على الانترنت. أحد الوسائل السهلة الاستخدام هو موقع سيرفي مونكي (SurveyMonkey.com) الذي يمثل أداة ممتازة على الانترنت تساعد على إنشاء وإدارة المسح (الاستطلاعات) على الانترنت بسهولة.

بوجود النموذج على الانترنت، سيتم إرسال الاستجابات بالبريد الالكتروني مباشرة إلى الباحث. الكثير من الناس ليس لديه الوقت الكافي للإجابة على أسئلة الدراسات الاستقصائية، ولكن نماذج الإنترنت غالبا ما تجعل الإجابة عليها أسرع بالنسبة لهم. ومع ذلك، يجب على الباحث أن يضع في اعتباره من الذي يريد الوصول إليه. هل لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت؟ هل لديهم سرعة وصول معقولة إلى الإنترنت؟ قد يحتاج الباحث إلى توفير رقم فاكس للردود بالفاكس، وعنوان بريد إلكتروني للرد بالبريد الإلكتروني واستمارة (نموذج)على الانترنت لتغطية الجميع.
يجب أن لا ننسى أنه يمكننا حتى إرسال استبيان المسح باستخدام البريد العادي، على الرغم من أن هذا قد يكون مكلفا جدا، وربما لن يحصل الباحث على الكثير من الردود (هذا في كثير من الأحيان يتوقف على مدى اصرار الباحث، ومعرفته بالناس الذين يقوم باستطلاعهم ، أو ما إذا كان يقدم لهم جوائز أو حوافز مادية لتعبئة استبياناته).
قد لا يكون استخدام الإنترنت لإجراء مسح مفيدا عند مسح مجتمع معين. هنا قد يرغب المرء في إرسال فريق من الباحثين إلى الشارع لجمع الردود أو إجراء مجموعات التركيز (انظر نصائح بحثية: مجموعات التركيز).

مزايا المسح أو الدراسات الاستقصائية[5]

  • جيدة للتحليل المقارن.
  • يمكن الحصول على الكثير من البيانات في فترة قصيرة نسبيا من الزمن.
  • يمكن أن تكون فعالة من حيث التكلفة عندما يكون كون البحث واسع ومنتشر على نطاق واسع جغرافيا (خاصة إذا ما استخدمت شبكة الإنترنت، مثلا).
  • يمكن أن تستغرق وقتا أقل من المستجيبين لإكمالها (مقارنة بالمقابلة أو مجموعان التركيز).
  • تخلو هذه الطريقة من تحيز القائمين بالمقابلات؛ وتكون الأجوبة بكلمات المشاركين أنفسهم.
  • تعطي للمشاركين الوقت الكافي لإعطاء الاجابات المدروسة.
  • تمكن أيضا من الوصول للمشاركين الذين يصعب الاتصال بهم بشكل ملائم[6].
  • يمكن الاستفادة من العينات الكبيرة وبالتالي فإن النتائج يمكن أن تكون موثوقة أكثر ويمكن الاعتماد عليها.

كما أن له عيوب أيضا، ويمكننا بيان العيوب الرئيسية للمسح في النقاط التالية:

عيوب المسح

  • · قد لا تكون الردود محددة.
  • · قد يساء تفسير الأسئلة.
  • · قد لا يحصل الباحث على الكثير من الردود أو بالقدر الذي يحتاج إليه. أي أن انخفاض معدل الاستبيانات المعبأة التي يتم إرجاعها؛ وغالبا ما يصعب تحديد التحيز بسبب عدم الاستجابة.
  • · لا تخبر القصة كاملة.
  • · يمكن أن تستخدم فقط عندما يكون المشاركين متعلمين ومتعاونين[7].
  • · تفقد السيطرة على استبيانات المسح حالما يتم إرسالها.
  • · غير مرنة بسبب صعوبة تعديل الطريقة بعد أن يتم توزيع الاستبيانات.
  • · هناك أيضا إمكانية وجود الردود (الاستجابات) الغامضة أو إغفال الردود تماما على بعض الأسئلة. تفسير إغفال الاستجابات أمر صعب.
  • · من الصعب معرفة ما إذا كان أفراد العينة المستعدين للمشاركة ممثلين عنها فعلا.
  • · قد تكون هذه الطريقة أبطأ من جميع الطرق الأخرى.

يُفضل دائما إجراء مسح تجريبي لاختبار الاستبيانات وأدوات البحث الأخرى، وتتجلى أهمية هذه الدراسات التجريبية بوضوح في المشاريع البحثية الكبيرة. وفي الحقيقة، تعتبر المسوح التجريبية نسخة مماثلة وهي مجرد بروفة على الدراسة الرئيسية يقوم بإجرائها عادة خبراء، حيث يسلطون فيها الضوء على نقاط الضعف (إن وجدت) في الاستبيانات وطرق المسح الأخرى، لكي يتمكنوا من تحسين الاستبيانات.

البحث النوعي

نظرة عامة
الهدف من البحث النوعي هو تعميق فهمنا حول شيء ما، وعادة ما يعني هذا الذهاب إلى أبعد من الأرقام والإحصاءات. يساعدنا البحث النوعي على تعليل ما لماذا تخبرنا الأرقام بما تفعله. وغالبا ما يتناقض ذلك مع البحث الكمي (كثيرا ما تستخدم معا للحصول على “الصورة الأكبر” عما نحاول معرفته). البحث النوعي يساعدنا على توضيح القصة.

المقابلات وجها لوجه ومجموعات التركيز
الأشكال الأكثر شيوعا في البحث النوعي هي المقابلات وجها لوجه ومجموعات التركيز. المقابلات وجها لوجه ليست سوى مقابلة شخص ما شخصيا ومناقشته قضايا متنوعة. قد يكون المخبر (أو الشخص الذي يتم إجراء المقابلة معه) خبيرا في مجال معين (مثل رئيس تحرير صحيفة) أو قد يكون شخصا متأثرا بمشكلة البحث (مثل شخص جامل لفيروس نقص المناعة البشرية أو متتبع لوسائل الإعلام).

على الرغم من أنه من المهم جدا وضع قائمة بالأسئلة التي تريد طرحها على شخص ما، إلا أن المقابلات وجها لوجه عادة لا ما تنطوي فقط على اجوبة “نعم” أو “لا”. المغزى هو محاولة فهم تعقيد القضايا قيد البحث. إن طبيعة المقابلات وجها لوجه عادة ما تكون استطراديه تماما.

وتشمل مجموعات التركيز المناقشات مع اثنين أو أكثر من المشاركين. بينما يحتاج الباحث لإهداد الأسئلة في مجموعات التركيز لتوجيه وتركيز المناقشات، فإن الردود غالبا ما تكون مفتوحة وحرة، حتى يتم تشجيع المشاركين على استكشاف القضايا المطروحة بطريقة معمقة.

بينما تساعد مجموعات التركيز والمقابلات على تطوير تفسيرات للبيانات الكمية، إلا أنها أحيانا قد توفر في حد ذاتها بيانات كمية للباحث. على سبيل المثال، قد تجد أن 20٪ من المشاركين في مناقشة مجموعة التركيز لم يحبوا الطريقة التي تم بها تصوير المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) في وسائل الإعلام (بيانات كمية). عندها فإن الباحث قد يجد أن الأسباب (المعلومات النوعية) التي قدموها كانت ما يلي:

  • · وجدوا أنها مهينة.
  • · يعتقدون أنها غير حساسة.
  • · يعتقدون أن المصابين بفيروس الإيدز يتم التعامل معهم كـ “آخرين”.

من المعتاد في مجموعات التركيز والمقابلات كتابة الإجابات على الأسئلة وترتيب وتحليل الاستجابات بطريقة متأنية وهادفة، وتضمين تلك التي لها علاقة أكثر بالبحث في التقرير البحثي.

نصائح بحثية: المقابلات وجها لوجه

  • · يجب دائما إعداد مجموعة من الأسئلة لسؤال المخبر.
  • · يستحسن تسجيل المقابلات بحيث يمكن للباحث التحقق من الحقائق لاحقا. تدوين الملاحظات أثناء المقابلة، إذا شعر الباحث بالراحة للقيام بذلك.
  • · يجب أن يتذكر الباحث أن المقابلات نستغرق وقتا طويلا، وأن المخبر يعطيه وقته مجانا. قي الواقع، يجب أن لا تكون المقابلات أكثر من ساعة، إلا إذا أراد المخبر قضاء المزيد من الوقت في التحدث إلى الباحث. عادة ما تكون 10 أسئلة كافية لهذه الفترة من الزمن؛
  • · يقوم البعض احيانا بتدوين تسجيلات المقابلة كتابيا، وهذا عادة يجعل تحليل النتائج أسهل، ولكنه أيضا يستغرق وقتا طويلا ويمكن أن يحتاج لجهد كبير. يجب على الباحث النظر في إدراج ميزانية في مقترح البحث لنقل التسجيلات وتدوينها كتابيا، حتى يمكنه بعدها الدفع لشخص آخر للقيام بذلك.
  • · في بعض الأحيان قد يحتاج الباحث أن سؤال المخبر ما إذا كان مستعدا للكشف عن هويته في البحث، أو إذا كان يود أن ينقل عنه كمجهول. وهذا هو الحال عادة إذا كانت هويتهم تحتاج إلى الحماية، أو إذا كان البحث يتناول موضوعا مثيرا للجدل.
  • · قد يرغب الباحث في النظر في السماح لمخبره بمراجعة أي اقتباسات مباشرة سيستخدمها قبل نشر التقرير البحثي. لكن ذلك قد يستغرق وقتا طويلا، وأحيانا يمكن أن يؤخر عملية البحث.
  • · يجب ان يسأل الباحث المخبرين ما إذا كان يمكنه أن يشمل تفاصيل الاتصال بهم في تقريره البحثي.
  • · يجب ان يسأل الباحث المخبرين ما إذا كانوا يودون أن يتم تنبيههم عندما يتم نشر البحث، وجعلهم يعرفون أي يمكنهم قراءة التقرير إذا كان متوفرا للجمهور.

مزايا المقابلات وجها لوجه

  • · تسمح بتقاسم المعرفة المتعمقة.
  • · تساعد على تطوير الصورة الأكبر.
  • · تساعد على تحليل النتائج؛
  • · جيدة للتواصل (على سبيل المثال قد يتم تحويلك إلى أشخاص آخرين لمقابلتهم).

عيوب وجها لوجه مقابلات

  • · مستهلكة للوقت.
  • · من الصعب ترتيب وقت المقابلة.
  • · من الصعب مقارنة وتحليل معلوماتها.

نصائح بحثية: مجموعات التركيز

  • · قد يستغرق ترتيب مجموعات التركيز وقتا طويلا، لذلك يجب على الباحث أن يستعد سلفا. ربما يكون عليه محاولة ايجاد وسيط لمساعدته (منظمة أو فرد على اتصال وثيق مع المشاركين المحتملين لمجموعة التركيز).
  • · يجب أن يفكر الباحث في الذين يرغب في مشاركتهم في مجموعة التركيز من خلال الرجوع إلى سؤال البحث. ما هي فئتهم العمرية؟ هل يجب أن يكونوا ذكورا أو أناثا؟ هل يجب أن يأتوا من شريحة دخل معينة؟ قد يرغب الباحث في النظر في عقد مجموعات تركيز منفصلة لمختلف الفئات العمرية، أو لكلا الجنسين. على سبيل المثال، قد يكون من المهم عقد مجموعة تركيز منفصلة للذكور والإناث إذا كان موضوع البحث يناقش الجنس والحياة الجنسية.
  • · قضايا القوة: الميسر لمجموعة التركيز يحمل كمية هائلة من القوة في المناقشات. يحتاج الباحث إلى أخذ ذلك في الاعتبار. إذا سأل ميسر ذكر فتيات صغيرات عن الحياة الجنسية، فهل من شأن ذلك أن يؤثر على نتائج البحث؟ بعض الباحثين لا يسمح بحضور الراعيين للبحوث (مثل الحكومة) في جلسات مجموعات التركيز. في بعض الحالات، يتم بناء غرف خاصة بزجاج يسمح للرؤية في اتجاه واحد بحيث يمكن ملاحظة جلسة النقاش بشكل مخفي.
  • · يحتاج الباحث لمعرفة ما إذا كان من الطبيعي أن يدفع للمشاركون في مجموعات التركيز، وماذا كان معدل الذهاب. غالبا ما يأتي المشاركين في مجموعات التركيز من المجتمعات الفقيرة. إذا كان المقابل المادي ليس طبيعي بالنسبة المشاركين، قد يرغب الباحث في أخذ ذلك في الاعتبار وتحديد اتجاهه!

مزايا مجموعات التركيز

  • · جيدة للمشاركة المجتمعية (مدخلات شعبية)؛
  • · مفيدة في تطوير الأفكار وتقاسم المعرفة الكامنة، أو المخفية، من تلقائيا.
  • · تمكن من الحصول على معلومات من عدد من الأفراد في وقت واحد.

عيوب مجموعات التركيز

  • · قد يكون من الصعب تنسيقها.
  • · قد يحتاج الباحث إلى أن يدفع للمشاركين.
  • · تحتاج إلى أن تكون حساسة لمن يكون ميسرها.
  • · قد تحتاج إلى مترجم.
  • · من الصعب أحيانا تنظيم وتحليل المعلومات.

الزيارات الميدانية والملاحظة
الزيارات الميدانية (على سبيل المثال زيارة منظمة، مصنع، عيادة أو مشروع إسكاني) مفيدة جدا، وهي أحيان تعتبر طرق لازمة لاكتساب رؤية إضافية وتجعل المعلومات النظرية مترسخة في العقل. تساعد الزيارات الميدانية الباحث على فهم معلوماته بطريقة أفضل وتجعل عملية البحث تجربة مجزية أكثر. انها تسمح للباحث بمراقبة ما يجري، وطرح الأسئلة التي ربما لا يكون قد فكر فيها. على الباحث أن يكون فضوليا!

حتى لو لم تكن الزيارات الميدانية جزءا من طريقة بحث الباحث، فمن المستحسن أن يقوم بتضمين واحدة على الأقل في عملية بحثه، حتى يتمكن من تشكيل الصورة الذهنية عن ما يحدث على أرض الواقع.

أم الملاحظة فهي مجرد وسيلة لجمع المعلومات. وقد تنطوي على زيارة ميدانية ولكنها قد تشمل أيضا زيارة مجتمع، أو مكان، ومشاهدة ما يفعله الناس (مثل الوقوف في الشارع). ومثل الزيارة الميدانية، فهي وسيلة جيدة لجعل البحوث ملموسة، وتساعد الباحث على فهم نتائج بحوثه بشكل أفضل.

مزايا الزيارات الميدانية والملاحظة

  • · تساعد الباحث على فهم بحثه بشكل أفضل.
  • · تساعد الباحث في طرح أسئلة التي قد يكون لم يفكر فيها.
  • · تجعل البحث ملموس.
  • · ممتعة!

عيوب الزيارات الميدانية والمراقبة

  • · تأخذ وقت.
  • · يمكن أن تكون مكلفة (اعتمادا على مدى الحاجة إلى السفر).
  • · في الملاحظة على وجه الخصوص، على الباحث أن ينتبه لكيفية تفسيره ما يراه. أما في الزيارات الميدانية، فربما قد يرغب الباحث في التأكد من أن لديه دليل حتى يتمكن من طرح الأسئلة.

دراسات الحالة
كثيرا ما يستخدم مصطلح “دراسة حالة” بشكل فضفاض للغاية. هي وسيلة للحصول على تفاصيل محددة عن وضع حقيقي أو خيالي، وتقديمها بطريقة منظمة وصغيرة الحجم. تحكي دراسات الحالة قصة، وغالبا ما تكون طرق حيوية جدا وملونة لعرض البحوث، أو القيام بإجراء البحوث[8].

يتم استخدام دراسات الحالة على نطاق واسع في مجموعة واسعة من التخصصات، مثل علم النفس والانثروبولوجيا وعلم الاجتماع وعلم الجريمة. وقد استخدم محللين الأعمال دراسات الحالة لأكثر من 80 عاما لمناقشة المشاكل الخاصة بالشركات وكيف تغلبت عليها. لقد تم تطوير دراسات الحالة في الأعمال لأول مرة في مدرسة هارفارد للدراسات العليا في إدارة الأعمال فيع العشرينات من القرن الماضي.

لأن دراسات حالة تتبع شكل منظم، يمكن مقارنة حالات مختلفة أو تحليلها بالمقارنة. عادة ما تكون دراسات الحالة قصيرة (في كثير من الأحيان لا تزيد عن 5 صفحات)، وعادة ما تحتوي فقط على المعلومات الأساسية اللازمة لتقديم الحالة، وإذا لزم الأمر، لوصف وتحليل مشكلة بشكل صحيح[9].

غالبا ما تحتوي دراسات الحالة على كل من البيانات الكمية والنوعية، إضافة إلى ثراء التفاصيل عن الحالة التي يتم وصفها، والمشكلة التي يجري تحليلها.

هناك العديد من الهياكل المختلفة لدراسات الحالة، وسوف يحتاج الباحث إلى اتخاذ قرار بشأن الهيكل الأنسب لما يحاول إيصاله. إذا كان الباحث سيقوم بدراسة أكثر من حالة واحدة لنفس موضوع البحث، فمن المهم التأكد من أن الهيكل الذي يستخدمه ثابت، بحيث يمكنه مقارنة النتائج.

غالبا ما تحتوي دراسات الحالة على:
التفاصيل الأساسية للمنظمة أو الحالة أو الوضع قيد البحث (مثل اسم المؤسسة، ووصف الأنشطة الأساسية والخلفية الاجتماعية والاقتصادية.

  • بعض المعلومات الأساسية التي أدت إلى الحالة المعروضة.
  • وصفا مفصلا للحالة التي يجري تحليلها.
  • وصف المشاكل التي واجهة الباحث.
  • تحليل الحلول الممكنة (إذا كان المعروض مشكلة).

مزايا دراسات الحالة

  • · مثال ملموس محدد.
  • · يمكن أن تساعد في حل المشاكل.
  • · غالبا ما تكون قرائتها ممتعة.

عيوب دراسات الحالة

  • · يمكن أن تستغرق وقتا طويلا من أجل تطويرها.
  • · اعتمادا على الشكل، قد تحتاج الى مستوى معين في مهارات الكتابة الجيدة؛
  • · لا تعطي عادة لمحة واسعة عن القضية المطروحة.

نصائح بحثية: كتابة دراسات الحالة
يقدم تشارلز وارنر[10] (Charles Warner) بعض النصائح المفيدة لكتابة دراسات الحالة ، ويمكن تلخيصها على النحو التالي:

  • · أخذ الجمهور في الاعتبار (قد يكون الباحث يكتب لأشخاص لا يعرفون شيئا عن الحالة التي تصفها).
  • · استخدام أدنى حد من المصطلحات (أو على الأقل شرح المصطلحات بشكل واضح).
  • · أخبر قصة (جعل شخصيات وحالات البحث حقيقية قدر الامكان).
  • · ضبط المشهد (جعل الافتتاحية مثيرة للاهتمام، ونظم المواجهات، الإحباطات، والصراعات التي سيقوم الباحث بوصفها).
  • · يجب أن لا يقوم الباحث بالتحليل عند سرده القصة، حيث يقوم بتقديم المشاهد والحالات ببساطة ويتأكد من أن قصته تسير بشكل منطقي، وخطوة بخطوة (يحتفظ بالتحليل لجانب حل المشكلة).
  • · تقديم كافة التفاصيل ذات الصلة والتي تعتبر ضرورية لفهم الحالة والمشكلة.
  • · استخدام الكثير من الحوار (شخصيات البحث تحتاج إلى الإحياء).
  • · يجب أن يترك الباحث للقارئ صورة واضحة عن المشاكل الرئيسية في النهاية. يجب أن تركك النهاية مع هذا السؤال: “ما الذي يجب عمله الآن؟”

بعض من هذه النصائح قد لا نكون مفيدا لأغراضك. ففي كثير من الأحيان تكون دراسات الحالة مجرد وسيلة للحصول على معلومات واقعية بطريقة مدمجة يمكن استيعابها. يجب على الباحث أن يقرر ما يصلح له، واستخدامه.

البحوث التشاركية
احد المشاكل الرئيسية في بعض أنواع البحوث هي طرح الأنواع الخاطئة من الأسئلة ، على الرغم من نوايا الباحث الحسنة. هذا لا يعني بالضرورة أن الباحث لم يفكر طويلا ولم يبذل جهدا في أسئلته، أو أنها ليست مناسبة. ولكن، في بعض الأحيان تكون الأسئلة منحازة تجاه بعض وجهات النظر وتستند إلى افتراضات معينة. قد تكون هناك وسيلة أخرى مختلفة تماما للنظر في الحالة ، ولكن الباحث لم يدركها بسبب خلفيته. إن لم يكن الباحث قادر على فهم هذه الطريقة المختلفة للنظر إلى الأشياء، فإن نتائجه قد تؤكد ببساطة الافتراضات والتحيزات من منظوره.

علماء الأنثروبولوجيا، على سبيل المثال، غالبا ما يواجهون هذه الأنواع من المشاكل عند قيامهم بالعمل الميداني ويعيشون في أو يزورون المجتمع الذي يدرسونه في أبحاثهم. علماء الأنثروبولوجيا الجيدين يكونوا دائما واعين لأدوارهم كغرباء، وكيف أن مجرد وجودهم يمكن أن يؤثر على نتائج البحوث. أحيانا يتصرف الناس بطريقة مختلفة عندما يعلمون أن هناك باحث حولهم. (انظر الزيارات الميدانية والملاحظة أعلاه).

تنتشر الأمثلة الملموسة عن كيف يمكن للبحث أن يعزز الأحكام المسبقة طوال تاريخ الأنثروبولوجيا. في لقاءاتهم المبكرة مع القبائل المحلية، تجد أنه غالبا ما وصف علماء الأنثروبولوجيا المستعمرين العادات والمعتقدات التي لاحظوها بأنها متخلفة ووحشية – على العكس تماما من رؤيتهم العظيمة للثقافة الأوروبية!

أحد الطرق للتغلب على هذه الأنواع من المعضلات هي البحوث التشاركية. تسمح البحوث التشاركية لأفراد المجتمع، أو جماعة معينة تتم دراستها، للمشاركة في تطوير أسئلة البحث، وتصميم الطرق التي ستستخدم في البحوث، وتحليل نتائجها. الفائدة من هذه الطريقة هي أن يتم إدراج وجهات النظر التي ربما قد يتجاهلها الباحث في البحث من البداية. يتحول تحليل نتائج البحوث من كونها “مرتكزة على الباحث” (أو تميل لافتراضات الباحث) نحو ‘الارتكاز على المجتمع لتسمل وجهات نظر المجتمع.

يعتبر البحث التشاركي طريفة جيدة للغاية لرفع مستوى الوعي حول القضايا التي قد يواجهها مجتمع أو مجموعة، ويساعد أيضا في وضع خطط العمل المناسبة كاستجابة لنتائج البحوث[11]. إن أهم شيء هو أن نتذكر أن البحوث التشاركية تعني استراك مجموعة أو مجتمع في معظم مراحل عملية البحث أو كلها، من تصميم الأسئلة، إلى معرفة الأجوبة.

مزايا البحوث التشاركية

  • تؤكد الأبحاث ليعدم انحياز البحث.
  • تتضمن اشتراك المجتمع.
  • فرصة لزيادة الوعي في المجتمع.
  • تُمكن من وضع خطط عمل مناسبة للبحث.

عيوب البحوث التشاركية

  • تستغرق بعض الوقت لإشراك المجتمع.
  • تحتاج الى ادارة عملية البحث بشكل جيد، وبطريقة تشاركية، وإلى تحقيق التوازن بين انجاز العمل بكفاءة وفي الوقت المحدد.

تخطيط البحوث

غالبا ما يستخدم الصحفيون الصيغة الأساسية لكتابة القصة الإخبارية مباشرة. تسمى هذه الصيغة بهيكل الستة (6) أسئلة: من؟ ماذا؟ أين؟ عندما؟ لماذا ا؟ و كيف؟ من خلال الإجابة على كل هذه الأسئلة، سيتحصل الباحث على قصة تتكون من بعض الجمل أو الفقرات. الهدف من هذا هو أن تكون جميع المعلومات الضرورية للغاية في الجزء العلوي من القصة، مما يجعل من السهل على القارئ تصفح الصحيفة.

تعتبر صيغة الستة (6) أسئلة أداة مفيدة ويمكن استخدامها في الكثير من الحالات، كما أنها تساعد الباحث في أن يتذكر طرح الأسئلة الأساسية والأكثر أهمية. إن التفكير في هذه الأسئلة سيساعد في تخطيط البحث، مع العلم أنه يمكنه النظر فيهم بترتيب مختلف.

الخطوة الأولى: ماذا؟

على الباحث أن يسأل: ماذا أريد أن أعرف؟

تحديد السؤال البحثي

الشيء الأول والأكثر أهمية الذي يجب فعله عند تخطيط الأبحاث هو أن يفهم الباحث بشكل صحيح ما يريد معرفته ويقوم بتوضيحه.

من خلال فهم ما الذي يريد أن يعرفه (أو السؤال البحثي كما يسميه البعض) سيكون الباحث قادر على الإجابة على كل الأسئلة الأخرى الضرورية للتخطيط بحثه بشكل صحيح، مثل:

  • كيف يمكنني معرفة ما أريد أن أعرف؟
  • أين يمكنني الحصول على المعلومات التي أحتاجها، أو من الذين أحتاج أن أسألهم؟
  • متى سيتم إنجاز بحثي؟
  • و لماذا؟ (أو العثور على الإجابات الصحيحة لأسئلة البحث).

يجب على الباحث أن يضع الغرض من بحثه في اعتباره عند صياغته لسؤاله البحثي، وعليه أن يسأل نفسه[12]:

  • من سيقرأ البحث ويعمل وفقا له ؟ (على سبيل المثال، المجتمع، الجهات المانحة، أو شركة؟)
  • ما الذي يحتاجون إلى معرفته لكي يأخذوا قرارات رشيدة؟
  • ما هي القرارات التي لا يجب على البحث إرشادها؟

إجراء مسح المعلومات المحلي
حالما يحدد الباحث سؤاله البحثي (أو الأسئلة) يكون من المفيد إجراء مسح للمعلومات المحلية. ما هي المعلومات التي يمكنك بالفعل الوصول إليها؟ قد ترغب في تصفح الإنترنت، أو سؤال بعض الخبراء في المجال الذي تبحث فيه، أو ربما تحتاج إلى التحدث إلى عدد قليل من الناس في المجتمع. سيساعد هذا على معرفة ما هي المعلومات المتوفرة بالفعل، وسيساعد على صقل سؤال البحث. أحيانا قد يجد الباحث أنه تم بالفعل إجراء بحوث في الحقل الذي يرغب في العمل فيه. عندئذ قد يقرر الباحث طرح نوع مختلف من الأسئلة، أو أن يركز على مجالات محددة من البحث.

لا يجب أن يأخذ مسح المعلومات المحلية الكثير من وقت الباحث، ولكن ما يكفي للحصول على محامله حول موضوع بحثه. وبمجرد الانتهاء من إجراء مسح المعلومات المحلية، يجب على الباحث إلقاء نظرة أخرى على سؤاله البحثي، ومعرفة ما إذا كان يجب تغييره أو تعديله وصقله بأي شكل من الأشكال.

النظرية
بعض الناس يصرون على الإطار النظري للبحث. ما هي النظرية الاجتماعية أو العلمية أو الاقتصادية التي سيستخدمها الباحث لفهم أو تفسير نتائج بحثه؟

من المهم أن نتذكر أننا حتما سنقحم نوعا من النظرية لتفسير ما لدينا من نتائج لبحثنا، حتى لو كنا لسنا على علم بها، أو لا يمكننا تسميتها. بالنسبة لبعض البحوث قد يكون الفهم الواضح للنظرية ضروريا. ومع ذلك، هناك الكثير من البحوث الأساسية التي يمكن إجرائها دون الخوض بالضرورة في هذا العالم المعقد أحيانا.

إذا رغب الباحث في وضع إطار نظري لبحثه، فيجب عليه التحدث إلى خبير في هذا المجال ومعرفة ما قد يكون فكرة جيدة، وأين يمكنه قراءة المزيد حولها. وعوضا عن ذلك، يمكنه زيارة مكتبة، أو القيام ببعض البحث عن أدبيات الموضوع على شبكة الإنترنت. في حالة وجود إطار نظري جيد، سيتمكن الباحث من العثور بسهولة على الكثير من المعلومات عنه.

الخطوة الثانية: كيف؟ أين؟ من الذى؟

على الباحث أن يسأل:

  • كيف يمكنني معرفة ما أريد أن أعرفه؟
  • أين يمكنني الحصول على المعلومات التي أحتاجها، أو من هم الذين أحتاج إلى سؤالهم؟

بعد صياغة سؤال أو أسئلة البحث، سيكون الباحث قد قرر بالتحديد ما هو الذي يريد أن يعرفه. سيكون أيضا قد حدد أنواع المعلومات التي ستكون ضرورية لنتائج البحوث حتى ترشد قرار أو عدد من القرارات.

كيف يمكنني معرفة ما أريد أن أعرفه؟

والآن بعد أن أصبح الباحث واضحا حول نوع المعلومات التي يبحث عنها، سيكون عليه تحديد طريقة البحث من خلال طرح الأسئلة التالية:

  • هل أنا بحاجة إلى معلومات كمية أو رقمية؟ أو أحتاج لمعلومات نوعية أو تفسيرية؟ أم أنني بحاجة إلى مزيج من الاثنين معا؟
  • هل ستكون دراسة الحالة مفيدة في الفهم الجيد لنتائج البحوث وعرضها؟
  • إذا كنت بحاجة إلى البيانات الكمية، فهل سأجري مسح أو أعد استبيان؟
  • إذا كانت هناك حاجة لمعلومات نوعية، فهل سأجري مقابلات مع الناس أو أُرتب لمجموعات التركيز؟
  • هل سأقوم بإجراء زيارات ميدانية أو الملاحظة؟
  • ونظرا لموضوع البحث، هل سأجري بحث تشاركي؟

أين يمكنني الحصول على المعلومات التي أحتاجها، أو من هم الذين أحتاج إلى سؤالهم؟
حالما يحدد الباحث طريقته، عليه أن يقرر أين سيتجه للعثور على المعلومات أو من هو الذي سيتحدث إليه. هل سيقوم بالبحث على الإنترنت، أو زيارة المكتبة؟ وهل هناك مصادر المعلومات غيرها يمكنه الوصول إليها (على سبيل المثال نشرات أو كتيبات)؟ هل الباحث بحاجة الى التحدث الى الناس في المجتمع؟ أو الأفراد أو الخبراء الذين يقومون بنوع معين من العمل؟ يجب أن يكون لدى الباحث فكرة بالفعل عن هذا بعد أن أجرى مسحه المعلوماتي الأولي.

قد يرغب الباحث عند هذه النقطة في بناء جدول بسيط يحدد فيه أنسب الطرق أو المنهجيات، وأين سيتجه للعثور على المعلومات، بالإضافة إلى بعض التحديات التي قد يضطر إلى التغلب عليها. وفيما يلي مثال عما قد يبدو عليه هذا الجدول.

موضوع البحث: مواقف الناس من حملة  فيروس الإيدز المجتمع
كيف يمكنني معرفة ما أريد أن أعرف؟
أين أجد المعلومات؟
مشاكل محتملة
كيفية التغلب على المشاكل
بحث عن الأدبيات حول الموضوع
الإنترنت والنشرات
مواقع فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) (على سبيل المثال مواقع الأمم المتحدة)؛ الأبحاث السابقة حول فيروس الإيدز؛ إحصاءات الحكومة والمنظمات غير الحكومية؛ عيادات محلية أو المنظمات غير الحكومية.
ليس هناك مشكلة متوقعة.
Interviews مقابلات
العاملين في مجال الرعاية الصحية؛ أطباء ونشطاء الايدز.
كمي
الدراسة الاستقصائية
– مواقف سيارات الأجرة.
– المحلات المحلية.
– تشاركيات سيارات الأجرة.
– المقاهي التي تشتغل على مدار 24 ساعة
 – الملاهي الليلية
كيف أعرف أن الركاب في سيارات الأجرة هم من المجتمع المحلي؟
أنا بحاجة إذن إلى أصحاب المحلات؟
التأكد من أن نسأل كل شخص نقترب منه هل هم من السكان المحليين.  
نسأل أصحاب المحلات للحصول على إذن قبل الاقتراب من العملاء.
نوعي
المقابلات وجها لوجه
حكومة محلية؛ البلدية؛ الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية.
– مدير الصحة.
– عميد البلدية.
– طبيبان في مستشفى مركز طرابلس الطبي .
– عاملين في مجال الرعاية الصحية في مركز التعايش مع الإيدز.
– المنظمات غير الحكومية.
المدير ورئيس البلدية قد يكون مشغولا جدا.
الاقتراب من مساعديهما الشخصيين للحصول على موعد في بداية عملية البحث. تذكر: قد نحتاج إلى الإلحاح.
مجموعات التركيز
أفراد المجتمع الذين تتراوح أعمارهم بين 18-35. 8 ذكور و 8 إناث. سأطلب من مركز التعايش مع الإيدز والمنظمات غير الحكومية مساعدتنا في تنظيم هذا.
قد يستغرق بعض الوقت للحصول على المشاركين في مجموعة التركيز معا. ونحن بحاجة إلى أن ندفع لهم؟
علينا التواصل مع مركز التعايش مع الإيدز على الفور، ومعرفة ما الذي يوصون به.

نصيحة البحوث: خلفية البحث (مراجعة الأدبيات)
معظم الأبحاث تشتمل على شكل من أشكال خلفية البحث. سيكون الباحث قد قام بالفعل بجزء من هذا أثناء مسحه للمعلومات، ولكنه سيحتاج إلى القيام ببحث أكثر دقة حول موضوع البحث لفهم وجمع المعلومات الموجودة بالفعل.

ومثل مسح المعلومات، يمكن لمراجعة الأدبيات أن تنطوي على عدد من الأمور:

  • البحث على الانترنت.
  • زيارة مكتبة لاكتشاف المزيد حول موضوع البحث..
  • التحدث إلى الخبراء الذين يمكن أن يعطوا الباحث لمحة عامة عن موضوع بحثه.
  • قراءة الأدبيات المختلفة، مثل النشرات والكتيبات.

في بعض الأحيان قد يجد الباحث أن هناك الكثير من المعلومات الأساسية حول القضية التي يبحث فيها. ولأن كل الأبحاث لها وقت محدد، فسيحتاج الباحث إلى المحافظة على تذكر سؤاله البحثي بشكل واضح ، وتقرير ما إذا كانت المعلومات التي وجدها ملائمة ولها صلة باحتياجات بحثه.

أحد العادات الجيدة هي تسجيل أو تخزين المعلومات التي يجمعها الباحث بطريقة منظمة. قد يحتاج إلى تفاصيل الكتاب مثل العنوان، الناشر، وتاريخ النشر، ومكان النشر وأسماء المؤلفين، أو قد يحتاج إلى مرجعية المواقع ذات الصلة التي يجدها على متصفح الانترنت في حاسوبه. هذا أمر مهم لأنه إذا كان ينوي استخدام أي من المعلومات التي وجدها، فسيحتاج إلى الإشارة إلى المكان الذي وجدها فيه. يمكن أن يستغرق إثبات المراجع الكثير من الوقت إذا ما كان الباحث قد نسي مصدر الاقتباس أو الفكرة.

يجب أن بكون الباحث ناقدا أثناء قيامه بمراجعة الأدبيات! قد لا تكون بعض المعلومات التي يجدها على شبكة الإنترنت، في النشرات أو في المكتبات موثوقة. يجب عليه أن يسأل: هل تبدو هذا وكأنه مصدر موثوق للمعلومات؟ هل هذا الموقع رسمي أو من منظمة معترف بها؟ أم أنه مشكوك فيه قليلا؟ يجب على الباحث استخدام المعلومات التي يعتقد أنها موثوقة ودقيقة فقط، كما أنه يجب أن يتحقق من الحقائق مرة أحرى إذا كان بحاجة لذلك!

أين تجد المعلومات

هناك العديد من الأماكن للعثور على المعلومات. وفيما يلي سيجد القارئ بعض الأفكار:

  • الإنترنت (بحث عام / مواقع معينة).
  • الكتيبات / المواد الترويجية.
  • المؤتمرات.
  • الخبراء (قد ترغب في وضع قاعدة بيانات للخبراء في مختلف المجالات).
  • المجلات.
  • النشرات الإخبارية الالكترونية.
  • تتبع البحوث المنشورة (عادة عن طريق الاشتراك في القوائم البريدية أو النشرات الإخبارية الإلكترونية، ولكن يجب مراقبة وسائل الإعلام أيضا، لأن الكثير من البحوث (وخاصة البحوث الاجتماعية) سيُكتب عنها في الصحف والمجلات.

الخطوة الثالثة: متى؟

على الباحث أن يسأل:

متى ينبغي أن يتم القيام بكل الأجزاء المختلفة من البحث؟

التخطيط السليم يعني عملية بحثية أكثر كفاءة، وأقل وقت ومال لازمين لإجراء البحث، وفريق بحث أكثر سعادة!

الآن بعدما تكون لدى الباحث فكرة جيدة عما يدور بحثه، فسيحتاج الى خطة بحيث يعرف كل فرد في فريق بحثه ما هو المتوقع منهم ومتى. ومن المهم أيضا أن يخطط لذلك حتى تتم الأمور التي يحتاج إلى القيام بها أولا (التي تعتمد عليها الأجزاء الأخرى من البحث) في الوقت المناسب. أحد الطرقة للقيام بذلك هي وضع خطة عمل للبحث.

هناك طرق عديدة لوضع خطة عمل، ولكن أبسطها هو استخدام الجداول.

  1. البدء بسرد كافة مجالات العمل في البحث. يجب أن يكون الباحث دقيقا؛
  2. وضعهم بالترتيب حسب الأولوية: ما الذي يحتاج إلى القيام به أولا؟
  3. محاولة تقدير الوقت الذي سيحتاجه الباحث لإنجاز كل جزء من أنشطة البحث؛
  4. بناء تقويم، الإشارة المرجعية لمجالات العمل مع التواريخ، كما في المثال التالي. اعتمادا على كم يريد الباحث أن يكون محددا، قد يكون التقويم في شكل أيام أو أسابيع أو أشهر أو حتى ساعات!

يمكن أن تأخذ الأشياء فترة أطول قليلا في معظم الأبحاث (أو إذا كان الباحث محظوظا أقصر قليلا) من المتوقع. لذلك يجب التخطيط للأحداث غير المتوقعة وترك القليل من وقت الفراغ في خطة العمل. مع الوقت والخبرة، سيتمكن الباحث من تطوير فكرة أفضل بكثير عن كم ستأخذ الأمور من وقت[13].

الأسبوع 1
الأسبوع 2
الأسبوع 3
الأسبوع 4
الأسبوع 5
الأسبوع 6
الأسبوع 7
ترتيب المقابلات ومجموعات التركيز
إعداد  الاستبيان
 مراجعة الأدبيات
إجراء المقابلات
تقرير إلى الجهات المانحة
إجراء المسح
جمع النتائج
تحليل النتائج
سد النقص في أي شيء
كتابة التقرير
تحرير التقرير
إرسال التقرير النهائي إلى الجهات المانحة

والآن بعد وضع خطة العمل، يجب أن يتأكد الباحث من تعميمها على جميع أعضاء الفريق البحثي، ومناقشة أية استفسارات قد تكون لديهم، ومشاركتها أيضا مع الأشخاص الذين يتم تنفيذ البحث لصالحهم، إذا كان ذلك مناسبا، لأن ذلك سوف يزيدهم ثقة بأن الباحث يفكر بوضوح في العمل الموكل إليه.

الخطوة الرابعة: لماذا؟ (الحصول على الجواب)

والآن بعد أن طرح الباحث سؤاله البحثي، وأعد مخططا جيدا لبحثه، يمكنه أن يبدأ في جمع البيانات. ويكون ذلك أفضل لو تم بشكل منهجي، وبقياس الباحث المستمر لأدائه ومقارنته بخطة عمله، وإجراء التعديلات عند الضرورة. إذا واجه الباحث مشاكل (وسوف يواجهها)، فإنها تحتاج إلى حل، أو مخطط لمسارات عمل بديلة.

العودة إلى سؤال البحث

أهم طريقة للحصول على إجابة أو الأجوبة للبحث هي العودة الى سؤال البحث. ما السؤال الذي بدأ الباحث بطرحه؟ إن السؤال البحثي يعتبر بمثابة دليل جيد لمساعدة الباحث على ترتيب نتائج بحثه.

وفي الوقت نفسه، يحتاج الباحث إلى أن يضع في اعتباره لصالح من يقوم بالبحث، وماذا يريدون ن يفعلوا به. على سبيل المثال، إذا كانت الحكومة هي من كلفت الباحث بإجراء البحث، وترغب في معرفة أفضل السبل لإرشاد المجتمع حول الحفاظ على المياه، فقد يبدأ الباحث بمناقشة التركيبة السكانية للمجتمع. ثم يقوم بإنشاء قسم يقوم فيه بسرد قائمة بالطرق التي يحدث بها الاتصال بالفعل في المجتمع، بما في ذلك تفاصيل الاتصال بوسائل الاعلام (على سبيل المثال وسائل الإعلام المستهلكة أو محطات الراديو التي يتم الاستماع إليها). قد يرغب الباحث في سرد إيجابيات وسلبيات كل وسائل الاتصال هذه. قد يكون لدى الباحث أيضا قسم يصف المواقف الحالية تجاه الحفاظ على المياه في المجتمع. في النهاية قد يحتاج الباحث لوضع اثنين أو ثلاثة سيناريوهات تحدد السبل التي قد يكون فيها التواصل مع المجتمع فعال.

يجب أن يتذكر الباحث أنه من الأفضل عادة توفير عدد من البدائل للمضي قدما (ليس بالضرورة أم تكون مهمة الباحث التوصل إلى إجابة واحدة، إلا إذا كان قد طلب منه ذلك. عادة ما يريد صناع القرار النظر في البحث، والاختيار والتقرير بأنفسهم. إن مهمة الباحث هي مساعدتهم على اتخاذ هذا القرار من خلال منحهم كل المعلومات التي يحتاجون إليها.

نصائح بحثية: تحليل البيانات الكمية[14]

  1. حفظ مستندات البيانات الأصلية في مجلد منفصل على جهاز الحاسوب. إذا كان الباحث يتعامل مع المستندات الورقية، فعليه النظر في ما إذا كان من الضروري تصوير نسخ من النتائج حتى يمكن الاحتفاظ بالنسخ الأصلية بعيدا بشكل آمن. ينبغي العمل مع النسخ، وليس مع المستندات الرئيسية. هذا أمر جيد يمكن للباحث القيام به مع أيا من نتائج بحثه.
  2. جدولة المعلومات. على سبيل المثال، إضافة عدد الردود التي استلمها الباحث من الاستطلاع وتصنيفها بطريقة مناسبة من خلال الإشارة إلى سؤال بحثه (على سبيل المثال عدد إجابات نعم ولا لكل سؤال؛ إجابات الذكور والإناث أو الفئات العرقية).
  3. استنتاج ما الذي تقوله الإجابات التي تم جدولتها. على سبيل المثال، تحويل بعض المجاميع إلى نسب مئوية. قال 30٪ من المستطلعين س بينما قال 25٪ ص. هذا سيسهل على القراء استيعاب تقرير البحث.
  4. يجب على الباحث أن يحاول أن يكون مبدعا. بمجرد الانتهاء من جدولة وحساب النتائج، ربما قد يكون من الممكن تقديم تفسيرات مثيرة غير متوقعة للبيانات.
  5. يجب على الباحث مراجعة كل الحسابات ثانية.

نصائح بحثية: تحليل البيانات النوعية

  • قراءة جميع البيانات مع كتابة الملاحظات عن العلاقات أو الأفكار التي قد يراها الباحث.
  • تنظيم البيانات في فئات مماثلة (مثل الاجابات على أسئلة معينة، أو فئات من المخبرين، مثل ممثلي الحكومة وأعضاء المجتمع أو رؤساء تحرير الصحف).
  • محاولة تحديد الأنماط أو الارتباطات والعلاقات السببية في المواضيع (مثلا ردود الناس من نفس المنطقة الجغرافية، من مجموعة الدخل نفسها أو تفضيلات وسائل الإعلام من الناس الذين ليس لديهم الكهرباء في المنزل). يجب أن يكون الباحث خلاقا وتحليليا.
  • إذا كان الباحث قد قان ببحث كمي في نفس الوقت، فعليه أن يحاول مطابقة بعض نتائجه النوعية بنتائجه الكمية. أين تكمن الروابط؟ كيف تفسر النتائج أو تشرح بعضها البعض؟ ما هي النتائج التي يمكن التوصل ولكنها ليست واضحة من الوهلة الأولى؟
  • يجب أن يكون الباحث منهجيا، ويفكر خطوة بخطوة، ويشرح افتراضاته إن وجدت. يجب أم يتذكر أن نتائج بحثه لن تخبره بكل ما يريد أن يعرفه ولكن لا يجب أن يخاف من قول ما تقوله. يجب أن يكون حذرا في كلماته، ويجعلها محددة.
  • كما يجب عليه أن يتذكر حفظ ملف نتائج بحثه بعيدا في مكان آمن، لأنه قد يرغب في الرجوع إليها في وقت ما في المستقبل.

لقد قمنا الآن بمساهمة هامة في كيفية فهمنا لأنفسنا، وحتى لو انها خطوة صغيرة، فإن كل ذلك سيسهم في رسم “الصورة الأكبر” التي تتغير باستمرار.

[1] في الواقع، قد تتداخل أنواع البحوث المختلفة. فمثلا قد يتم القيام ببحث إعلامي كجزؤ من بحث اجتماعي ألعكس، وربما يُجرى بحث اجتماعي كجزؤ من بحث علمي، وهلم جرا.

[2] مثلا المسح الخص لقياس مشاهدة الجمهور للتلفزيون، أو لسماع الراديو،

[3] Peter J.P. & Donnelly J.H. (2000) A Preface to Marketing Management. McGraw-Hill Higher Education, USA.

[4] James, C. (2004) A conservative bunch, Mail & Guardian, November 12 to 18. Mail & Guardian, Johannesburg.

[5] بعض المزايا والعيوب لطرق البحث المختلفة المذكورة في هذه الورقة مشتقة من كتابي (قيد النشر) مقدمة لطرق البحث وكيفية إعداد البحوث وبعض المقالات التي نشرتها على موقع عالم أكاديميا.

[6] رحيم يونس كرو العزاوي، مقدمة في مناهج البحث العلمي، سلسلة المنهل في العلوم التربوية، عمان، دار دجلة، 2008، ص 132.

[7] المرجع السابق، ص 133.

[8] في جوهرها، هي طريقة لعرض مشكلة بطريقة ملموسة، ومن ثم اقتراح الحل للمشكلة. ومع ذلك، فهي ببساطة غالبا ما تستخدم لجمع معلومات حقيقية حول مدى من المواقف المتشابهة بانتظام (مثلا معلومات عن telecentres).

[9] بعض دراسات الخالة تكون مفصلة أكثر وأطول من ذلك بكثير، ولكن في سياق طرق البحث الأساسية، فنحن مهتمين بدراسات الحالة القصيرة أساسا.

[10][10] See Warner, C. (undated) How to write a case study http://www.cpcug.org/user/houser/advancedwebdesign/Tips_on_Writing_the_Case_Study.html [Accessed November 2004]

[11] Health Communication Partnership, http://www.hcpartnership.org/Publications/Field_Guides/Mobilize/htmlDocs/glossary.htm [Accessed: November 2004]

[12] بعض هذه الملاحظات تم اشتقاقها من:

Carter McNamara’s Basic Business Research Methods, http://www.mapnp.org/library/research/research.htm [Accessed November 2004]

[13] على سبيل المثال، قد تأخذ كتابة وتحرير التقرير البحثي كثيرا من الوقت أحيانا، لذلك يجب على الباحث التخطيط لهذا.

[14] تم ترجمة وتعديل هذه الملاحظات من:

Carter McNamara’s Basic Business Research Methods, http://www.mapnp.org/library/research/research.htm [Accessed November 2004]

nv-author-image

فرج صوان

استاذ علم اللغة التطبيقي و اللغة الإنجليزية في جامعة طرابلس وعدد من الجامعات الليبية. حصل على الشهادة الجامعية والماجستير من ليبيا، وشهادة في تعليم اللغة الإنجليزية من جامعة سري البريطانية (Surrey)، ودرس برنامج الدكتوراه في جامعة إيسيكس ببريطانيا (Essex). نشر ثمانية كتب والعديد من المقالات والبحوث. مهتم بالملف الليبي والعربي والاسلامي بجميع جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

نقترح عليكم
أجزاء البحث أو الورقة البحثيةإن أحد أهم جوانب العلم هي…
Cresta Posts Box by CP
إظهار شريط المشاركة
إخفاء شريط المشاركة