تأثرت البحوث النوعية بالثورة الرقمية والتكنولوجية في بداية القرن الحادي والعشرين. تُستخدم أجهزة الكمبيوتر لتحليل البيانات النوعية، وآلات التسجيل العادية والرقمية المصغرة (مثل مسجلات MP3) المستخدمة لتسجيل المقابلات ومجموعات التركيز. كما یمکن استخدام الإنترنت للعثور علی الأدبيات ونشر النتائج.
ولكن الانترنت خارج مجال البحث قد أصبحت أيضا جزءا من الحياة اليومية لكثير من الناس. معظمنا على دراية بالإنترنت أو يعرف عنها وما يمكننا القيام به بواسطتها. نظرا للوجود الإعلامي الواسع للإنترنت كظاهرة وإمكانيات استخدامها وإساءة استخدامها، فإن معظم الناس لديهم فكرة تقريبية على الأقل حول هذا الموضوع. ونتيجة للتسويق العدواني في بعض الأحيان من قبل مقدمي خدمات الإنترنت أو شركات الهاتف، فإن كثير من الناس لديهم وصول إلى الإنترنت في المنازل، كما أن العديد من الأنشطة المهنية والروتينية أصبحت تتضمن استخدام الإنترنت. وأخيرا، فإن عدد الأشخاص الذين يستخدمون البريد الإلكتروني كشكل من أشكال الاتصال ينمو باستمرار عبر الفئات الاجتماعية. ولكن ينبغي ألا ننسى أنه ليس كل شخص لديه إمكانية الوصول إلى الإنترنت أو يريد الوصول إليه.
ومع ذلك، ونظرا للاستخدام الواسع النطاق والوصول إلى هذه الوسيلة، فإنه ليس من المستغرب أن يتم اكتشاف الإنترنت كمادة للبحث وأيضا كأداة تستخدم لأغراض البحث. سنستعرض في هذا الفصل بعض طرق استخدام الإنترنت للبحث النوعي، وسنظهر بعض مزايا وإمكانيات استخدامها، ولكننا سنبين أيضا بعض القيود على البحوث المنجزة بطرق الإنترنت.
الإنترنت كهدف للبحث
وكما تبين الصيغ الغامضة في الفقرة السابقة، لا تزال هناك حاجة لدراسة من يستخدم الإنترنت فعلا ومن لا يستخدمها. أيضا، لا تزال هناك حاجة لتطوير المعرفة حول كيفية استخدام مختلف الناس للإنترنت وكيف يختلف هذا عبر الفئات الاجتماعية (على سبيل المثال، عبر العمر، والطبقة الاجتماعية، والتعليم، أو نوع الجنس). يمكن في مثل هذه البحوث تنفيذ المشاريع التقليدية لاستخدام وسائل الإعلام وجمهور البحوث. على سبيل المثال، يمكنك مقابلة المستخدمين المحتملين أو الحقيقيين للإنترنت حول تجاربهم وممارساتهم معها. ويمكن أن تكون الطرق موحدة أو مقابلات مفتوحة أو مجموعات تركيز.
يمكن أيضا إجراء ملاحظة (للمشاركين) في مقاهي الإنترنت لتحليل كيفية استخدام الأشخاص للحواسيب والإنترنت، أو يمكن إجراء تحليلات للمحادثات حول كيفية استخدام الأشخاص للشبكة تعاونيا (على سبيل المثال، تحليل أحاديث الأطفال أمام الشاشة في حصة الحاسوب في مدرسة). يرى ميترا و كوهين (Mitra and Cohen, 1999) أن تحليل أعداد المستخدمين وتجاربهم هو النهج الأول لدراسة الإنترنت، أما تحليل النص المتبادل بين المستخدمين فيعتبرانه النهج الثاني. المشترك في هذه المشاريع هي أنها تستخدم الطرق النوعية بطريقة تقليدية. تعتبر الإنترنت هنا مجرد كائن يتحدث الناس عنه أو يتم استخدامه في الدراسة، لكنه ليس في حد ذاته جزءا من الدراسة (باعتباره أداة منهجية). يحدد ماروتزكي (Marotzki, 2003:151-152) ثلاثة نقاط تركيز بحثية أساسية في أبحاث الإنترنت، حاليا نحن ندرس (باستخدام المقابلات، مثلا) كيف يتعامل المستخدمون مع الإنترنت في حياتهم؛ وعلى الانترنت نقوم بتحليل كيف غيرت شبكة الإنترنت مناطق المعيشة المجتمعية والمؤسسية، أو الخاصة (باستخدام المقابلات أيضا). كما ندرس على الانترنت التواصل في الشبكة في المجتمعات الافتراضية باستخدام تحليل التفاعل، وهو ما يعني الدخول في مجال البحث النوعي على الانترنت.
الشروط المسبقة للبحث النوعي عبر الإنترنت
إذا كنا رغب المرء في إجراء بحثه على الانترنت، فينبغي بيان بعض الشروط. أولا، يجب أن يكون الباحث قادرا على استخدام الحاسوب، ليس فقط كآلة كاتبة فاخرة، ولكن بطريقة أكثر شمولا. ويجب أن يكون لديه أيضا بعض الخبرة باستخدام أجهزة الحاسوب والبرمجيات. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون لديه وصول إلى الإنترنت ويجب أن يتمتع بالعمل على الانترنت، ويجب أن يكون (أو يصبح) على دراية بالأشكال المختلفة للتواصل عبر الإنترنت مثل البريد الإلكتروني وغرف الدردشة والقوائم البريدية والمدونات. لا نستطيع إعطاء مقدمة للجانب التقني للبحوث على الإنترنت، ولكن يمكن أن تجد مقدمات سهلة الفهم في هذا المجال الخاص (على سبيل المثال، Mann and Stewart, 2000). إذا تم استيفاء هذه الشروط ، يجب على المرء أن ينظر ما إذا كان بحثه هو مسألة يمكن دراستها فقط باستخدام البحث النوعي على الإنترنت. على سبيل المثال، إذا كان الباحث مهتما بالبناء الاجتماعي لمرض في مجموعات المناقشة عبر الإنترنت، فيجب عليه تحليل اتصالاتهم أو مقابلة أعضاء هذه المجموعات، وهذا يمكن القيام به بسهولة أكبر إذا قمت بمعالجته عبر الإنترنت.
وبناء على هذين الشرطين المسبقين، يصبح الثالث واضحا. يجب أن يكون المشاركين المحتملين في الدراسة لديهم وصول إلى الإنترنت، وينبغي أن يكونوا متاحين عبر الإنترنت. إذا أراد الباحث دراسة لماذا يقرر الناس التوقف عن استخدام الإنترنت، فسيكون عليه إيجاد طرق أخرى للوصول إلى المشاركين المحتملين، ويجب أن لا يخطط لدراسته كدراسة على الانترنت. الشرط الآخر هو أن على الباحث معرفة طرق البحث النوعية باستقلالية عن استخدامها على الانترنت قبل نقلها إلى البحث على الإنترنت.
نقل البحوث والطرق النوعية إلى الإنترنت
لا تزال معظم الأبحاث التي تستخدم الإنترنت كمية، سواء الدراسات الاستقصائية على الإنترنت، الاستبيانات على شبكة الإنترنت، أو تجارب الإنترنت (انظر Hewson,Yule, Laurent, and Vogel, 2003). ولكن استخدام البحوث النوعية على شبكة الإنترنت آخذ في التوسع أيضا (انظر Mann and Stewart, 2000). يمكننا أن نلاحظ أن الباحثين قد نقلوا العديد من الطرق النوعية لبحوث الإنترنت. نجد نماذج من المقابلات عبر الإنترنت، واستخدام مجموعات التركيز على الانترنت، وملاحظة المشاركين، الإثنوغرافيا الافتراضية (Hine, 2000)، ودراسات التفاعل وتتبعه (Bergmann and Meier, 2004; Denzin, 1999).
يمكن نقل بعض هذه الطرق وتطبيقها في أبحاث الإنترنت بسهولة أكبر. كما يمكن نقل بعضها وبعض مبادئ البحث النوعي إلى الويب مع بعض التعديل. وفيما يلي، سنناقش مزايا ومشاكل استخدام الطرق النوعية في سياق الإنترنت على خلفية ما سبق ذكره في الفصول السابقة حول هذه الطرق (مثل إجراء المقابلات). وسنختتم ببعض الأفكار الأعم حول تصميم البحوث والأخلاقيات في البحث عبر الإنترنت. وستتمثل المسائل الإرشادية في:
- كيف يمكن نقل مختلف الطرق النوعية إلى بحوث الإنترنت.
- ما هي التعديلات اللازمة لذلك.
- ما هي فوائد وتكاليف هذا النقل (بالمقارنة مع استخدامها التقليدي)؟
المقابلات عبر الإنترنت
عندما يقوم البحث النوعي على المقابلات، غالبا ما يكون الاتصال وجها لوجه والعلاقة الشخصية المستندة إلى الاتصالات اللفظية وغير اللفظية هي نقاط قوته. في هذه الحالة، يحفز الباحث الحوار في التفاصيل والمحددات، التي تعتبر شرطا لجودة البيانات. تدوين المقابلات كتابيا كطريقة لجمع البيانات تعتبر تكلفة للباحثين قبل تحليل البيانات. وأيضا ينبغي لقاء الناس لمقابلتهم، مما يعني أنه يجب أن يأتوا إليك أو أن تسافر لرؤيتهم، ولذلك من الأسهل العمل مع عينة محلية. وإذا قام المرء ببحثه أثناء عيشه في الريف أو إذا كان الأشخاص الذين يجري معهم المقابلات منتشرين في جميع أنحاء البلاد أو حتى في العديد من البلدان، فقد يكون ذلك أكثر صعوبة في التنظيم والتمويل. قد يؤدي ذلك إلى تقليل العينة إلى عدد من الأشخاص ذوي الصلة. وأخيرا، قد يكون هناك بعض الناس الذين يشعرون بعدم الارتياح بشكل تلقائي بالرد على سلسلة من الأسئلة على مدى ساعة أو ساعتين، مما قد يؤدي إلى رفضهم المشاركة في البحث. كل هذه الأسباب العملية، وأحيانا التقنية وربما المنهجية، قد تقود إلى إجراء المقابلات عبر الإنترنت إذا كان الوصول إلى الفئات المستهدفة في الدراسة عن طريق البريد الإلكتروني أو الإنترنت ممكنا. لذلك، قد تكون الأسئلة التوجيهية كما يلي:
- ما هي الاختلافات والسمات الشائعة للمقابلة التقليدية ومقابلة الانترنت؟
- كيف يمكن نقل الأشكال المختلفة من المقابلات إلى البحوث عبر الإنترنت؟
- كيف يمكن الشروع في جمع وتحليل البيانات؟
يمكن تنظيم المقابلات عبر الإنترنت في شكل متزامن، مما يعني أن المرء يمكن أن يتواصل مع المشارك في غرفة الدردشة حيث يمكن تبادل الأسئلة والأجوبة مباشرة بينما يكون كلاهما على الانترنت في نفس الوقت. هذا أقرب إلى التبادل اللفظي في المقابلة وجها لوجه. ولكن يمكن أيضا تنظيم المقابلات عبر الإنترنت بشكل غير متزامن، مما يعني أن يرسل الباحث أسئلته إلى المشاركين وهم يقومون بإرسال إجاباتهم بعد مرور بعض الوقت، وليس بالضرورة أن يكون الباحث على الانترنت في نفس الوقت. غالبا ما يتم هذا النوع الأخير في شكل تبادل بالبريد الإلكتروني.
إجراء المقابلات بالبريد الإلكتروني
على المستوى العملي، سيتم تنظيم المقابلات عبر الإنترنت بشكل مختلف عن المقابلات وجها لوجه. عادة ما يتم إجراء المقابلات شبه المنظمة في اجتماع واحد مع الشخص الذي تتم مقابلته ويتم إعداد مجموعة من الأسئلة مسبقا. في المقابلة عبر الإنترنت، يمكن للباحث محاولة فعل نفس الشيء عن طريق إرسال مجموعة من الأسئلة إلى المشاركين ويطلب منهم أن يرسلوا له الإجابات. ولكن هذا يشبه إرسال استبيان في استطلاع أكثر من المقابلة شبه المنظمة. لذلك، يقترح بعض المؤلفين أن القيام بتصميم جمع البيانات بشكل أكثر تفاعلية عن طريق إرسال سؤال واحد أو سؤالين يتم الرد عليهما من قبل المشاركين. بعد ذلك يمكن إرسال الأسئلة التالية (واحد أو اثنين) طالبا الإجابات، وهلم جرا. وهكذا، فإن المقابلة عبر الإنترنت هي سلسلة من تبادلات البريد الإلكتروني.
عملياتية إجراء المقابلات عبر البريد الإلكتروني
أين يمكننا إيجاد المشاركين لإجراء مقابلة عبر البريد الإلكتروني؟ أسهل طريقة هي سؤال الأشخاص الذين لدى الباحث عناوين بريدهم الإلكترونية بالفعل، أو عنوان البريد الإلكتروني الذي يستطيع استردادها من مواقعهم الرئيسية أو من المواقع الرئيسية لمؤسساتهم، مثل الجامعات). يمكن أيضا استخدام تقنيات كرة الثلج، مما يعني أن يسأل الباحث المشاركين الأوائل عن عناوين المشاركين المحتملين الآخرين لدراسته. يمكن للباحث أيضا الدخول إلى مجموعات المناقشة أو غرف الدردشة ونشر معلومات عن بحثه تطلب من الأشخاص الاتصال به إذا كانوا مهتمين بالمشاركة. ومع ذلك، سوف يواجه الباحث العديد من المشاكل في اتباع هذه الطرق. أولا، استخدام هذه الطرق، في بعض الحالات، يعني أن لدى الباحث معلومات مختصرة فقط، مثل عنوان البريد الإلكتروني للناس أو اللقب الذي يستخدمونه في مجموعات المناقشة أو غرف الدردشة.
في بعض الحالات، لن يعرف المزيد عنهم أو يجب أن يعتمد على المعلومات التي يعطونها عن جنسهم وعمرهم وموقعهم وما إلى ذلك. وقد يثير ذلك تساؤلات حول موثوقية هذه المعلومات الديموغرافية، ويؤدي إلى مشاكل تتعلق بتكييف العبارات في المقابلة اللاحقة. وكما يقول ماركهام (Markham, 2004: 360) ‘ماذا يعنى مقابلة شخص ما لمدة ساعتين تقريبا قبل ادراك أنه ليس من نوع الجنس الذي يعتقده الباحث؟‘
على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في مقارنة البيانات في سياق عمر المشاركين، يجب أن يكون لدى الباحث معلومات موثوقة عن عمر كل مشارك. كما أن هذه الطرق للوصول (ودرجات الحفاظ على عدم الكشف عن هوية المشاركين الذين تم الوصول إليهم) قد تقود أيضا إلى مشاكل في أخذ عينات البحث. ليس فقط أن المعايير التقليدية للتمثيل يصعب تطبيقها والتحقق منها في مثل هذه العينة، بل يمكن أن يكون من الصعب أيضا هنا تطبيق استراتيجيات أخذ العينات النظرية أو العمدية.
وبمجرد إيجاد حل لكيفية اختيار المشاركين ومخاطبتهم للدراسة، يجب أن يعد الباحث إرشادات لهم حول المتوقع منهم عند مشاركتهم في الدراسة. يمكن في البحث وجها لوجه، شرح توقعات الباحث في تبادل شفهي مباشر عند جذب الناس أو قبل البدء في الأسئلة في حالة المقابلة والرد على أسئلة المشاركين. أما في المقابلات عبر الإنترنت ينبغي على الباحث إعداد التعليمات في شكل مكتوب، ويجب أن تكون واضحة وتفصيلية، بحيث يعرف المشارك ما يجب القيام به. وفي الوقت نفسه، ينبغي ألا تكون التعليمات طويلة جدا لتجنب الخلط والإهمال من جانب الشخص الذي نقوم بإجراء المقابلة معه.
وكما هو الحال في المقابلات وجها لوجه، فمن الضروري في المقابلات عبر الإنترنت بناء علاقة (ألفة) مع الذين تتم مقابلتهم، حتى لو كان الاتصال غير متزامن والردود تأتي مع بعض التأخير (حتى أيام). قد تكون الاتصالات وجها لوجه (وإجراء المقابلات) أكثر عفوية من الاتصال عبر الإنترنت، ولكن هذا الأخير يسمح للمشاركين بالتفكير في إجاباتهم أكثر.
يذكر مان وستيوارت (Mann and Stewart, 2000:129) متبعين بايم (Baym, 1995) خمسة عوامل هامة يجب أخها في الاعتبار كمؤثرات على التفاعل بوساطة الحاسوب في المقابلات:
1. ما هو الغرض من التفاعل / المقابلة؟ هذا سوف يؤثر على اهتمام المشاركين المحتملين فيما إذا كانوا سيشاركون أم لا في الدراسة.
2. ما هو الهيكل الزمني للبحوث؟ هل يتم استخدام طرق متزامنة أو غير متزامنة وهل ستكون هناك سلسلة من التفاعلات في البحث أم لا؟
3. ما هي الإمكانات والقيود التي تؤثر على التفاعل بسبب البرنامج المستخدم (software)؟
4. ما هي سمات الشخص الذي يجري المقابلة وسمات المشاركين؟ ماذا عن التجربة والموقف من استخدام التكنولوجيا؟ ماذا عن معرفتهم بالمواضيع، ومهارات الكتابة، والرؤى، وما إلى ذلك؟ هل تم التخطيط للتفاعل واحدا لآخر أو التفاعل بين مجموعة والباحث؟ هل كان هناك أي تفاعل بين الباحث والمشارك من قبل؟ كيف يتم التعامل مع بنية المجموعة من خلال البحث (هرمية، الجنس، العمر، العرق، الوضع الاجتماعي، وما إلى ذلك)؟
5. ما هو السياق الخارجي لثقافة البحث (الثقافة الوطنية أو الدولية) و مجتمعات المعنى قيد البحث؟ كيف تؤثر ممارسات التواصل الخاصة بهم خارج البحث على هذا الأخير؟
عند إجراء المقابلة نفسها، يمكن إرسال سؤال أو اثنين من الأسئلة، ويتم انتظار الإجابات، ومن ثم التحقيق (كما هو الحال في مقابلة وجها لوجه) أو الاستمرار في إرسال الأسئلة التالية. إذا كان هناك تأخير أطول قبل أن تأتي الإجابات، يمكن إرسال تذكير (بعد بضعة أيام، على سبيل المثال). ويرى بامبتون وكوتون (Bampton and Cowton, 2002) انخفاضا في طول وجودة الاستجابات، فضلا عن الإجابات التي تأتي ببطء أكثر كعلامات على تلاشي الاهتمام من جانب المشارك وأن المقابلة قارب انتهائها.
ما هي المشاكل في تطبيق الطريقة؟
المقابلات عبر الإنترنت هي وسيلة لنقل المقابلة وجها لوجه إلى أبحاث الإنترنت. هناك قدر أكبر من عدم الكشف عن الهوية للمشاركين، مما قد يحميهم من أي كشف عن شخصهم أثناء البحث أومن النتائج. بالنسبة للباحثين، هذا يجعل أي شكل من أشكال (الحياة الواقعية) السياقية للعبارات والأشخاص في دراستهم أكثر صعوبة.
ما هي المساهمة في المناقشة المنهجية العامة؟
تعتبر المقابلات عبر الإنترنت وسيلة لجعل البحوث النوعية تعمل في سياق البحث على الإنترنت. يمكن أن تكون مفيدة جدا إذا رغب الباحث في دمج المشاركين الذين لا يمكن الوصول إليهم بسهولة في دراسته، لأنهم يعيشون بعيدا أو لأنهم لا يريدون التحدث إلى شخص غريب (ربما حول مواضيع حساسة). ويمكن للبحث على الإنترنت أيضا أن يسمح للمشاركين بعدم الكشف عن هويتهم، مما يمكن اعتباره ميزة.
تنتج المقابلات عبر الإنترنت بيانات متاحة بالفعل في شكل نصوص، بحيث يمكن تخطي خطوة تدوين المقابلات التي تستغرق وقتا طويلا.
كيف تتناسب الطريقة مع عملية البحث؟
يمكن تكييف معظم أشكال المقابلات وتطبيقها على بحوث الإنترنت. يجب أن يكون أخذ العينات هو أخذ العينات العمدية، والتي يجب تكييفها أيضا لأنها تواجه بعض المشاكل إذا لم يحصل الباحث على معلومات كافية عن المشاركين. يمكن تحليل المقابلات عبر الإنترنت بسهولة تامة عن طريق الترميز والتصنيف، ولكن يجب تكييف المناهج التأويلية لهذا النوع من البيانات.
ما هي القيود المفروضة على الطريقة؟
المقابلات عبر الإنترنت هو نوع من محاكاة المقابلات في العالم الحقيقي حيث تُستبدل عفوية التبادل اللفظي بانعكاسية التبادلات الكتابية. من الصعب نقل وإدماج عناصر التواصل غير اللفظية أو فوق اللغوية. وأخيرا، فإن تطبيق هذا النهج يقتصر على الناس الراغبين والمستعدين لاستخدام الاتصالات بوساطة الحاسوب أو هذا النوع من التكنولوجيا والاتصالات بشكل عام.
مجموعات التركيز على الانترنت
وبطريقة مماثلة، تم نقل نهج مجموعات التركيز إلى أبحاث الإنترنت. وهنا نجد فوارق ومناقشات مماثلة كما هو الحال في سياق المقابلات عبر الإنترنت. ومرة أخرى، يمكن التمييز بين المجموعات المتزامنة (أو في الوقت الحقيقي) وغير المتزامنة (الوقت غير الحقيقي). يتطلب النوع الأول من مجموعة التركيز عبر الإنترنت أن يكون جميع المشاركين على الإنترنت في نفس الوقت ويمكنهم المشاركة في غرفة المحادثة أو باستخدام برنامج مؤتمرات معين. أما النوع الأخير فيعني أن جميع المشاركين بحاجة إلى هذا البرنامج على أجهزة الحاسوب الخاصة بهم، أو ينبغي تقديمه للمشاركين الذين من المفترض أن يقوموا بتحميله على أجهزة الحاسوب الخاصة بهم. وإلى جانب المشاكل التقنية التي قد يسببها هذا، يتردد الكثير من الناس في تلقي وتثبيت البرامج لغرض المشاركة في الدراسة.
مجموعات التركيز غير المتزامنة لا تتطلب أن يكون جميع المشاركين على الانترنت في نفس الوقت (وهذا يمنع مشاكل تنسيق هذا الشرط المسبق). وكما هو الحال في مقابلة البريد الإلكتروني، يمكن للناس أن يأخذوا وقتهم للرد على مدخلات المشاركين الآخرين (أو أسئلة أو محفزات الباحث). وستوجه مداخلات كل مشارك إلى موقع المؤتمر حيث يتم تخزينها في مجلد يمكن لجميع المشاركين الوصول إليه. هذا النوع من مجموعة التركيز له مزاياه عندما يشارك الناس من مناطق زمنية مختلفة أو عندما يختلف الناس في سرعة الكتابة أو الاستجابة، مما قد ينتج عنه اختلافات في فرصة التعبير في المجموعة.
لكي نجعل مجموعات التركيز تعمل على الانترنت، يجب إعداد وصول سهل للمشاركين. يصف مان و ستيوارت (Mann and Stewart, 2000: 103-105) ببعض من التفصيل البرامج التي يمكن للباحث استخدامها لإنشاء مجموعات تركيز متزامنة (برنامج عقد المؤتمرات). كما أنهم يصفان بدائل كيفية تصميم مواقع الويب لتسهيل إجراءات إمكانية وصول الأشخاص المقصودين بالمشاركة واستبعاد الآخرين الذين لا ننوي أن يكون لديهم وصول إليها. ويناقش المؤلفين أيضا إمكانية نقل مفاهيم الطبيعية والحياد في تصميم بيئة مجموعة التركيز إلى إعدادات الإنترنت. على سبيل المثال، من المهم أن يشارك المشاركون في المناقشات من أجهزة حواسيبهم في المنزل أو في مكان عملهم وليس من موقع بحثي خاص. وكبداية، من المهم إنشاء رسالة ترحيب تدعو المشاركين، وتشرح الإجراءات للمشاركين وما هو المتوقع منهم، وما ينبغي أن تكون عليه قواعد الاتصال بين المشاركين (على سبيل المثال، ‘الرجاء كن مهذبا مع الجميع. .. ‘)، وهلم جرا (انظر المرجع السابق، ص 108). يجب على الباحث، كما هو الحال مع أي مجموعة التركيز، خلق بيئة متساهلة.
يمكن استخدام نفس المصادر كما في المقابلات عبر الإنترنت لتعيين المشاركين (انظر أعلاه)، بطريقة كرة الثلج، أو بالبحث في غرف الدردشة الموجودة أو مجموعات المناقشة للحصول على المشاركين المحتملين. ومرة أخرى سيواجه الباحث هنا مشكلة عدم التأكد حقا من أن المشاركين يلبون معاييره أو أن التمثيل الذي يقدمونه عن أنفسهم صحيح. يمكن أن يصبح هذا مشكلة إذا كان الباحث يرغب في إنشاء مجموعة متجانسة من الفتيات في سن معينة مثلا، لأنه إذا ‘لم تجمع مشاركات مجموعة التركيز على الانترنت بين الأبعاد النصية لغرف الدردشة أو عقد المؤتمرات مع البعد البصري الرقمي والكاميرات أو الصوت، فإن الباحث لن يستطيع التأكد من أن مجموعة التركيز تتكون حقا من المراهقات مثلا‘ (المرجع السابق، ص 112). كما ينبغي أن يكون عدد المشاركين في مجموعات التركيز المتزامنة محدودا، لأن العدد الكبير جدا من المشاركين قد يجعل المناقشة في المجموعة سريع جدا وسطحي، ولكننا نستطيع طبعا إدارة هذه المشكلة بسهولة أكبر في المجموعات غير المتزامنة. ولذلك، لا ينبغي تقييد عدد المشاركين في الحالة الأخيرة بينما ينبغي أن يكون محدودا في النوع الأول.
بالمقارنة مع مجموعات التركيز وجها لوجه، يمكنك إدارة قضية المشاركين أو ديناميات المجموعة بسهولة أكبر في المجموعات (وخاصة غير المتزامنة) عبر الإنترنت، ولكنها يمكن أن تصبح مشكلة أيضا. قد يتردد المشاركون الخجولون بالتدخل عندما يكونون غير متأكدين من الإجراء أو القضية، ولكن لدى الباحث خيارات أكثر للتدخل والعمل على هذه المشكلة مقارنة بمجموعات التركيز العادية. إن إخفاء الهوية بشكل أكبر في مجموعات التركيز عبر الإنترنت التي يتم تكوينها من خلال استخدام أسماء المستخدمين والألقاب وما شابه ذلك قد يسهل الإفصاح الموضعي للمشاركين في المناقشة أكثر من مجموعات التركيز بشكل عام.
وأخيرا، من المهم أن يختار الباحث موضوعا للمناقشة ملائم للمجموعة والمشاركين في دراسته، بحيث يجذبهم للانضمام إلى المجموعة والمناقشة. أو، على العكس من ذلك، من المهم أن يجد الباحث المجموعات التي يلائمها موضوع الباحث من أجل الحصول على مناقشات مثمرة وبيانات مثيرة للاهتمام.
ما هي المشاكل في تطبيق الطريقة؟
يمكن أن تكون مجموعات التركيز على الانترنت وسيلة مثمرة لاستخدام الاتصالات على الإنترنت لأغراض البحث. إن عدم الكشف عن هوية المشاركين هنا هو أكبر بكثير أيضا، وبالتالي قد يحميهم من أي كشف عن شخصهم خلال البحث ومن النتائج. ومرة أخرى، بالنسبة للباحثين، هذا يجعل أي شكل من أشكال (الحياة الواقعية) اقتران (contextualization) العبارات والأشخاص في دراستهم أكثر صعوبة ويؤدي إلى مشاكل أخذ العينات إذا كانوا، على سبيل المثال، يريدون بناء مجموعات متجانسة.
ما هي المساهمة في المناقشة المنهجية العامة؟
يمكن في مجموعات التركيز عبر الإنترنت إدارة مشاكل المشاركين الهادئين بسهولة أكبر. يمكن أيضا إنتاج تفاعلات جماعية بين الناس مع عدم الكشف عن هويتهم وبمأمن من أن يتم معرفتهم من قبل المشاركين الآخرين أو الباحث. وقد يؤدي ذلك إلى مزيد من الكشف في مجموعات العالم الحقيقي. يمكن توثيق البيانات بسهولة أكثر، كما يمكن تقليل فقدان المساهمات بسبب مشاكل السمع أثناء التدوين والنسخ.
كيف تتناسب الطريقة مع عملية البحث؟
إذا تلقى الباحث معلومات كافية عن المشاركين، فيمكنه تكييف وتطبيق معظم أشكال مجموعات التركيز على أبحاث الإنترنت. وسوف يكون أخذ العينات هادف. كما يمكن تحليل مجموعات التركيز على الإنترنت بسهولة تامة عن طريق الترميز والتصنيف، ولكن يتعين تكييف النهج التآلفية (hermeneutic approaches) مع هذه الأنواع من البيانات.
ما هي القيود المفروضة على الطريقة؟
يمكن أن تتأثر مجموعات التركيز عبر الإنترنت بتأثيرات خارجية على المشاركين الذين يشاركون في سياقهم اليومي. قد يؤدي هذا إلى تشتيت أو توقفات وتأثيرات على البيانات وجودتها. يصعب على الباحث التحكم في هذا. كما أن المشاكل التقنية في اتصال الانترنت لواحد أو أكثر من المشاركين قد تزعج أيضا المناقشة وتؤثر على جودة البيانات. وأخيرا، مرة أخرى، يقتصر تطبيق هذا النهج على الناس المستعدين والراغبين في استخدام الاتصالات بوساطة الحاسوب أو هذا النوع من التكنولوجيا والاتصالات بشكل عام.
الاثنوغرافيا الافتراضية: التفاعل والتواصل في الإنترنت
حتى الآن، ركزنا على الطرق والقيود المفروضة على نقل طرق البيانات اللفظية لمقابلات الأفراد أو تحفيز المجموعات لمناقشة قضايا محددة للبحث على شبكة الإنترنت. إذن، تصبح الإنترنت أداة لدراسة الأشخاص الذين لا يمكن الوصول إليهم بخلاف ذلك، وهي تختلف عن المناقشات التقليدية أو مناقشات المجموعات وتتجاوزها. ولكن يمكن أيضا أن ننظر إلى الإنترنت كمكان أو كوسيلة كينونة (حول هذه الرؤى الثلاثة انظر Markham, 2004). يمكن في هذه الحالات دراسة الإنترنت كشكل من أشكال الوسط أو الثقافة التي يطور فيها الناس أشكالا محددة من التواصل أو هويات محددة أحيانا. كلاهما يشير إلى نقل الطرق الإثنوغرافية للبحث على الإنترنت ولدراسة طرق التوصل وعرض الذات في الإنترنت، حيث تقول كندال (Kendall, 1999: 62) إن ‘الوصول إلى فهم شعور المشاركين بالذات والمعاني التي يعطونها لمشاركتهم على الإنترنت يتطلب قضاء الوقت مع المشاركين لملاحظة ما يفعلونه على الإنترنت وكذلك ما يقولون أنهم يفعلونه‘. على سبيل المثال، قاد هذا كندال أثناء دراستها لمجموعة من مستخدمين عدة لأول مرة، إلى مراقبة وملاحظة الاتصالات الجارية في هذه المجموعة، ولتصبح بعد فترة مشاركا نشطا في المجموعة لتطوير فهم أفضل لما كان يجري هناك. هذا يشبه الكيفية التي يصبح بها الإنثوغرافيون مشاركين ومراقبين في مجتمعات وثقافات العالم الحقيقي.
الفرق هو أن الاثنوغرافيا الافتراضية تقع في بيئة تقنية بدلا من البيئة الطبيعية. وكما أظهرت العديد من الدراسات (انظر كمثال Flick, 1995; 1996)، لا ينبغي أن ينظر إلى التكنولوجيا على أنها مجرد شيء معين واعتبارها أمرا مفروغا منه، لأن استخدامها وأثرها يتأثر بشدة من التمثيلات والمعتقدات التي تشير إليها من طرف المستخدمين وغير المستخدمين. هناك نهج مماثل مقترح للاثنوغرافيا الافتراضية، والذي ينبغي أن يبدأ من أسئلة البحث مثل تلك المذكورة في الإطار رقم (1).
تركز هذه الأسئلة البحثية على تمثيل السياق الافتراضي من جانب الجهات الفاعلة، وعلى بناء مجتمعات افتراضية أو مجموعات اجتماعية افتراضيا، وعلى الهوية في شبكة الإنترنت، وعلى الروابط بين الافتراضي والواقعي. وفي هذا السياق، قد يكون تعريف ما يجب أن نفهمه بالمجتمعات الافتراضية مفيدا:
“المجتمعات الافتراضية هي التجميعات الاجتماعية التي تنبثق من الشبكة عندما يكون هناك ما يكفي من الناس لأجراء تلك المناقشات العامة طويلا بما فيه الكفاية، مع شعور بشري كاف، لتشكيل شبكات من العلاقات الشخصية في الفضاء الإلكتروني”. (Rheingold, 1993: 5)
وهكذا، تخضع الاثنوغرافيا لتحول ثاني. الأول هو نقلها من دراسة الثقافات الأجنبية إلى ثقافتنا. والثاني هو نقلها من ‘العالم الواقعي‘ إلى العالم الافتراضي كاثنوغرافيا على الانترنت (Marotzki, 2003).
عملياتية الاثنوغرافيا الافتراضية
وكما هو الحال في المقابلات عبر الإنترنت، يجب إعادة صياغة تبادل الأسئلة والأجوبة. فبينما يمكن نقل بعض العناصر الأساسية للاثنوغرافيا إلى الاثنوغرافيا الافتراضية دون مشاكل، يتعين إعادة صياغة البعض الآخر. ويتجلى ذلك في المبادئ العشر للاثنوغرافيا الافتراضية التي اقترحتها هاين (Hine, 2000: 63-65). وفي هذه المبادئ، تدعي المؤلفة أن الوجود المستمر لأحد الانثوغرافيين في الميدان والمشاركة المكثفة في الحياة اليومية لقاطنيها هي أيضا ضرورة في الاثنوغرافيا الافتراضية لتطوير المعرفة الإثنوغرافية. ولكن في الفضاء السيبراني، هناك تساؤلات حول مفاهيم مثل موقع التفاعل أو الموقع الميداني. ما هي حدود الحقل؟ لا يمكن تعريفها مسبقا ولكنها تصبح واضحة أثناء الدراسة. هناك العديد من الروابط بين الفضاء السيبراني و الحياة الواقعية، والتي ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار. وبهذه الطريقة، فإن الإنترنت هي ثقافة ومنتج ثقافي في نفس الوقت. يمكن أن تكون الاتصالات الوسطية متباعدة مكانيا وزمانيا. ليس على المرء أن يكون في نفس الوقت أو الفضاء لمراقبة ما يجري بين أعضاء مجموعة افتراضية. يمكن الانخراط في الكثير من الأشياء الأخرى ومن ثم العودة إلى جهاز الحاسوب الخاص به حيث يجد بريده الإلكتروني أو مدخلاته في مجموعة المناقشة في انتظاره ويمكنه الوصول إليها من أجهزة الحاسوب في أي مكان في العالم.
الاثنوغرافيا الافتراضية ليست شمولية أبدا ولكنها دائما جزئية. يجب أن نتخلى عن فكرة دراسة ‘المخبرين والمجتمعات والثقافات الموجودين مسبقا والمعزولين الذين يمكن وصفهم‘؛ وبدلا من ذلك نجد معرفة قائمة على ‘المثل العليا ذات الأهمية الاستراتيجية وليس التمثيلات الصادق للحقائق الموضوعية‘ (المرجع السابق، ص 65). الاثنوغرافيا الافتراضية هي افتراضية بمعنى أن تكون مجردة، وتحمل أيضا دلالة ‘ليس تماما‘ أو ليس بدقة الشيء الحقيقي (المرجع السابق، ص 65). يتم تطبيق هذا النوع من الاثنوغرافيا الافتراضية لدراسة محتويات الاتصالات على شبكة الإنترنت والطرق النصية التي يتواصل بها المشاركون. وتركز دراسة هاين على مواقع وصفحات الويب حول المحاكمة والطريقة التي تعكس هذه المحاكمة، والحالة، والصراعات المرتبطة بها.
لقد اختارت هاين في دراستها (Hine, 2000) محاكمة جرت مناقشتها على نطاق واسع (قضية لويز وودوارد، وهي مربية بريطانية، كانت قد حوكمت لقتل طفل كانت مسؤولة عنه في بوسطن) كنقطة انطلاق. أرادت هاين معرفة كيف تم بناء هذه الحالة على الإنترنت عن طريق تحليل صفحات الويب المعنية بهذه القضية. كما أجرت أيضا مقابلات مع مؤلفي الويب عن طريق البريد الإلكتروني حول نواياهم وتجاربهم وقامت بتحليل المناقشات في مجموعات الأخبار التي نشرت فيها 10 مداخلات أو أكثر تشير إلى القضية.
استخدمت هاين موقع www.dejanews.com للعثور على مجموعات الأخبار. يتم في هذا الموقع تخزين كافة نشرات مجموعة الأخبار حيث يمكن البحث باستخدام الكلمات الرئيسية. لقد اقتصر بحثها على شهر واحد في عام 1998. كما نشرت رسالة إلى العديد من مجموعات الأخبار تناولت فيها المسألة بشكل مكثف أكثر. ولكن الاستجابة كانت مختلفة عن مؤلفي الويب، وجاءت محدودة نوعا ما، حيث تكرر هذ مع الباحثين بشكل واضح (المرجع نفسه، ص 79). كما قامت هاين بإعداد صفحتها الرئيسية الخاصة بها، وذكرت ذلك أثناء الاتصال بالمشاركين المحتملين أو نشر رسائل عن بحثها. لقد فعلت ذلك لجعل نفسها وبحثها شفافين للمشاركين المحتملين. وعند تلخيص نتائجها، تعين عليها القول بأن ‘الاثنوغرافيا التي شكلتها خبراتي وموادي والكتابات التي أنتجها حول الموضوع هي بالتأكيد غير مكتملة … وعلى وجه الخصوص، فإن الاثنوغرافيا تعتبر جزئية فيما يتعلق باختيارها لتطبيقات معينة للإنترنت من أجل الدراسة. لقد بدأت دراسة “الإنترنت”، دون اتخاذ قرار محدد بشأن التطبيقات التي كنت أعتزم النظر فيها بالتفصيل‘ (المرجع نفسه، ص 80).
ومع ذلك، فإنها قد أدت إلى نتائج مثيرة للاهتمام عن كيفية تعامل الناس مع قضية المحاكمة على شبكة الإنترنت، كما إن أفكارها ومناقشاتها حول الاثنوغرافيا الافتراضية مفيدة جدا وتمتد إلى ما وراء دراستها الخاصة. ومع ذلك، فإنها تظهر أيضا القيود المفروضة على نقل الاثنوغرافيا، أو البحث النوعي بشكل عام، إلى البحوث على الانترنت. وكما يوضح تعليق بريمان النقدي فإن ‘دراسات مثل هذه تدعونا بوضوح للنظر في طبيعة الإنترنت كمجال للبحث، وتدعونا أيضا إلى النظر في طبيعة طرق بحثنا وتكييفها‘ (Bryman , 2004: 473).
ووفقا لماروتسكي (Marotzki, 2003)، يمكن دراسة العديد من السمات الهيكلية للمجتمعات الافتراضية في الاثنوغرافيا عبر الإنترنت المتمثلة في القواعد والهياكل الاجتماعية للمجتمع، وهياكله التواصلية والإعلامية والعرضية والتشاركية.
وفي خطوة أخرى، يبدأ بيرغمان ومير (Bergmann and Meier, 2004) من خلفية منهجية اثنوغرافية تحليلية للمحادثة، عندما يقترحون تحليل الأجزاء الرسمية من التفاعل على شبكة الإنترنت. يهتم تحليل المحادثة أكثر بالأدوات اللغوية والتفاعلية (مثل تناوب الأدوار، والإصلاح، والافتتاحات والنهايات) التي يستخدمها الناس عندما يتواصلون حول قضية ما. وبطريقة مماثلة، يقترح المؤلفان أنه لكي نتعرف على الآثار التي يسببها ويتركها التواصل عبر الإنترنت ينبغي فهم كيفية إنتاج التواصل عمليا في شبكة الويب. ولذلك، فهم يستخدمون بيانات العملية الإلكترونية، وهو ما يعني ‘كل البيانات التي يتم توليدها أثناء عمليات التواصل بمساعدة الحاسوب وأنشطة العمل، إما تلقائيا أو على أساس التعديلات من قبل المستخدم‘ (المرجع السابق، ص 224).
هذه البيانات ليست فقط في متناول اليد، ولكن يجب أن يعاد بناؤها على أساس التوثيق المفصل والمستمر لما يحدث على الشاشة (وأمامها إذا كان ذلك ممكنا)، كقيام شخص ما بإرسال رسالة بريد إلكتروني، على سبيل المثال. وهذا يشمل تعليقات المرسل أثناء كتابة البريد الإلكتروني، أو جوانب الفوق لغوية مثل الضحك، وهلم جرا.
ومن المهم أيضا توثيق الهيكل الزمني لاستخدام التواصل بواسطة الحاسوب. يمكنك هنا استخدام برامج خاصة (مثل كاميرا الشاشة) التي تسمح بتصوير ما يحدث على شاشة الحاسوب مع تسجيل التفاعل أمام الشاشة بالفيديو أيضا.
ما هي المشاكل في تطبيق الطريقة؟
يجب على اثنوغرافيا الإنترنت أن تأخذ في اعتبارها الكيفية التي يبني بها المستخدمين (الأفراد أو المجتمعات) الإنترنت. وكما يُظهر مثال هاين (Hine, 2000: 78-79)، فإنه من الصعب جدا في بعض الأحيان الحصول على استجابة جيدة للمنشورات على مجموعات الأخبار. وينظر بريمان (2004، ص 474) إلى هذا كمشكلة عامة من التشكك في استخدام مثل هذه المناطق السيبرانية من قبل الباحثين. أما هاين فقد ركزت على تحليل صفحات الويب ذات الصلة بقضيتها أكثر من تركيزها على تحليل التفاعلات.
ما هي المساهمة في المناقشة المنهجية العامة؟
ويتحدى هذا النهج عدة أسس أساسية لمفاهيم البحوث الإثنوغرافية مثل وجود الباحث هناك، وكونه جزءا من الحياة اليومية لمجتمع أو ثقافة، وما إلى ذلك. تؤدي هذه التحديات إلى طرق مثيرة للاهتمام لإعادة النظر في هذه المفاهيم وتكييفها مع احتياجات دراسة المجتمعات الافتراضية بدلا من المجتمعات في العالم الواقعي. بعد الجدل حول الكتابة والتمثيل، والتأليف، والسلطة، فهي تعتبر مساهمة مثيرة في المناقشة الانعكاسية الجادة حول الاثنوغرافيا.
كيف تتناسب الطريقة مع عملية البحث؟
لقد تم تطوير هذا النهج على خلفية المناقشات الأعم المتعلقة بالاثنوغرافيا والكتابة والنص في البحث النوعي. أخذ العينات عمدي وتحليل المواد التي يتم جمعها، مثل غيرها من أشكال الاثنوغرافيا، فهو مرن إلى حد ما.
ما هي القيود المفروضة على الطريقة؟
وكما تظهر حجة العديد من المؤلفين في هذا السياق، فإن اتصالات الإنترنت هي أكثر من مجرد التواصل في الإنترنت. ولتطوير اثنوغرافيا شاملة للعالم الافتراضي، سيكون من الضروري اشتمال الروابط مع أنشطة العالم الواقعي أمام الشاشة أو في الحياة الاجتماعية خارج نطاق استخدام الحاسوب. وكما قيل من قبل فإن إيجاد طريق من المجتمعات الافتراضية إلى الحياة الحقيقية للمشاركين يعتبر أمرا صعبا نوعا ما. ولذلك، فإن الاثنوغرافيا الافتراضية لا تزال جزئية ومحدودة أكثر مما هي الأشكال الأخرى للاثنوغرافيا، وأكثر مما يدعيه الإنثوغرافيون بأنها ضرورية لنهجهم.
تحليل وثائق الإنترنت
النهج الأخير الذي نريد أن نذكره هنا هو نقل تحليل الوثائق إلى سياق بحوث الإنترنت. شبكة الانترنت مليئة بالمواد مثل صفحات الرئيسية للمواقع الشخصية ومواقع المؤسسات والوثائق والملفات التي يمكن تنزيلها من هذه الصفحات ودوريات الإنترنت الالكترونية والإعلانات وما شابه ذلك. إذا كان سؤال البحث يتطلب تحليل هذه الوثائق، فسوف يجد الباحث مواقع عديدة لا حصر لها، التي غالبا ما يكون لها روابط فيما بينها أو إلى مواقع أخرى محددة.
ملامح وثائق الإنترنت
جزء بارز من الإنترنت هو الشبكة العالمية الواسعة (World Wide Web) ومجموعتها المتنوعة اللا متناهية من صفحات الويب، التي يمكن اعتبارها شكلا خاصا من الوثائق أو النصوص وتحلل بناءا على ذلك. ووفقا لميترا وكوهين (Mitra and Cohen, 1999)، فإن صفحات الويب تتميز بخصائص خاصة. وتتمثل إحدى السمات هي التشابك النصي للوثائق على شبكة الإنترنت، التي تنظمها وترمز إليها روابط (إلكترونية) من نص (أو صفحة واحدة) إلى نصوص أخرى. هذا النوع من الإحالات المرجعية يتجاوز التعريف والحدود التقليدية للنص ويربط عددا كبيرا من الصفحات المفردة (أو النصوص) بنص واحد كبير (أحيانا لا نهاية له). هذا الارتباط الصريح للنصوص يكمله أكثر وأكثر الربط الضمني للنصوص الذي يصبح واضحا عند استخدام أحد محركات البحث (جوجل مثلا) ورؤية عدد الروابط التي يتم إنتاجها نتيجة لذلك البحث. هناك خاصية ذات صلة أخرى، وهي أن النصوص على شبكة الإنترنت ينبغي أن يُنظر إليها على أنها نصوص تشعبية (hypertexts) بسبب ترابطها مع نصوص أخرى، وأيضا بسبب عدم الثبات ولا نهائية النصوص على شبكة الإنترنت. يتم تحديث العديد من صفحات الويب بشكل دائم، حيث يتم تغييرها، أو تختفي، ثم تظهر مرة أخرى على الويب، وهذا هو السبب لضرورة ذكر التاريخ الذي تم فيه الوصول إلى الصفحة عند الإشارة إليها كمصدر.
وعلاوة على ذلك، فإن النصوص على شبكة الإنترنت تتميز بأنها ‘غير خطية‘. النصوص التقليدية لديها هيكل خطي (بداية ونهاية)، وغالبا ما تكون هناك بنية زمنية في المحتوى (في رواية، على سبيل المثال). قراءة النص تكون موجهة عادة وفقا لهذه الخطية. ولكن صفحات الويب لم تعد متوافقة مع هذه الخطية. قد يكون لديها بنية التنقيب، بصفحتها الأولى والصفحات التابعة. ولكن لا يحتاج المستخدم لمتابعة الهيكل بطريقة المؤلف أو مصمم الويب الذي خطط أو أنشأ الصفحات. ترى ميترا وكوهين هذا كإعادة تعريف لعلاقة المؤلف والقارئ (ككاتب) حيث نصوص الويب هي المعنية.
ومن السمات الأخرى لنصوص الويب أن معظمها يتجاوز النص كوسط، وهي منتجات اعلامية (بما في ذلك الصور والأصوات والنصوص والصفحات المنبثقة، وما إلى ذلك) وهي عالمية. ويرتبط هذا الأخير بمسألة اللغة؛ فعلى الرغم من أن معظم الصفحات باللغة الإنجليزية، فلا تزال هناك العديد من الصفحات التي تم إنشاؤها باستخدام لغات مختلفة أخرى كالعربية.
عملياتية عملية تحليل وثائق الإنترنت
تنشأ بعض المشكلات من الميزات التي تمت مناقشتها فقط عندما يريد الباحث تحليل مستندات الإنترنت. أولا، ما هو نوع النص الذي يحتاج إلى تحليل: الصفحة الرئيسية المفردة أو صفحة ويب معزولة أو مجمل صفحة تحتوي على روابط إلى صفحات أخرى ذات صلة؟ أين يجب أن نبدأ؟ إذا كنا سنبدأ من فكرة التتابع، فأننا بحاجة إلى بداية نص، وهي بنية خطية تقريبا، وفكرة عن نهاية النص. ولكن ما هي بداية صفحة الويب؟ أو ما هي معايير اختيار صفحة للبحث، وما هي معايير اختيار صفحة لبدء التحليل؟ يمكن أن يأتي التسلسل المحتمل من القائمة الرئيسية لصفحة الويب ومن ثم الانتقال إلى القوائم الثانوية. ولكن، باختلافها عن النص المكتوب، فهذا ليس أمر ثابت. يمكن للمستخدمين اختيار أي من الصفحات الثانوية ويذهبون إلى التالية وهلم جرا.
وفيما يتعلق بنقطة البداية وأخذ عينات من صفحات الويب، يمكن أن يبدأ الباحث باستخدام العينات النظرية. وهذا يعني أنه يمكن للباحث أن يبدأ بأي صفحة تبدو مثيرة للاهتمام لبحثه، ثم يقرر أيهم سيتم تضمينها في عينته بعدها وفقا للرؤى أو الأسئلة التي لم تحل بعد تحليل الصفحة الأولى. يمكن لمحرك بحث مثل غوغل أن يساعد في العثور على صفحات ويب لموضوع البحث. وفي هذه الحالة، من المهم وجود كلمات رئيسية كافية للبحث، ولذلك قد يكون من المفيد تجربة عدة كلمات إذا لم ينجح البحث في البداية. كما يجب أن يضع الباحث في اعتباره أن جميع محركات البحث تغطي أجزاء من الويب فقط، ولذلك قد يكون من المفيد استخدام أكثر من محرك واحد للبحث.
ومع استمرار ظهور مواقع الويب واختفاءها، قد يكون من الصعب افتراض أن الصفحة التي تم العثور عليها ستكون دائما متاحة بنفس الطريقة مرة أخرى. يجب على الباحث تخزين نسخ من أهم الصفحات لبحثه على جهاز حاسوبه الخاص. وفي الوقت نفسه، قد يكون من المفيد العودة إلى مواقع الويب أثناء البحث للتحقق مما إذا كانت قد تغيرت أو تم تحديثها. واعتمادا على ما يريد الباحث معرفته بالضبط، يمكنه استخدام طرق تحليل المواد البصرية أو المواد النصية، كما يمكنه أيضا استخدام برامج تحليل البيانات النوعية الأكثر تطورا للقيام بدراسته.
ما هي المشاكل في تطبيق الطريقة؟
صفحات الويب هي إلى حد ما خارج إجراءات تحليل الوثائق في البحث النوعي، لأنه من الصعب تحديد حدودها ولأنها غالبا ما تتغير وتختفي من الويب مرة أخرى. لديها بنية مختلفة عن النصوص وتشمل أشكال مختلفة من البيانات (الصور والأصوات والنصوص، والروابط، وهلم جرا) في نفس الوقت.
ما هي المساهمة في المناقشة المنهجية العامة؟
في الوقت الذي تشكل فيه صفحات الويب شكلا من أشكال التواصل والعرض الذاتي للأفراد والمنظمات في الوقت المناسب، فهي أيضا تشكل تحديا لإمكانات البحث النوعي وطرقه.
كيف تتناسب الطريقة مع عملية البحث؟
تحليل وثائق الإنترنت هو وسيلة لنقل تحليل الوثائق إلى العالم الافتراضي. و بناءًا على سؤال البحث الملموس، يمكن اختيار الأدوات التحليلية للبحوث النوعية وتطبيقها، ولكن قد يتعين على الباحث تكييفها. وينبغي أن توجه العينات إلى أخذ العينات النظرية أو الهادفة. تعتبر صفحات الويب أمثلة جيدة لدراسة وإظهار البناء الاجتماعي للواقع وقضايا محددة.
ما هي القيود المفروضة على الطريقة؟
تمثل صفحات الويب ووثائق الإنترنت الأخرى سطحا محددا، وهو شكل من أشكال ‘عرض الذات في الحياة اليومية‘ (Goffman, 1959)، والذي يتضمن الحواجز التقنية للعودة إلى ما هو موضح هنا. إن تحليل الصفحة الرئيسية من أجل الإدلاء بتصريحات عن المالك والمنشئ (سواء كان شخص أو مؤسسة) يمكن أن يكون عمل صعب. وفي مثل هذه الحالة، نوصي بشدة على إجراء عملية التثليث مع طرق أخرى تركز على اللقاء الواقعي مع أشخاص أو مؤسسات.
حدود ووجهات نظر البحث النوعي عبر الإنترنت
يشكل نقل البحوث النوعية إلى مجال الإنترنت تحديا لكثير من المناهج. كيف تتكيف الطرق والمناهج؟ كيف يمكن تكييف مفاهيم المشاركة، وأخذ العينات، والتحليل في هذا المجال؟ ولأول وهلة، يجعل استخدام الباحث للإنترنت في دراسته أشياء كثيرة أسهل، حيث يمكنه الوصول إلى الناس البعيدين لإجراء مقابلاته دون الحاجة للسفر، ويمكنه توفير الوقت والمال للنسخ، ويمكنه الوصول إلى المجموعات الموجودة المهتمة بالموضوع، ويمكنه الحفاظ على عدم الكشف هوية المشاركين بسهولة أكثر، ويمكنه الوصول إلى جميع أنواع الوثائق مباشرة من على مكتبه وحاسوبه. وفي الوقت نفسه، يختلف تبادل الرسائل الإلكترونية عن طرح الأسئلة وتلقي الإجابات وجها لوجه. الناس العديدين الذين يمكن الوصول إليهم على شبكة الإنترنت لا ينتظرون بالضرورة أن يصبحوا جزءا من دراستك. تنشأ مشاكل الأصالة والسياق نتيجة لعدم الكشف عن هوية المشاركين. كما أن مواقع الويب تختفي أو تتغير، وهكذا. وبسبب هذه المشاكل التقنية، يجب على الباحث التفكير في مشكلته البحثية وما إذا كانت تستدعي حقا استخدام الإنترنت للإجابة على أسئلته البحثية.
وبخلاف المشاكل التقنية، تصبح الاعتبارات الأخلاقية ذات صلة في أبحاث الإنترنت أيضا. يقدم مان و ستيوارت (Mann and Stewart, 2000، الفصل 3) إطارا أخلاقيا لبحوث الإنترنت بتفصيل أكثر. ويشير هذا الإطار إلى مسائل مثل وجوب جمع البيانات لغرض شرعي واحد ومحدد، ويجب حمايتها من أي شكل من أشكال إساءة الاستخدام، والفقدان، والإفصاح، والوصول غير المصرح به، والمخاطر المماثلة. يجب أن يعرف الناس عن البيانات الشخصية التي يتم تخزينها واستخدامها ويجب أن يكون قادرين على الوصول إليها. وينبغي الحصول على الموافقة المستنيرة في المقابلات، وكذلك في الدراسات الإثنوغرافية الذي قد يكون صعبا إذا لم يتم تعريف المجموعة المستهدفة بشكل واضح، أو عندما يعتمد اتصال الباحث على عناوين البريد الإلكتروني والألقاب. كما ينبغي ضمان عدم الكشف عن هوية المشاركين والحفاظ عليها أثناء البحث واثناء استخدام المواد. يجب أن يعرف الناس أن الباحث يسجل دردشاتهم. وهذا يعني أيضا أن التجسس ببساطة (قراءة ونسخ تبادلات غرف الدردشة) يعتبر أمرا غير شرعي. هناك عدة أشكال من أدبيات التعامل (netiquettes) لمجالات مختلفة من استخدام الإنترنت، وينبغي للباحثين معرفها والتصرف وفقا لها (انظر Mann and Stewart, 2000 لمزيد من التفاصيل).
إذا تم أخذ هذه القضايا الأخلاقية بعين الاعتبار، وإذا أمكن إدارة المشاكل التقنية بطريقة كافية، وإذا كان هناك سبب وجيه لاستخدام الإنترنت لمشروع البحث، فإن الانترنت يمكن أن تكون مثمرة ومفيدة. وسيؤدي الاهتمام الأكاديمي بالإنترنت كثقافة وكمنتج ثقافي إلى مزيد من التطور على المستوى المنهجي. وقد بدأ تطوير بحوث الإنترنت النوعية فقط للتو وسوف يستمر في المستقبل. وفي ختام هذا الفصل نلخص أهم النقاط الرئيسية التي ناقشناها أعلاه:
- يعتبر البحث النوعي عبر الإنترنت مجال متنامي يتم فيه نقل بعض الطرق النوعية القائمة وتكييفها.
- توفر الأبحاث النوعية على الإنترنت بعض المزايا مقارنة بالأبحاث في العالم الحقيقي (مثل توفير الوقت لتدوين ونسخ المقابلات) ولكنها تواجه العديد من المشاكل التقنية (مثل إمكانية الوصول وتحديد المشاركين).
- غالبا ما تكون الأدبيات البرمجية في هذا المجال أكثر إقناعا من أمثلة البحوث التي يمكن العثور عليها.
- يجب أخذ القضايا الأخلاقية في الاعتبار عند إجراء البحوث النوعية على الانترنت.
المراجع
Bampton, R. and Cowton, C.J. (2002, May) “The E-Interview,” Forum Qualitative Social Research, 3 (2), www.qualitative-research.net/fqs/fqs-eng.htm (date of access: February 22,2005).
Bergmann, J. and Meier, C. (2004) “Electronic Process Data and Their Analysis,” in U. Hick, E.v. Kardorff, and I. Steinke (ed.), A Companion to Qualitative Research. London: SAGE. pp. 243-247.
Bryman, A. (2004) Social Research Methods (2nd edn). Oxford: Oxford University Press.
Denzin, N.K. (1999) “Cybertalk and the Method of Instances,” in S.Jones (ed.), Doing Internet Research: Critical Issues and Methods for Examining the Net. London: SAGE, pp.107-126.
Goffman, E. (1959) The Presentation of Self in Everyday Life. New York: Doubleday.
Hewson, C.,Yule, P., Laurent, D., andVogel, C. (2003) Internet Research Methods: A Practical Guide for the Social and Behavioural Sciences. London: SAGE.
Hine, C. (2000) Virtual Ethnography. London: SAGE.
Kendall, L. (1999) “Recontextualising Cyberspace: Methodological Considerations for On-Line Research,” in S.Jones (ed.), Doing Internet Research: Critical Issues and Methods for Examining the Net. London: SAGE. pp. 57-74.
Mann, C. and Stewart, F. (2000) Internet Communication and Qualitative Research: A Handbook for Researching Online. London: SAGE.
Markham, A.M. (2004) “The Internet as Research Context Research,” in C. Seale, G. Gobo,J. Gubrium, and D. Silverman (eds.), Qualitative Research Practice. London: SAGE. pp. 358-374.
Marotzki, W (2003) “Online-Ethnographie – Wege und Ergebnisse zur Forschung im Kulturraum Internet,” in B. Bachmair, P. Diepold, and C. de Witt (eds.),Jahrbuch Medienpiidagogik 3. Opladen: Leske & Budrich. pp. 149-166.
Mitra, A. and Cohen, E. (1999) “Analyzing the Web: Directions and Challenges,” in S.Jones (ed.), Doing Internet Research: Critical Issues and Methods for Examining the Net. London: SAGE, pp. 179-202.
Rheingold, H. (1993) The Virtual Community: Homesteading on the Electronic Frontier. Reading, MA: Addison-Wesley.