نظرا لظاهرة العولمة، أصبح لدى الشركات والبنوك مقرات ومكاتب في جميع أنحاء العالم. ونظرا لبيروقراطية المؤسسات، فهي تحتاج إلى ترجمة وثائقها بلغات عديدة.
وعلى الرغم من أن معظم الاجتماعات والمؤتمرات في هذه الحالة تتم باللغة الإنجليزية، إلا أن هناك حالات تكون فيها الترجمة التحريرية، والترجمة الشفوية ضروريتين. إن ما نلاحظه هو أنه حتى في القطاع المالي، حيث الأرقام هي الفاعل الرئيسي، فإن الترجمة تلعب دورا هاما.
وكما هو الحال في المجالات الأخرى، هناك بعض القواعد والتقنيات المحددة التي يستخدمها المترجمون من أجل تقديم خدماتهم بنجاح إلى البنوك و أنواع مختلفة من الشركات. سنذكر في هذا المقال ببعض هذه النصائح التي يمكن أن تكون مفيدة للغاية لأولئك الذين يهدفون إلى هذا النوع من الحياة المهنية.
المعرفة الخلفية المالية
وفي حالة المصارف الدولية، من الواضح أنها ستحتاج إلى مجموعة محددة من القواعد للتعامل مع البلدان الهدف، مما يعني أنها ستحتاج إلى ترجمة الكثير من الأوراق القانونية بدقة. ولكن ما تحتاج إليه في الغالب من المترجمين هو ترجمة المواد التسويقية والوثائق القانونية للسكان المحليين المختلفين.
وهذا يعني أنه يجب على المترجم أن يكون لديه بعض الخبرة في القطاع المالي من أجل فهم الوثائق الأصلية. وبطبيعة الحال فإنه قد تكون مكتوبة بعبارات معقدة غير مناسبة للجماهير. تتمثل المهمة الصعبة للمترجم فهنا في تكييف اللغة مع جميع أنواع الناس للتأكد من أنهم يفهمون بالضبط ما يقترحه البنك.
وهذاوهذا أمر صعب جدا لأن الأخطاء يمكن أن تقلل من مصداقية أي مصرف معين. يجب على المترجمين الانتباه إلى التفاصيل مثل الأرقام والكلمات الصغيرة التي يمكن أن تحدث فرقا كبيرا في القطاع المصرفي. فمثلا من السهل في نشرة توضح الشروط المطلوبة للحصول على قرض أن نتصور لماذا الصفر يمكنه تضليل الناس وإعطاء الانطباع بأنهم يتعاملون مع مؤسسة غير جادة.
تحليل الوثائق
الصعوبة الأولى في قطاع التمويل هي المصطلحات، حيث عادة ما يكون لدى المترجمون خلفية في هذا المجال بالذات. وإذا كنا نفكر في تقنيات التي يستخدمها المترجمين الماليين، فإن أول شيء يقومون به عند ترجمة وثيقة مالية معينة، هو فهمها بشكل صحيح وادراك المسائل المحيطة بها. فغالبا ما يحتاج المترجم المالي إلى وضع الموضوع في سياق كان قد بدأ في مكان ما في الماضي، ولذلك يجب عليه القيام ببعض البحوث. هذا ليس هو الحال في كل وقت، ولكن في البنوك والشركات الدولية، سيواجه المترجم عادة هذا النوع من الحالات.
وبعد فهم الوثيقة بشكل جيد، يُنصح بتحديد مواقع الغموض ومحاولة فهمها. من المهم عدم ترك هذا للنهاية، لأنه قد يسبب التأخير، والذي لا يُقدره أولئك الذين يدفعون للمترجم من أجل القيام بهذه المهمة. وإذا لم يتمكن المترجم من العثور على المعلومات المتعلقة بما يربكه، فمن الضروري للغاية الاتصال بذوي الخبرة ومناقشتهم من أجل الحصول على توضيحات حول هذه المسألة. بعد ذلك، يمكنه الاستمرار في عمله، وتسليمه في الوقت المحدد بسبب تناوله للمسألة في وقت مبكر.
تجنب الأخطاء
يمثل البنك المركزي الأوروبي أكثر مؤسسة تحتاج في الوقت الحاضر لأكبر عدد من المترجمين الماليين. فبما لا يقل عن 18 دولة في منطقة اليورو، يكون من السهل أن نتصور مدى ارتفاع حجم الطلب على خدمة الترجمة التحريرية والترجمة الفورية. وعلى الرغم من أن اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية في هذه المؤسسة، إلا أن العديد من البلدان تفضل الإبقاء على لغتها الخاصة للوثائق والمؤتمرات بسبب عدم الثقة.
ويستند هذا القرار إلى المشورة القانونية والرغبة في التأكد من استخدام المصطلحات والمفاهيم بشكل صحيح. ويعني هذا القرار أيضا أن أي أخطاء محتملة في الترجمة ستكون من مسؤولية مصرف البلد. وينصح المترجمين الذين يهدفون إلى العمل على هذا المستوى العالي بعدم السماح بالأخطاء، لأن هذا النوع من العمل يتطلب الكمال من حيث العمل. فالمعرفة الموسعة في التمويل الدولي والصيرفة، والمهارات التنظيمية والاهتمام بالتفاصيل تعتبر أمور أساسية للمترجم الذي يريد العمل في بيئة نخبوية. وبطبيعة الحال، فإن الأجر والهيبة عالية أيضا، لذلك فهذه المهنة تستحق كل هذا العناء. كما أن نفس الأساليب تُطبق عندما يكون المرء مترجما للبنك الدولي أو الاتحادات الائتمانية الاتحادية للأمم المتحدة، وهما منظمتان أخريان تتطلبان خدمات في الترجمة المالية.
الاهتمام بالتفاصيل
تطبق نفس القواعد في الشركات الدولية، لأننا نتحدث عادة عن العلامات التجارية الهامة التي لديها مقرات في جميع أنحاء العالم. فعلى سبيل المثال شركة صينية مقرها في فرنسا، وباعتبارها بلدا بيروقراطيا للغاية، ستحتاج فرنسا إلى الكثير من الأوراق، التي ستحتاج في نهاية المطاف إلى ترجمة. وفي هذه الحالة أيضا، يمكن لعدم الاهتمام بالتفاصيل أو سوء الفهم أن يسبب التباس بين أعضاء الشركة. وسيتعين على المترجم أن يكون محترفا للغاية وأن يفحص عمله بعناية قبل تقديمه. و بما أن الأجور عالية في هذه الحالة أيضا، يتوجب القيام بالعمل على الوجه الأمثل.
وفي الختام، نُذكّر بأن أهم تقنيات الترجمة في الصناعة المالية هي المعرفة الخلفية، والاهتمام بالتفاصيل والقدرة على التنظيم. ويعتبر التواصل مع صاحب العمل مهم أيضا في بعض الحالات مثل الغموض في اللغة. إن عمل المترجم في هذا القطاع صعب حقا، ولكنه أحد المجالات التي تؤكد للمترجم أن ساعات عمله الطويلة سوف تؤتي ثمارها.