تخطى إلى المحتوى

البحث العملي في الفصول الدراسية

لقد تطورت فكرة الأبحاث التي يقودها المعلم في التعليم الثانوي في أواخر الستينات وأوائل السبعينيات. تم تبني مصطلح ‘البحث العملي’ لوصف الدراسات الصغيرة التي يجريها معلمي الفصول الدراسية. يصف كيمس (Kemmis, 1983) هذا النوع من الأبحاث بأنه شكل من أشكال البحث الذاتي التأملي من قبل المشاركين في المواقف الاجتماعية (بما فيها التعليمية) من أجل تحسين عقلانية وعدالة ممارساتهم الاجتماعية والتعليمية، وفهمهم لتلك الممارسات ، والأوضاع التي تتم فيها تلك الممارسات.

يُنظر إلى البحث العملي على أن له فائدتين هامتين. أولهما أنه يشجع المعلمين على التفكير في ممارساتهم، وبالتالي فهو يؤدي إلى تغيير محتمل. ويلعب دورًا مهمًا في التدريس التأملي، حيث تحدث التنمية الشخصية والمهنية عندما يراجع المعلمين تجاربهم بطريقة منهجية (راجع Wallace, 1991: 49  للاطلاع على نموذج). وثانياً، فهو يُمكّن المعلمين ، ويحررهم من الاعتماد على المبادئ التي يصدرها المدربين والمفتشين. فمن خلال اختبار الأساليب والمواد التي يستخدمونها في الفصل الدراسي ، يمكنهم تحديد أيهم أكثرها فاعلية.

لقد استخدم مصطلح ‘البحث العملي’ بشكل غير دقيق ، وقد تم ردع الباحثين المعلمين المحتملين باقتراح ضرورة اتباع دورة محددة بشكل صارم (التخطيط – العمل – الملاحظة – الانعكاس). يفضل الكثير من المعلقين الآن التحدث عن ‘البحث في الفصول الدراسية’ أو ‘البحث الذي يقوده المعلمون’.

لا يعد البحث في الفصول الدراسية في تدريس اللغة الإنجليزية هواية، بل هو أمر مهني واجب. فمن خلال تنفيذ مشاريع الاكتشاف فقط يمكننا توسيع معرفتنا بأثر تدريسنا، وعملية التعلم التي يمر بها طلابنا. كما أن أبحاث الفصول الدراسية تسمح لنا بتقويم التقنيات التي تعتبر من الأمور المسلم بها، ولكن لم يتم اختبارها أبدا. وبالتالي فقد يكون عامًا في هدفه، ويضيف إلى معرفتنا بالتعليم والتعلم (وفي هذه الحالة ، سيكون من الضروري تكرار أي نتائج مع عدد من الفصول المختلفة)؛ أو قد أن يكون محددًا للغاية حيث يقوم المدرسون بالتحقيق في تدريسهم أو فصول محددة أو الأفراد.

هناك العديد من المجالات في تدريس اللغات تحتاج إلى الدراسة والتحقيق نذكر منها محاضرة المعلم، حمل المفردات، المعالجة في قراءة وكتابة اللغة الثانية، عوامل المتعلم، الطرق الاستقرائية مقابل الاستنتاجية لتقديم القواعد، استراتيجيات التواصل، الذاكرة البصرية مقابل السمعية، فترة الانتباه، تصحيح الخطأ، وديناميكيات المجموعة. وتعتبر الطرق المتاحة بنفس التنوع. فحتى اختبار التقدم هو شكل بسيط من البحوث التي لا يمكن استخدامها إلا للتحقق من التعلم فقط، ولكن لمراقبة اللغة المشتركة لأعضاء الفصل، وللقيام بتحليل الأخطاء. تتضمن الطرق الممكنة الأخرى الملاحظات الحقلية، التي يحفظ فيها المعلم سجل تأملي بعد كل درس؛ التجارب المتحكم بها التي يتم فيها تغيير التقنية أو المواد  لأحد الفصول، ومن ثم مقارنته بمجموعة التحكم التي لم تتم معالجتها؛ دراسات الحالة، التي يتبع فيها المرء تقدم الطالب أو الطلاب المستهدفين؛ يوميات المتعلم؛ المسوح والاستبيانات و/ أو المقابلات؛ الاستبطان، حيث يصف المتعلم تجربة الاضطلاع بمهمة في اللغة الثانية؛ الملاحظة التي يتم فيها ملاحظة الأقران بطريقة مستهدفة؛ وتسجيل الدروس من أجل مراقبة مشاكل المتعلمين.

يركز هذا النوع من البحوث ‘على إيجاد حل لمشكلة محلية في بيئة محلية’ ( Leedy & Ormrod, 2005, p. 114). يعتبر البحث العملي أو الإجرائي فريد من نوعه في النهج لأن الباحث يكون هو نفسه أو نفسها جزء من مجموعة الممارسين التي تواجه المشكلة الفعلية التي يحاول البحث معالجتها (Creswell, 2005). بالإضافة إلى ذلك، فإن الهدف من البحث الإجرائي هو دراسة مشكلة محلية وعملية. ووفقا لديلوكا وآخرين (DeLuca, Gallivan, and Kock, 2008)، فإن هناك خمس خطوات رئيسية متبعة في البحث العملي تتمثل في:

أ) تشخيص المشكلة؛

ب) تخطيط العمل؛

ج) تنفيذ الإجراءات؛

د) تقييم النتائج؛ و

هـ) تحديد الدروس المستفادة للدورة القادمة.

وأثناء خطوات البحث هذه، يقوم كل من “الباحثين والممارسين بالتعاون في كل خطوة” (ديلوكا وآخرون، ص 49).

المراجع

Creswell, J. W. (2005). Educational research: Planning, conducting, and evaluating quantitative and qualitative research (2nd ed.). Upper Saddle River, NJ: Pearson.

DeLuca, D., Gallivan, M. J., & Kock, N. (2008). Furthering information Systems Action Research: A post-Positivist synthesis of four dialectics. Journal of the Association for Information Systems, 9(2), 48-72.

Kemmis, S.(1983). ‘Action research’, in T. Husen and T. Postlethwaite (eds.) International Encyclopedia of Education: Research and Studies, Oxford: Pergamon.

Leedy, P. D., & Ormrod, J. E. (2005). Practical research: Planning and Design. (8th ed.). Upper Saddle River, NJ: Prentice Hall.

Wallace, M. J.(1991). Training Foreign Language Teachers. Cambridge: Cambridge University Press.

nv-author-image

فرج صوان

استاذ علم اللغة التطبيقي و اللغة الإنجليزية في جامعة طرابلس وعدد من الجامعات الليبية. حصل على الشهادة الجامعية والماجستير من ليبيا، وشهادة في تعليم اللغة الإنجليزية من جامعة سري البريطانية (Surrey)، ودرس برنامج الدكتوراه في جامعة إيسيكس ببريطانيا (Essex). نشر ثمانية كتب والعديد من المقالات والبحوث. مهتم بالملف الليبي والعربي والاسلامي بجميع جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

نقترح عليكم
على الرغم من أنها أكثر أنواع الترجمة شيوعًا وتكرارًا في…
Cresta Posts Box by CP
إظهار شريط المشاركة
إخفاء شريط المشاركة