مقدمة
الترجمة نشاط يضم تفسير معنى النص في إحدى اللغات (النص المصدر) وإنتاج نص آخر جديد بلغة أخرى يعادله (النص الهدف، أو الترجمة).
تقليديا، كانت الترجمة نشاط بشري، على الرغم من وجود محاولات لجعل الترجمة آليا وحوسبة ترجمة نصوص اللغة الطبيعية (الترجمة الآلية أو machine translation) أو استخدام أجهزة الكمبيوتر كوسيلة مساعدة لترجمة (الترجمة بمساعدة الحاسوب أو computer-assisted translation).
الهدف من الترجمة هو إقامة علاقة تكافؤ النوايا بين نصي اللغة المصدر والهدف (أي، التأكد من أن كلا النصين يوصلان نفس الرسالة)، مع الأخذ بعين الاعتبار عددا من القيود. وتشمل هذه القيود السياق، وقواعد اللغة في اللغتين واعراف كتابة اللغتين، والتعابير الخاصة بهما، وما شابه ذلك.
مصطلح ومفهوم “الترجمة”
“الترجمة” هي النقل أو “الجلب”: وكلمة الترجمة (translation) اللاتينية مستمدة من كلمة النقل (transferre) (trans, ” عبر ” + ferre, “يحمل” or “يجلب”). لقد صاغت اللغات الأوروبية الحديثة، الرومانسية، الجرمانية والسلافية، مفرداتها الخاصة لهذا المفهوم بعد وفقا لنموذج اللاتينية. بالإضافة إلى ذلك، فإن المصطلح اليوناني للترجمة (metaphrasis) (التحدث عبر)، قد زود الإنجليزية بمصطلح “الترجمة الحرفية” (metaphrase)، التي تعنى الترجمة حرفيا أو كلمة مقابل كلمة، بعكس “إعادة صياغة” (paraphrase) أو القول بكلمات أخرى من اليونانية ” paraphrasis “.
تعريف الترجمة في اللغة
الترجمة لغويا هي على وزن فعلل مصدرها “ترجم” , وجمعها “تراجم” , والتاء والميم أصليتان، وقال الجوهري أن التاء زائدة و أورده في كتاب “ر جم” و يوافقه في نسخة ما في نسخة من التهذيب من باب “رجم” أيضاً.
وكلمة الترجمة في اللغة لها أربعة معانٍ وهي:
الترجمة تعني سيرة الشخص وحياته فنقول مثلاً ” قرأتُ ترجمة فلان ” أي قرأت سيرته”.
الترجمة تعني التحويل, فيقال مثلاً ” أرغب أن تُترجم الأقوال إلى أفعال” أي ” أرغب أن تتحول الأقوال إلى الأفعال”
الترجمة تعني نقل الكلام من لغة إلى أخرى. فقولنا ” ترجمة النص العربي إلى الإنجليزي” ,أي ” نقلت كلام النص من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية”.
الترجمة تعني التبيان والتوضيح.و”ترجم فلان كلامه” إذا بيّنه و وضحه .
الجملة التي تكون عنوان الباب في كتاب وهي عنوان القسم الذي يجمع مسائل من موضوع واحد. ففي صحيح البخاري تجد مثلا “باب كيف كان بدء الوحي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
واسم الفاعل منها هو “ترجمان” وينطق بأشكال مختلفة كما هو مبين أدناه:
” تَّرْجُمان” بفتح التاء وضم الجيم وهذا أجودها بقول أغلب اللغويين.
“تّرجُمان” بضمهما معاً بجعل التاء تابعة للجيم.
“تَّرجَمان” بفتحهما معاً بجعل الجيم تابعة للتاء.
وقال اللحياني : وهو “التَّرجُمان ” والتُّرجُمان”, لكنه ذكر الفعل في الرباعي “ترجم” وله وجه فإنه يقال “لسان مرجم” إذا كان فصيحاً قوّالاً. لكن الأكثر على أصالة التاء كما هو شائع الآن من قولنا “إنسان مترجم” لمن يعمل في الترجمة.
وقد وردت كلمة ترجمان في الأحاديث النبوية الصحيحة نذكر منها ما رواه البخاري ومسلم :
“عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان”.
أما الترجمة اصطلاحا فهي
العلم الذي يدرس نقل معنى الكلام أو الكتابة من لغة إلى آخر.
العملية التي يتم بها نقل الكلام أو الكتابة من لغة إلى أخرى.
المنتج وهو ما تم ترجمته من لغة إلى أخرى سواء كان كلامًا أو كتابة.
أساسيات الترجمة
إن الترجمة أو عملية الترجمة هي نقل نص في اللغة (أ) إلى نص مماثل في اللغة (ب)، وفيما يلي أمثلة لنوع التعريفات التي سيجدها المرء في كثير من القواميس إذا ما قام بالبحث عن معنى الفعل “يترجم”:
• تحويل الكلمات إلى لغة مختلفة: إعادة إنتاج النص مكتوب أو منطوق بلغة مختلفة مع الحفاظ على المعنى الأصلي (MSN ENCARTA)
• التحويل إلى لغة المرء أو لغة أخرى (Merriam-Webster)
• تغيير الكلمات إلى لغة مختلفة (Cambridge Advanced Learner’s Dictionary)
• العرض بلغة أخرى (The American Heritage Dictionary of the English Language)
لكن الأمور أكثر تعقيدا من ذلك، حيث أن هناك العديد من العوامل التي تلعب دور في عملية النقل من النص (أ) والوصول إلى النص (ب)، وبطبيعة الحال، هناك مجموعة من المصطلحات التي يتم استخدامها لوصف هذه العوامل.
1. المصدر والهدف
هناك مصطلحين مهمين تخدم غرض التمييز بين النص واللغة الأصلية والنص المترجم ولغة النص المترجم. ينطبق مصطلح “المصدر” إلى مدخلات النص الأصلي (النص المصدر)، ولغة هذا النص (اللغة المصدر). أما مصطلح “الهدف” فيصف النص المنتج (النص الهدف)، ولغة هذا النص (اللغة الهدف).
2. الغرض من الترجمة
الهدف من الترجمة هو تحقيق التكافؤ الأمثل بين النص المصدر والنص الهدف. ربما يكون مصطلح “التكافؤ الأمثل” شارحا لنفسه، ولكن الوصول إلى التكافؤ التام يعتبر من المستحيل تقريبا، ودائما ستُفقد بعض الأشياء في الترجمة، ويرجع ذلك أساسا لأن اللغات تختلف عن بعضها البعض رسميا ووظيفيا، وكذلك لأن اللغات متجذرة في ثقافات مختلفة. وبالتالي فإن عملية الترجمة في حد ذاتها هي عملية ديناميكية للغاية، وبينما قد يكون هناك بالتأكيد العديد من الطرق لإنتاج نص هدف سيء وردئ أو غير صحيح، فليس هناك ترجمة واحدة ربانية صحيحة لأي نص. ببساطة هناك عوامل كثيرة جدا تلعب دور في عملية الترجمة.
في الواقع، لقد قام نيومارك (Newmark, 1988) بإدراج ما لا يقل عن عشرة عوامل تسبب التوتر في عملية الترجمة، وتسحب الترجمة في اتجاهات مختلفة:
• أسلوب أو اللهجة الفردية لمؤلف النص المصدر (هل ينبغي الحفاظ عليها بطريقة أو بأخرى في النص الهدف أم أنه ينبغي تطبيعها؟)
• قواعد اللغة المصدر: الاعراف النحوية، والمعجمية وغيرها، أو قواعد الاتصال والتواصل في اللغة المصدر
• ثقافة اللغة المصدر: هذا يشمل في الواقع شيئين:
أ. عناصر النص المصدر التي تشير تحديدا إلى الثقافة التي تعتبر جزء لا يتجزأ من النص المصدر واللغة المصدر.
ب. طرق أخرى تؤثر فيها المعايير الثقافية على شكل وطبيعة النص المصدر.
• بيئة وتقاليد سياق النص المصدر: شكل النص وفقا للتقاليد النصية في الوقت الذي تم إنتاجه.
• قراء النص الهدف: توقعات القراء المقصودين (وتوقعات المترجم تجاه القراء المقصودين)، لاحظ أنه في حين أن نيومارك لا يذكر ذلك، أعتقد أن القراء المقصودين للنص المصدر يعتبر أيضا عاملا مهم هنا .
• قواعد اللغة الهدف: الاعراف النحوية، والمعجمية وغيرها، أو قواعد الاتصال والتواصل في اللغة الهدف.
• ثقافة اللغة الهدف:
أ. عناصر في اللغة الهدف تشير تحديدا إلى عناصر ثقافية
ب. طرق أخرى تؤثر فيها المعايير الثقافية على شكل وطبيعة النص الهدف.
• بيئة وتقاليد سياق النص الهدف: تنسيق النص وفقا للتقاليد النصية في وقت الترجمة.
• “الحقيقة”: مضمون النص عندما يُنظر إليه بمعزل عن النصين واللغتين المصدر والهدف.
• خلفية وأجندة الترجمة
أي من المعاني المحتملة المذكورة ينبغي للمرء أن يختار؟ إذا لم تكن هناك في الحقيقة أدلة أخرى في النص، فإن الأمر يرجع للمترجم في اختيار المعنى المحتمل ألذي يرى أنه الأفضل في التعبير عن المعنى.