لقد نشرت العديد من الأبحاث عن الترجمة، إلا أن جزءا يسيرا منها فقط يتعامل مع مشاكل ومنهجية دراسة الترجمة. معظم الأعمال المنشورات لا تتعدى أن تكون دراسات قائمة على منهج ذاتي مشوش وليس على منهج علمي موضوعي.
وفي الحقيقة فإن معظم الكتب العربية المكتوبة عن الموضوع مخيبة للآمال، وهي في أغلبها ترجمات للكتب الأوروبية الرئيسية حول نظرية الترجمة. غالبا ما تحتوي ترجمات المؤلفين العرب على بعض فصول تلك الكتب ملحقة بتعليقاتهم والقليل من النصوص العربية كأمثلة لغوية ومشاكل ثقافية تواجه المترجم عند الترجمة من اللغة الإنجليزية واللغات الأوروبية الأخرى إلى العربية والعكس.
ففي مقدمة كتابه “منهجية الترجمة التطبيقية” الصادر في عام 1982 سعى الشُريم إلى تقديم منهج علم اللغة التطبيقي للقارئ العربي لأول مرة. لقد قام بتطبيق هذا المنهج على مقتطفات من ترجمته الفرنسية لرواية ضوء طيور سبتمبر للروائية اللبنانية إيملي نصر الله.
بدأ شُريم كتابه بقائمة مصطلحات عربية فرنسية لتعريف القارئ العربي بمصطلحات علم اللغة. يتناول الكتاب مواضيع أساسية في الترجمة مثل الترجمة والبنائية، الترجمة والقاموس، الترجمة والنقد، والترجمة علم الأسلوب (stylistics).
يحتل الفصل الذي يتناول موضوع “الترجمة والقاموس” مكانا رئيسيا في الكتاب، لأن فهم مصطلحات نص اللغة المصدر والبحث عن مكافئاتها في نص اللغة الهدف له أهمية كبيرة في الترجمة. وبما أن التوافق في السمات الرسمية لا يعني بالضرورة التوافق في المعنى، وطالما أن مصطلح ما لا يرسل معنى معين إلا إذا وقع في سياق ما، فسيكون من المفضل امتلاك قاموس للسياق.
وبالطبع فإن السياق اللغوي غير كافي وحده لأنه يشير فقط إلى البيئة اللغوية. وبالإضافة للسياق، فيجب على المترجم أن ينتبه إلى الموقف، والبيئة الأوسع المحيطة به، وكذلك الإشارة للعناصر الأخرى التي تؤثر عليه.
يوفر شريم بعض النصائح التربوية التي تتعامل مع مسائل اشكالية في الترجمة. أحد هذه المسائل هي الكليشيهات (clichés)، حيث يتوجب عمليا على المترجم أن نقل كليشيهات نص اللغة المصدر بكليشيهات في نص اللغة الهدف، وهذا ما يحصل مع الكلمات المقترضة، والنكت، والأمثال، التي ينبغي التعامل مثلما نتعامل مع الكليشيهات، والمحاولة قدر الامكان إيجاد مكافئ قريب لها في اللغة الهدف.
عندما يصعب إيجاد مكافئ في اللغة الهدف لكليشي معين في اللغة المصدر، يقترح شُريم ترجمته حرفيا، ويحذر المترجمين من تغيير أجزاء الكلام إلى كليشيهات أو تعبيرات ميتة. فعلى الرغم من أن التعبيرات المجازية تخلق الكثير من المشاكل، إلا أنه ينبغي على المترجم أن يكون مخلصا لأسلوب اللغة المصدر أثناء ترجمته لتلك التعبيرات المجازية.
يقترح بعض الكتّاب العرب ترجمة كتب المراجع الرئيسية الغربية حول علم الترجمة إلى العربية. يتأسف عبود (1988) مثلا على عدم ترجمة الدراسات القيمة إلى العربية، حيث أن عبود مع الرأي القائل بأن علم الترجمة قد تطور كثيرا في العقدين الأخيرين، وحقق نجاحات باهرة في مجالات نظرية الترجمة، ونقد الترجمة، والترجمة التطبيقية، لأنه إذا رغبنا، كما يجادل هو، أن تتطور حركة الترجمة في بلادنا وتساهم بفعالية في النهضة الثقافية المرجوة، فسيكون من الضروري أن نترجم، أو على الأقل نلخص المصادر الأجنبية الرئيسية التي تتناول علم الترجمة، كخطوة مبدئية نحو تطوير علم عربي للترجمة يبدأ بمعالجة مشاكل الترجمة في المناخ العربي (عبود، أ. 1988: 178)
الكتاب الآخر الذي يَتعاملُ مع موضوعِ التَرْجَمَة هو “فن الترجمة في الأدب العربي” (حسن، 1966). يَبْدو أن هذا الكتابِ هو الكتابَ العربيَ الأولَ الذي نشر حول مشاكلِ التَرْجَمَة منذ مساهمةِ العرب في العصرِ العباسيِ. يعطي محمد (1986) الكتابَ أهميةِ خاصّةِ، لأنه لا يُغطّي آراء المُؤلفين المُعاصرينِ فقط، لكنه يَتضمّنُ مساهماتَ العرب القديمة في فن الترجمة أيضاً.
قبل نشرِ كتاب حسن، تم نشر وجهاتَ نظر قصيرةَ خول ظروف وطرقِ النقل. لقد كانت مجرد تلميحات ووجهات نظر قصيرةَ لا ترقى لأن تكون دراسات مفصّلة، مثل تلميحات الجاحظ الذكية في “كتاب الحيوان”، وتلميحات الصفدي التي ذكرها أميلي في “الكشكول”، وتلميحات الزيات في مقدمةِ ترجمتِه الفرنسيةِ لقصة “ضوء القمر” والقصص الأخرى. كما نُشرت بَعْض التلميحات أيضاً في المجلاتِ المُخْتَلِفةِ مثل مقالة سروف في المقتطف بعنوان “طريقنا في التعريب”.
ظَهرتْ تلميحات أخرى في مقالةِ مبكّرةِ للمقدسي، أستاذ الأدب العربي في الجامعةِ الأمريكيةِ ببيروت، التي نُشِرتْ أيضاً في المقتطف. ظَهرتْ تلميحات أيضاً في كتاب فلسطين بعنوان “قضايا الفكر في الأدب المعاصر” . كما تم نشر تلميحات أخرى لأدهم، والعقاد، ويونس في مجلاتِ قافلة الزيات، والمجمع العربي، والرسالة على التوالي. (أنظر، على سبيل المثال، مجهولون، المقال الأدبي، 1988، رقم: 202, 203, ص 179-188)
وعلى الرغم من أن محمد (1986) قد انتقد كتاب حسن، فقد نال اهتماما خاصّا لأنه يعتمدُ على التجربة العملية للمترجمين، وتبني ترتيب زمني لدِراسات الترجمة في الأدب العربيِ، القديم والحديث. يتعامل حسن مع مشاكلِ الترجمة مِنْ وجهةِ نظر فنانِ. إنّ الطريقةَ التي يتبناها فريدة في ترجمة الأعمال الأدبية، وتميزه على أسلافِه الذين كانت ترجماتِهم بشكل رئيسي في حقول العُلومِ والفلسفة، ما عَدا ابن المقفع، مثلا.
تَكْمنُ الفائدةُ في حقيقة أنّ المترجم يُدركُ نفس التجربة العاطفية للكاتب أَو الشاعر، ويُظهرُها بإخلاص وصدق. يَصِفُ حسن الطريقة التي يُترجمُ بها حيث بين أنه يترجم النص الأجنبي إلى العربية متبعا ترتيب الكلام الأصلي. ثم يرجع ويعدّله وفق الأسلوب العربي المناسب، حيث يقوم بتقديم أو تأخير العناصر بدون أي إضافة أو حذف. يقوم بعدها بتحميل النص بروح وعواطف المؤلف مستخدما أصناف الكلام المكافئة، مع المحافظة على الترتيب الأصلي. ينهي هذه المراحل الثلاثة عندما يتأكد فقط أنه إذا كان المؤلف قد كتب هذه القصة أو القصيدة بالعربية، فلن يكتبها بطريقة مختلفة عن ترجمته (مجهولون، الموقف العربي، 1988: 148).
يَعتقدُ حسن بأن الإخلاص في الترجمة هو الميزة الأكثر أهمية التي يجب على المترجم أن يتطلع إليها. يَجِب أَنْ لا يُضيف، يَحْذف، أَو يُلخّص؛ بل على العكس، حيث يَجِبُ أَنْ ينقل النص بالكامل. يَعتقدُ المُؤلف أن القيام بأكثر من ترجمة واحدة لنفس الكتابِ مفيدة. وعلى الرغم من أن العديد من الكُتّاب يعتبرون هذا تكرار عديم الفائدة، إلا أنه يجب تشجيع هذا النشاطِ في العربيِة، بشرط أن يكون أولئك الذين يَعْملونَ في ذلك الحقل مؤهّلين. يجب أن لا يقلق المترجمون من انتاج العديد من الترجمات لنفس العمل قدر الإمكان، لأن المترجمين الأوروبيينَ لَمْ يخجلوا من فعل ذلك في وقت عصر النهضة. ستحفّز مثل هذه العملية المنافسةَ وتدْعو للنقد، والذي سيشجع حركة الترجمةَ على المدى البعيد على إنتاجِ ترجمات ذات جودة عالية.
وببنائه على التجربة العملية للمترجمين يعتبر كتاب حسن مميزا بطريقته الرائدة في تشخيص مشاكل الترجمة في اللغة العربية. إنّ ميزّةَ الكتاب الشخصيةَ والتجريبيةَ واضحة في تنظيمه وفي أمثلة ترجمات المُؤلف الخاصةَ في النثر والشعر، التي تمثل مشاكل عملية ونظرية تحْدث أثناء الترجمة.
هنالك كتاب عربي ثالث عن الترجمةِ لمحمد (1986) عنوانه “علم الترجمة: مدخل لغوي”. يَتعاملُ هذا الكتاب مع مشكل الترجمة من وجهة نظر لغوية، وهو مقسّم إلى ثلاثة فصولِ يُراجعُ فيهما عملين منشورين سابقينَ عن الترجمة. الأول فن “فن الترجمة في الأدب العربي” لحسن (1966)، والثاني هو “علم الترجمة” لعبد الحافظ (1983). يُؤكّدُ محمد على أهميةَ كتابِ حسن، لأنه لا يتناول وجهاتِ النظر الحديثةِ لوحدها، بل يَتوسّعُ من الناحية التاريخية ليتضمن فَن الترجمة عند قدامى العرب، خصوصاً فترة الحكم العباسي. يُذكّر محمد بأن الكتاب [كتاب حسن] يَتبنّى منهج معيارِي في التعامل مع الترجمة. يتكون هذا المنهج من التعريف بنَتائِجِ الخبرة العمليةِ للمترجمين، لكي نكون كمرشد يساعد المترجم ترجمته العملية. لقد استندت النَتائِجَ التي تمت مناقشتها في الكتاب على المبادئِ الجماليةِ والفنيةِ للترجمةِ. (محمد، 1986: 180).
يشير محمد بأنّ مبادئَ حسن متوافقة مع تلك التي عند سافوري (Savory, 1957)، الذي بني على وجهاتِ نظر المترجمين الأوروبيينِ وخبرتهم العملية ، وأنشأ مجموعة من القواعد والمعايير التي ينبغي للمترجمِ مراعاتها. (أنظر Savory, 1957)
يرى محمد أن معايير كل من حسن وسافوري متناقضة. فهي من ناحية، ناجمة عن منهج ذاتي, و نتيجة مباشرة لخبرة المترجمَ العمليةَ. وهي من الناحية الأخرى، تتعامل مع جانب واحد فقط من عملية الترجمة المعقّدةِ جدا ، وبمعنى آخر: الجانب العملي.
يتبنى كتاب عبد الحافظ “علم الترجمة” نفس المنهج في النَظْر للترجمة كمجموعة من القواعدِ والتوصيات. كما إنه مُنتَقَد بسبب عدم اعطاء الاهتمام اللائق بما يحدث في الترجمة نفسها، وطرق التعامل مع النص المصدر أثناء العملية، وأثر نوعِ النص واللغةَ على تلك العمليةِ. فبعد كل شئ، الترجمة ليست تفسيرا أو توضيحا لكن عمليةَ يتم فيها استبدال نظام رموز في إحدى اللغات بآخر في لغة مختلفة وفقا لبعض الأحكام الموضوعية.
يُناقشُ المُؤلفَ في الفصل الأول تطور الترجمة في أوروبا، ويَعْرضُ إجراء الترجمة التي طبقها المترجمين المشهورينِ. يربط الكتاب بين تطور الترجمة ومَدارِسِ الفكرِ التي سادت في أوروبا على مدى فترات مختلفةِ. في الحقيقة، لقد كانت هي المدارِس ذاتها التي حددت المفاهيم الأساسيةَ للأعمالِ الأدبية والمناخِ الثقافيِ في البلدان الأوروبية المختلفة.
مع تطور الترجمة جاءت المبادئ النظريةَ على شكل معاييرِ وطرقِ يمكنها توجيه المترجم في ترجمته، أَو في تقييمه للترجمات التامة. يَستعرض محمد كيف تم تضمين الترجمة، بسبب تنوعها، في مجال علمِ اللغة.
استوجب هذا الوضع البحثَ عن تقنيات وأساليب منهجية نظريِة جديدة لتحديث طرق الترجمة القديمةَ، كما استوجب تجنّب العوامل الذاتية (الشخصية) أيضاً، مما قد يُغيّر الترجمة إلى شيءِ آخر غير الإعادة المخلصةَ.
يَستنتجُ محمد بأن دراسات الترجمة أصبحت تخصصا علمياً مستقل ذاتياً، يخدم نشاطات المترجمين بواسطة مفاهيمه النظرية، كما أصبحت مبادئه موضوعَ البحث العلمي في المؤسسات التربوية للتدريب المترجمِين.
استفادت الترجمة من علم اللغة الذي ساهم بتأسيس القواعد الحاكمة للعلاقات بين اللغات، واكتشف أوجه التشابه والاختلاف بينها. لقد شمل تأثير علم اللغة حتى تعريف أنواع الترجمة وفق التباين في الاتصال اللغوي والامكانية الوظيفية للغات.
تتفاعل الترجمة مع فروع علم اللغة المختلفة. فهي من ناحية مرتبطة بعلمِ اللغة العام: النحو، علم المعاني، وعلم الصرف. ومن الناحية الأخرى، تتفاعل مع علم الأسلوب (stylistics)، وعلم اللغة الاجتماعي، وعلم اللغة النفسي، كما أصبح مصدر مهم أيضاً لدراسات اللغة في مجالات أخرى مثل الدراسات المقارنة , ثنائية اللغة، وتعليم اللغة الثانيِة.
يتعامل الفصل الثاني مع علمِ الترجمة والقضايا المركزية المتعلقة بعملية الترجمة كاتصال بين لغتين يلعب فيه المترجم دورين، أولهما كمستقبل لنص اللغة المصدر، والثاني هو دور المرسل لنص اللغة المصدر. يناقش المؤلف تفاصيل ما يقوم به المترجم مبينا وحدات الترجمة التي يجب على المترجم أن يجد لها ما يكافئها في اللغة الهدف، ويركز على أنواع المعنى المختلفة التي قد تقابل المترجم في المرحلة المبدئية لفهم نص اللغة المصدر . تشمل النواحي الأخرى التي يجب أن ينتبه لها المترجم فتشمل التعابير الاصطلاحية، والأمثال، والحِكم.
يدرس محمد دور المترجم كمرسل لنص اللغة المصدر في اللغة الهدف، الذي يعتبر مركز عملية الترجمة، وتأثير نوع النص على اختيار المترجم لاستراتيجيات ترجمة معينة. يُوضح المؤلف عمليةَ إعادة هيكلة نص اللغة المصدر في اللغة الهدف، والمبادئ النظرية المُطبقة، وطرق إعادة إنتاج نص اللغة المصدر في اللغة الهدف، والفقد والزيادة في الترجمة الناتجان عن الاختلافات البيئية والثقافية واللغوية بين اللغة المصدر واللغة الهدف. ويُميز المُؤلف في الفصل الثالث بين مفاهيمِ التوافق والتكافؤ التي تعتبر معايير مهمةَ لتوجيه المترجم والناقد في ترجمة وتقييم الترجمات.
إن كتاب محمد فريد، لأنه يُمهّد الطريق لدراسات نظرية وتطبيقية معمّقة مماثلة عن الترجمة. أحد المجالات ذات العلاقة هو الدراسةُ المقارنةُ للغتين محددتين لاكتشاف الانفراجات والتقاربات بين الوحدات ومستويات التعبيرِ اللغويِ في كلتا اللغتين.
تتطلب دراسات الترجمة العربية تسجيل مكافئات الترجمة، وأنواع الوحدات التي تعبر عن السمات الثقافيةَ والبيئيةَ، وإمكانية اللغة العربية ووسائلها لإظهار المعاني الواقعية والدلالية والنحوية للغات الأخرى. في الحقيقة، يُساهم كتاب محمد في دراسات الترجمة العربية لنفس تلك الغاية.
وبالإضافة إلى الكتب التي ناقشناها، فقد نشرت منظمة التربية والعلوم والثقافة بالجامعة العربية كتب أخرى لمُراجعة الوضع الحالي للترجمة. أحد هذه الكتب هو “دراسات عن واقع الترجمة في العالم العربي” الذي كتبه مجموعة من المؤلفين ونُشرَ في تونس على جزأين. إن نشر هذا الكتاب، الذي يعتبر نتيجةُ الجهد المشترك لخبراء متخصصينِ في الموضوعِ، مطلبا أساسيا لصياغة الخطة الوطنية للترجمة.
نُشر الجزء الأول للكتاب في عام 1985، وتضمن سبعة دراسات مسحية على الوضع الحالي للترجمة في الأردن، تونس، الجزائر، السودان، سوريا، العراق، وليبيا. أما الجزء الثاني فقد نُشر في عام 1987 وشمل عشرة دراسات عن الترجمة في الإمارات العربية المتحدة، البحرين، العربية السعودية، فلسطين، الكويت، لبنان، مصر، المغرب، اليمن الشمالية، والجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
تم نشر كتاب آخر مشابه بعنوان “الخطو القومية للترجمة” في تونس سنة 1985، وقد تضمّن نص الخطة الوطنية للترجمة. يهدف الكتاب لتلخيص الجوانب الرئيسية التي تشجع الترجمة العلمية والأدبية وأنواعِ الترجمة الأخرى في العالمِ العربيِ على أساس التعاون الوثيقِ بين البلدانِ العربية ومنظمة التربية والعلوم والثقافة بالجامعة العربية. وكما يشير الدكتور صابر المدير العام للمنظمة آنذاك فإن حركة الترجمةَ في العالمِ العربيِ قد ظهرت منذ قرن ونصف مضى، ومرت بعدة مراحل، حيث زودت القارئ العربي بالعديد من الأعمال في كل حقول المعرفة. ومع ذلك فقد أخفقت الحركة في تلبِية حاجات المجتمعِ العربيِ في التقدم والمعاصرة. لذا، كان من الضروري صياغة خطة للتقدم للأمام في هذا الحقل. بالتالي كان الجُهد نحو عمل وطنيِ متكامل. إن كتاب “الخطة القومية للترجمة” هو احد سمات الجهد في ذلك الاتجاه (المرجع السابق، ص 189).