تخطى إلى المحتوى

نقد الدراسات النوعية

الملخص

كما هو الحال في الدراسات الكمية، ينطوي التحليل النقدي للدراسة النوعية على مراجعة متعمقة لكيفية إجراء كل خطوة في مراحل البحث المختلفة. ولكن الدراسات النوعية والكمية تعتبر في الأساس مناهج مختلفة للبحث، وبالتالي ينبغي النظر فيها بشكل مختلف فيما يتعلق بالنقد. الأسس الفلسفية المختلفة لمختلف طرق البحث النوعية تخلق طرقا منفصلة للتفكير ومصطلحات متميزة؛ ومع ذلك، هناك أيضا العديد من أوجه التشابه في هذه الطرق. وبسبب هذا وطبيعته الذاتية، فغالبا ما يعتبر نقد البحث النوعي أكثر صعوبة. وعلى الرغم من ذلك، فإن المجالات القائمة على الأدلة مثل علم اللغة التطبيقي لا يمكن أن تقبل البحوث بالقيمة الاسمية، حيث يحتاج العاملين في مجال علم اللغة التطبيقي إلى أن يكونوا قادرين على تحديد نقاط القوة والقيود في الدراسات البحثية النوعية والكمية عند مراجعة الأدبيات المتاحة حول موضوع ما.

 

مقدمة

تختلف مناهج البحث في الدراسات النوعية والكمية جوهريا، وبالتالي ينبغي التعامل معها بشكل مختلف فيما يتعلق بالنقد. البحث النوعي هو في الأساس مجموعة متنوعة من المناهج المختلفة بقواسم مشتركة وتميزها بعض الاختلافات (Parahoo, 2006). الأسس الفلسفية المختلفة لمختلف طرق البحث النوعي تولد طرقا منفصلة للتفكير ومصطلحات مميزة؛ ومع ذلك، هناك العديد من أوجه التشابه داخل هذه الطرق (Burns and Grove, 1999) التي يمكن تصنيفها معا.
البحث النوعي لا يعتبر الحقيقة كهدف، بل كحقيقة ذاتية يتم اختبارها بشكل مختلف من قبل كل فرد (Vishnevsky and Beanlands, 2004). ولا يعتقد مؤيدو البحث النوعي أنه يمكن عزل ظاهرة إلى متغيرات متعددة يمكن دراستها بشكل مستقل. وتؤكد البحوث النوعية أن الظاهرة هي أكثر من مجموع أجزائها، ولذلك يجب دراستها بطريقة شاملة. ونتيجة لذلك، فإن الغرض من هذا النموذج ليس محاولة تعميم البيانات على مجتمع الدراسة، بل استكشاف تجارب الأفراد (Vishnevsky and Beanlands. 2004) وفي بعض الحالات تطوير نظرية جديدة.

نقد خطوات البحث

ينبغي طرح عدد من الأسئلة عند نقد خطوات عملية البحث. هذه الأسئلة تبحث عن إجابات بأكثر من مجرد الاجابة بنعم أو لا. تُطرح هذه الأسئلة لتثير المراجع لكي يأخذ في اعتباره ما قام به الباحث. هل الطريقة التي نُفّذت بها الخطوة تزيد من قوة الدراسة، أو أنها تبدو وكأنها قيد على تطبيق نتائج الدراسة؟
العناصر المؤثرة على مصداقية الدراسة
إن العناصر المؤثرة على المصداقية يمكن أن تساعد القارئ على التركيز على ما يمكن توقعه من قطعة بحث عن طريق طرح أسئلة حول المؤهلات الأكاديمية والمهنية للباحث والمهارات المثبتة في عرض الدراسة (Ryan-Wenger, 1992). الجدول (1) يبين هذه العناصر والأسئلة المتعلقة.

أسلوب الكتابة

يجب أن يتم كتابة التقارير البحثية بشكل جيد، وأن تكون صحيحة لغويا، وموجزة ومنظمة بشكل جيد. يجب تجنب المصطلحات قدر الامكان. ينبغي أن يجذب الاسلوب القارئ للقراءة (Polit and Beck, 2006).

المؤلف

قد تكون مؤهلات ووظيفة المؤلف مؤشر مفيد على معرفة الباحث بالمجال قيد البحث والقدرة على طرح الأسئلة المناسبة (Conkin Dale, 2005). وعلى النقيض من ذلك، ينبغي أن يتم تقييم الدراسات وفقا لسماتها ولا ينبغي اعتبارها صالحة وموثوقة بناءا على مؤهلات مؤلفها فقط.

عنوان التقرير

يجب أن يكون طول العنوان ما بين 10 وخمسة عشر كلمة، وينبغي أن يحدد غرض الدراسة بوضوح (Connell Meehan, 1999). قد تكون العناوين الطويلة جدا أو القصيرة جدا مربكة أو مضللة (Parahoo, 2006).

الملخص

يجب أن يوفر الملخص وصف بليغ للبحث، وينبغي أن يتضمن معلومات حول غرض الدراسة، والطريقة، وحجم العينة واختيارها، والاكتشافات الرئيسية والتوصيات (Conkin Dale, 2005). ينبغي أن يكون القارئ قادر من خلال الملخص عل تحديد ما إذا كانت الدراسة تهمه لكي يقرر اكمال قرائتها من عدمه (Parahoo, 2006).
جدول 1: أسئلة البحث: إرشادات لنقد الدراسات النوعية
العناصر المؤثرة على مصداقية الدراسة
الأسئلة
العناصر
هل التقرير مكتوب بشكل جيد – موجز وصحيح نحويا، ويتجنب استخدام المصطلحات اللغوية؟
هل تم هيكلته وتنظيمه بشكل جيد؟
أسلوب الكتابة
هل تشير مؤهلات الباحث ومنصبه إلى درجة من المعرفة في هذا المجال؟
المؤلف
هل العنوان واضح ودقيق ولا لبس فيه؟
عنوان التقرير
 هل يقدم الملخص ملخصا واضحا للدراسة، بما في ذلك مشكلة البحث، والعينة، والمنهجية، والنتائج والتوصيات؟
الملخص
العناصر التي تؤثر على متانة الدراسة
هل تم تحديد الظاهرة التي سيتم دراستها بوضوح؟
هل الظاهرة قيد الاهتمام وسؤال البحث متسقان؟
بيان الظاهرة قيد الاهتمام
هل تم تحديد الغرض من الدراسة أو السؤال البحثي بوضوح؟
غرض الدراسة وأهميتها
هل تم إجراء مراجعة للأدبيات؟
هل مراجعة الأدبيات تلبي الأسس الفلسفية للدراسة؟
هل تحقق مراجعة الأدبيات أهدافها؟
مراجعة الأدبيات
هل تم تحديد إطار مفاهيمي أو نظري؟
هل تم وصف الإطار بشكل كاف؟
هل الإطار مناسب؟
الاطار النظري
هل تم تحديد النهج الفلسفي؟
لماذا تم اختيار هذا النهج؟
هل تم شرح الأسس الفلسفية للنهج؟
الطريقة والأساس الفلسفي
هل تم تحديد طريقة أخذ العينة وحجمها؟
هل طريقة أخذ العينات ملائمة؟
هل المشاركين مناسبين لإعلام البحث؟
العينة
هل تم إعلام المشاركين عن طبيعة البحث؟
هل تم ضمان خصوصية واستقلالية المشاركين؟
هل تم حماية المشاركين من الضرر؟
هل تم أخذ الإذن الأخلاقي للدراسة؟
الاعتبارات الأخلاقية
هل تم وصف استراتيجيات جمع البيانات؟
هل تم وصف الاستراتيجيات المستخدمة لتحليل البيانات؟
هل قام الباحث باتباع خطوات طريقة تحليل البيانات التي تم وصفها؟
هل تم الوصول إلى مرحلة التشبع في البيانات؟
جمع البيانات وتحليلها
هل ناقش الباحث كيفية ضمان الدقة؟
هل تمت مناقشة المصداقية والاعتمادية وقابلية النقل والجودة؟
الصرامة (الدقة)
هل تم عرض النتائج بشكل مناسب؟
هل وضع التقرير في سياق ما هو معروف بالفعل عن هذه الظاهرة؟
هل تم تناول الغرض الأصلي من الدراسة بشكل كاف؟
الاكتشافات والمناقشة
هل تم تحديد أهمية النتائج وآثارها؟
هل تم تقديم توصيات لاقتراح كيفية تطوير نتائج البحث؟
الاستنتاجات، الآثار والتوصيات
هل تمت الاشارة إلى جميع الكتب والدوريات والمجلات ووسائل الإعلام الأخرى في الدراسة بدقة؟
المراجع

العناصر التي تؤثر على متانة الدراسة


بيان الظاهرة قيد الاهتمام

كثير من المواضيع التي تُبحث في الدراسات البحثية ذات طابع مجرد، حيث يمكن  تفسير التجربة المعنية بشكل مختلف من قبل شخص آخر، أو من قبل نفس الفرد في ظروف مختلفة، كأثناء الشعور بالألم مثلا. تعرق هذه المصادفات أو التجارب المجردة في البحث النوعي باسم الظواهر  (Polit and Beck, 2006). يجب أن يحدد الباحث الموضوع قيد الدراسة بوضوح (Connell Meehan, 1999).

غرض الدراسة وأهميتها

يتعين على الباحث بعدئذ أن يوضح سبب ضرورة إجراء الدراسة وما المتوقع استخلاصه منها. كما يجب على الباحث أن يوضح سبب أهمية الدراسة وكيف تضيف إلى المعلومات العامة عن الظاهرة (Connell Meehan, 1999).كما  ينبغي على الباحث في هذه المرحلة أن يبرر أيضا استخدام النهج النوعي والطريقة النوعية التي ينبغي استخدامها (Connell Meehan, 1999).

مراجعة الادبيات

تتمثل وظيفة مراجعة الأدبيات في الدراسات البحثية في تقديم وصف موضوعي لما كتب حول موضوع معين. وهذا بدوره ينبغي أن يعكس الموضوعات الناشئة البارزة ويعطي شكلا لإطار الدراسة المفاهيمي. ويتبع البحث النوعي النموذج الطبيعي القائم على افتراض وجود حقائق متعددة، وأن هذه الحقائق يشكلها المشاركون في البحث. ويهدف النموذج إلى استكشاف الظاهرة من خلال التركيز على الأفراد الذين يختبرونها (Vishnevsky and Beanlands, 2004). وتهتم الطرق النوعية بالخبرات والمشاعر والمواقف، بدلا من القياس الدقيق والتحليل الإحصائي. وتختلف المنهجيات النوعية فيما يتعلق بتضمين مراجعة الأدبيات قبل فترة جمع البيانات. وبالمثل، هناك جدال حول ما إذا كان ينبغي أن يسبق الإطار المفاهيمي فترة جمع البيانات وتحليل البيانات.
عند انتقاد الدراسات النوعية، يجب على المراجع أن يقرر ما إذا كان الباحث قد جعل منهجه المختار  يبدو منطقيا. فالفرضية الرئيسية للنظرية المتجذرة، على سبيل المثال، هي أن جمع البيانات يتم بمعزل عن أي نظرية أو إطار مفاهيمي محدد سلفا. لذلك يتم مراجعة الأدبيات بعد جمع البيانات.  الهدف من هذا النهج هو استكشاف المفاهيم المتضمنة في البيانات، مما يتيح توليد النظرية من البيانات وليس العكس (Robinson, 2002).
وبالمثل، يمكن تأجيل مراجعة الأدبيات في دراسات الظواهر حتى اكمال تحليل البيانات. ويضمن ذلك أن تعكس النتائج تجارب المشاركين وأن تكون متجذرة في البيانات بالفعل. وهذا يتفق مع التوجه الفلسفي لعلم الظواهر، الذي ينظر إلى التجربة الذاتية للمشاركين باعتبارها محور المنهجية (Burns and Grove, 2001).  ويمكن بعد ذلك دعم الأطر أو المواضيع المفاهيمية التي تظهر من الدراسة بأدلة مستخلصة  من مراجعة لاحقة للأدبيات.
ويسعى النهج الإثنوغرافي إلى دراسة تجارب الشخص في سياق عالمه الطبيعي، ويستكشف موضوع الدراسة من خلال تصورات المشاركين في الدراسة. وتستخدم مراجعة الأدبيات في الدراسات الإثنوغرافية لإثبات المعرفة بالأعمال السابقة في المجال، وكذلك الأطر المستخدمة في تحليل البيانات.
وبحسب ميدوز (Meadows, 2003)، فإن الأدبيات الموجودة توفر الأساس للبحث وكذلك السياق لتفسير النتائج. من الضروري عند انتقاد الدراسات البحثية النوعية تقييم مراجعة الأدبيات في سياق المنهجية الخاصة المستخدمة. وإذا كانت مراجعة الأدبيات مناسبة فقط بعد فترة جمع البيانات، فإن على الباحث تحديد كيفية تحقيق هذه العملية و بأي طريقة ستستخدم الأدبيات لتحديد أوجه التشابه أو الاختلافات مع نتائج البحث.  وعلى العكس من ذلك، إذا اجراء مراجعة الأدبيات قبل جمع البيانات وتحليلها، فعندها يجب أن تقدم بيان شامل ومتوازن للأعمال السابقة، وتحديد المواضيع ذات الصلة، والنماذج النظرية والأطر النظرية التي توفر خلفية سليمة للبحث، إذا كان ذلك ملائما.

سؤال البحث

في البحث النوعي، يتم استخدام سؤال البحث الذي يعكس ظاهرة محددة قيد الاهتمام لتوجيه مسار البحث. فعلى عكس البحث الكمي لا تستخدم فرضية البحث أبدا في البحث النوعي (Connell Meehan, 1999). وبناءا على النهج النوعي المعتمد (النظرية المتجذرة، مثلا) يمكن تعديل سؤال البحث كلما تجلب البيانات الجديدة اتجاه جديد للظاهرة قيد الاهتمام. وينبغي تفسير هذه التعديلات وتبريرها من قبل الباحث عند حدوثها.

الإطار النظري

توصف العديد من الدراسات النوعية بأنها بحوث استقرائية أو مولدة للنظرية. وهذا يعني أن الغرض من الدراسة هو تطوير نظرية وليس اختبارها. ولذلك، فإن الباحث لا يستخدم نظرية موجودة أو معروفة لتوجيه الدراسة. يعرف هذا النهج، الذي يعتمد بشكل كبير على عمل غلاسر و شتراوس (Glaser and Strauss, 1967)، بالنظرية المتجذرة.. ويتم تصنيف الاثنوغرافيا ودراسات الظواهر أيضا بأنها توليد للنظريات. من المهم أن يشير الباحث إلى ذلك في الدراسة ويبرر اعتماد مثل هذا الموقف، على سبيل المثال، عندما لا يعرف إلا القليل عن الظاهرة قيد الدراسة أو عندما يبدو أن النظريات القائمة لا توفر الإجابة (Cronin and Rawlings-Anderson, 2004).
تستخدم بعض الدراسات النوعية النظريات المعروفة لتأطير دراساتهم (McKenna, 1997). وهذا يوفر حدودا أو معْلمات للدراسة ويوجه جميع المراحل، بما في ذلك مراجعة الأدبيات، وجمع البيانات وتحليلها، وعرض النتائج (Parahoo, 2006).
ومن النقاط المهمة للبحوث الوصفية والاستكشافية النوعية أن هناك بعض القيود أو الحدود لما يجري دراسته. على سبيل المثال، إذا أراد الباحث دراسة استراتيجيات تعلّم معينة بعد ارتيادهم لمركز تعلّم ذاتي، فسيكون من الضروري تحديد كيفية تحديد ذلك التركيز. ويتم ذلك في بعض الأحيان من خلال استكشاف الأدبيات وتحديد المواضيع أو المفاهيم الرئيسية التي تستخدم بعد ذلك في تركيز جمع البيانات وتحليل البيانات وعرض النتائج.

المنهجية: تصميم البحث

يتضمن التصميم في البحث النوعي مجموعة من الطرق داخل ما يشار إليه في كثير من الأحيان باسم وجهة نظر العالم الطبيعية أو التفسيرية أو البنائية. النقطة الهامة هنا هي أن مثل هذا الرأي عن العالم يتضمن مجموعة من المعتقدات حول المعرفة وكيفية تطوير هذه المعرفة. ولذلك فإن البحث النوعي يتضمن مجموعة من الخصائص التي تعكس وجهة النظر العالمية هذه (الجدول 2).
جدول 2: خصائص البحث النوعي
الحقيقة
هناك حقائق متعددة – لا يسعى إلى التعميم
الغرض
يهتم بالاكتشاف والوصف مع إمكانية التحقق أيضا
السياق
هناك اهتمام بالسياق الاجتماعي الذي تحدث فيه الأحداث ويكون لها معنى
التأكيد
هناك تركيز على فهم العالم الاجتماعي
من وجهة نظر المشاركين في الدراسة
 منظور داخلي
المنهج
هذا النهج استقرائي في الأصل
العلاقة بين الباحث والمشارك
هناك تكامل بين الباحث والمشارك – التفاعل له قيمة
العينة
عادة ما تكون صغيرة في العدد ولكنها تتكون من أولئك القادرين والمستعدين لوصف التجربة
البيانات
يستخلص البيانات الناعمة، أي الكلمات
جمع البيانات
وتشمل تقنيات جمع البيانات الرئيسية إجراء المقابلات، وملاحظة المشاركين، وفحص الوثائق الشخصية وغيرها من المواد المطبوعة.
وتخضع الإجراءات والأدوات اللازمة لجمع البيانات لمراجعة مستمرة في الحالة الميدانية
التحليل
يتم عرض معظم التحليل في شكل سردي بدلا من الصيغ العددية، ولكن لا يُمنع إدراج بعض القياسات الكمية والتعبيرات العددية في البحث النوعي
الدقة والصرامة
المصداقية، قابلية النقل (الملاءمة)، الاعتمادية، قابلية التثبت، الجودة 
ومع ذلك، من المهم أيضا أن نلاحظ أن المناهج النوعية الرئيسية تختلف في أصولها التأديبية أو الفلسفية، وبالتالي فإن سيختلف التركيز والطريقة التي تتبناها في أخذ العينات وجمع البيانات وتحليلها (الجدول 3). و من الضروري بالنسبة للمراجع أن يحدد ويبرر الباحث النهج المختار من أجل تحقيق الاتساق والتطابق.
جدول 3: المناهج في البحث النوعي
البحث النوعي العام
النظرية المتجذرة
علم الظواهر/  تأويلي
الاثنوغرافيا
الأصل
مصطلح واسع لكل البحث النوعي حيث يمكن أن تكون أصوله في أي من الفروع الأخرى
التفاعلية الرمزية والعلوم الاجتماعية
مدارس فلسفية مختلفة
الأنثروبولوجيا الثقافية
الأهداف
وصف للمسألة قيد البحث
توليد النظريات من البيانات
تعديل أو توسيع نظرية موجودة
وصف وتفسير وفهم معنى التجارب المعاشة أو الظاهرة قيد الدراسة
وصف مباشر لمجموعة، ثقافة أو مجتمع
العينة
هادفة أو ملائمة
أخذ عينات مبدئي للأشخاص القادرين على إعطاء معلومات عن الموضوع. ويتبع هذا أخذ العينات النظرية حيث يسترشد أخذ العينات بالتحليل والنظريات المنبثقة
هادفة
هادفة، غير احتمالية، قائمة على معيار
جمع البيانات
المقابلات، وغالبا ما تكون شبه مهيكلة
المقابلات، ملاحظة المشاركين، اليوميات والوثائق الأخرى.
تجربة الباحث الخاصة.
مقابلات غير مهيكلة متعددة، نصوص مكتوبة (اليوميات، مثلا)
الملاحظة، المقابلات، وفحص الوثائق في المجال
تحليل البيانات
أدوات تحليل البيانات العامة (Miles and Huberman, 1994)
تحليل مقارن مستمر – يتم ربط جمع البيانات وتحليلها منذ بداية البحث
تختلف أدوات تحليل البيانات وفقا للمدرسة الفلسفية التي تم تبنيها
وصف وتحليل وتفسير الثقافة
الاكتشافات/النتائج
وصف للظاهرة قيد الدراسة
وصف للنظرية المنبثقة، متضمنة العمليات والمعاني الثقافية
وصف وتفسير الظاهرة قيد الدراسة
يتم عرض الثقافة كما يختبرها أعضائها

أخذ العينات

وفي البحث النوعي، عادة ما يعين المشاركون في الدراسة بسبب تعرضهم للظاهرة قيد الدراسة أو تجربتهم فيها. يميل هذا النوع من العينة إلى ضمان الثراء في البيانات التي يتم جمعها ويعرف باسم أخذ العينات الهادفة (Fossey et al, 2002). يمكن أيضا اختيار العينات نتيجة للمواضيع التي تظهر من تحليل البيانات. ويمكن للباحث بعد ذلك استكشاف هذه المواضيع بشكل أكثر عمقا وتطوير نظرية من هذه البيانات. ويعرف هذا النوع من العينات بأخذ العينات النظرية (Fossey et al, 2002)، وكثيرا ما يستخدم في النظرية المتجذرة.
وعادة ما تكون العينات النوعية صغيرة (Fossey et al, 2002) ولكن هذه ليست عادة مشكلة لأن الباحث لا يحاول تعميم النتائج. وتبني البيانات التي يتم جمعها من المشاركين على المعلومات الواردة من المشاركين السابقين، حيث يمكن للبيانات المتراكمة أن تقدم عمقا كبيرا من المعلومات حول هذه الظاهرة. ونتيجة لذلك قد يكتشف الباحث أنه لا توجد مواد جديدة آخذة في الظهور. وعند هذه النقطة، عادة ما يتوقف جمع البيانات (Parahoo, 2006).

الاعتبارات الاخلاقية

أكثر الأدوات المستخدمة في البحوث النوعية شيوعا في جمع البيانات هي المقابلة وملاحظة المشاركين. وبالتالي فإن المشاركين معروفون للباحث وعدم الكشف عن هويتهم غير ممكنة. لذا يجب على الباحث أن يؤكد للمشاركين أن هوياتهم لن يتم الكشف عنها للقارئ وأن البيانات الأولية التي سيتم جمعها لن يتم إنشرها لأي طرف ثالث (Parahoo, 2006). ويمكن أن تؤدي المقابلات والملاحظات في مجال البحوث النوعية إلى ظهور معضلات أخلاقية.
وينبغي أن يكون للمشاركين دائما الحق في إعطاء الموافقة المستنيرة بشأن مشاركتهم في أي دراسة بحثية. ومن أجل القيام بذلك، يجب أن يكون المشاركون على بينة تماما من غرض الدراسة، وأي نوع من المعلومات التي يتم البحث عنها، وكيف سيتم استخدامها والآثار المترتبة عليهم كمساهمين في البحث. ويعرف هذا المبدأ الأخلاقي بالاستقلالية (Beauchamp and Childress, 2001)؛ كما أنه يعني ضمنا أن للمشاركين الحق في الانسحاب من البحث في أي وقت.
و يتمثل دور الذي يجري المقابلة في المقابلات النوعية في تشجيع المشاركين على الانفتاح ومناقشة تجاربهم في هذه الظاهرة. وعند القيام بذلك، يمكن للمشاركين أن يناقشوا عن غير قصد المعلومات الشخصية التي لم يخططوا للكشف عنها، أو التي قد تثير تجارب مأساوية أو غير مريحة تتعلق بالموضوع قيد الدراسة. تتضمن عملية الموافقة على التفاوض باستمرار مع المشاركين للتأكد مما إذا كانوا راضين عن مواصلة المقابلة أو يفضلون التوقف عن المشاركة (Polit and Beck, 2006) ، ويمكن أن تكون أداة مفيدة في هذه المواقف. ومع ذلك، فإن وقف المشاركة وحدها لا يمكن أن يكون كافيا للوفاء بمبدأ عدم الإيذاء، لذا يجب أن يكون الدعم النفسي قائما لإدارة أي ضائقة عاطفية قد تنجم عن المقابلة (Smith, 1992).
و إذا طلب من الفئات الضعيفة في البحث النوعي المساهمة في الدراسة، فمن المهم ضمان حماية حقوقهم. ويجب السعي للحصول على موافقة اللجنة الأخلاقية أو مجلس المراجعة المؤسسية قبل إجراء البحث. ويتمثل دور اللجان الأخلاقية ومجالس المراجعة المؤسسي في تحديد المبادئ الأخلاقية التي يتم الالتزام بها وأن المشاركين محميين من المصادر المحتملة للضرر (Burns and Grove, 1999). من المهم أن نلاحظ أنه في إطار البحث النوعي، غالبا ما تنشأ القضايا الأخلاقية في مراحل مختلفة من الدراسة ويمكن أن تناقش عندما تحدث بدلا من مناقشتها تحت إطار محدد.

جمع البيانات

يمكن اعتماد أي عدد من الاستراتيجيات في الدراسة النوعية عند جمع البيانات، بما في ذلك الاستبيانات غير العددية بأسئلة مفتوحة، والمقابلات (شبه منظمة وغير منظمة)، وملاحظة المشاركين، والنصوص المكتوبة مثل اليوميات أو رسائل البريد الإلكتروني، و الوثائق التاريخية أو المعاصرة. وينبغي أن يحدد الباحث الأساس المنطقي للطريقة المختارة لجمع البيانات وأن يقدم معلومات كافية عن العملية. إذا تم استخدام منهج معين، مثل النظرية المتجذرة، فينبغي أن يكون واضحا من المناقشة أن الباحث قد التزم بالعمليات المتأصلة في هذه المنهجية (الجدول 3).
بلا ريب أن المقابلات هي الطريقة الأكثر شيوعا لجمع البيانات وهي إما تكون شبه منظمة أو غير منظمة (Holloway and Wheeler, 2002). إذا تم اختيار شكل المقابلة شبه المنظمة، فيجب أن يكون واضحا كيف تم استنباط المواضيع أو الأسئلة.  أما في المقابلات غير المهيكلة، فينبغي تقديم سؤال الافتتاح الأولي وربطه بشكل واضح بالغرض من الدراسة . وكثيرا ما يتم إجراء المقابلات وجها لوجه، ولكن يتم استخدام المقابلات عبر الإنترنت أو بواسطة الهاتف أيضا. ويمكن القيام بها مع أفراد أو مجموعات، مثل مجموعات التركيز، ويمكن أن تكون لمرة واحدة أو متعددة. ولكن ينبغي تقديم الأساس المنطقي لكل قرار من هذه القرارات.
وعلى الرغم من أنها ترتبط تقليديا بالنظرية المتجذرة، إلا أن بعض الباحثين النوعيين غالبا ما يشيرون إلى “تشبع البيانات” بأنه النقطة التي يدعون فيها أنه لن تنشأ معلومات جديدة عن أخذ عينات أخرى. ويشير ثورن وداربيشاير (Thorne and Darbyshire, 2005) إلى أن بعض الباحثين يستخدمون مفهوم تشبع البيانات كنقطة توقف ملائمة، وقد يكون من المناسب تقييم ما إذا كانت الدراسة التي يجري تقييمها، لا سيما إذا كانت دراسة وصفية صغيرة الحجم، يمكن أن تحقق هذا .

تحليل البيانات

العملية التي يتم من خلالها تحليل البيانات في البحث النوعي تعتبر أمر أساسي لتحديد مصداقية النتائج. وهي تنطوي أساسا على تحويل البيانات الخام إلى وصف نهائي، أو سرد، أو مواضيع وفئات. هناك تباين كبير في كيفية القيام بذلك، اعتمادا على سؤال البحث والنهج المتبع (Visbnevsky and Beanlands, 2004).
ويستخدم بعض الباحثين أدوات تحليل البيانات العامة بينما يستخدم آخرون طرق أقل تنظيما وأكثر إبداعا. والمهم هو أن يتم وصف العملية بتفصيل كاف لتمكين القارئ من الحكم على ما إذا كانت النتيجة النهائية متأصلة في البيانات التي تم توليدها (Holloway and Wheeler, 2002). يجب على الباحث أن يبرهن على فهم جمع وتحليل البيانات المتزامن، وعمليات تنظيم واسترجاع البيانات، وكذلك خطوات الترميز والتحليل المواضيعي. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي عرض استراتيجيات التحقق، إذا ما استخدمن، حيث تشمل الأمثلة استخدام فريق خبراء أو فحص الأعضاء (التحقق مع المشاركين).
تتوفر عدة حزم بمساعدة الحاسوب لمساعدة الباحث النوعي أثناء التحليل، على سبيل المثال حزمة البحث والتنظير والفهرسة غير العددية للبيانات غير المنظمة (NUD*IST)، وإثنوغراف (Ethnograph) وإنفيفو (NVivo) (Robson. 2002). هناك مزايا متأصلة لهذه الحزم من حيث التعامل مع كميات كبيرة من البيانات والمساعدة في ترميز وتنظيم المواد. ومع ذلك، يجب أن يكون الأساس المنطقي لكيفية وسبب اختيار أداة معينة واضحا.
وعلى الرغم من أن تحليل البيانات يعتبر أمر محوري في البحث النوعي، فإنه غالبا ما يوصف على نحو رديء في المنشورات البحثية. فهناك عدد قليل جدا يقدم تفاصيل كافية لتحديد ظهور النتائج من البيانات الخام، حيث يطلب من القراء نتيجة لذلك قبول ما يرونه.  ووفقا لثورن وداربيشاير (Thorne and Darbyshire, 2005)، فإن الالتزام بعرض البيانات التي أدت إلى النتائج هو التزام معقول.

الصرامة (المصداقية)

خلافا للنموذج الكمي (الوضعي) الذي يسعى إلى دراسة بيانات موضوعية قابلة للقياس، والعلاقات السببية بين المتغيرات، يهتم البحث النوعي أو التحقيق الطبيعي بالعمليات والمعاني التي لا يمكن دائما دراستها تجريبيا. إن الحقائق والعلاقات التي تم إنشاؤها اجتماعيا بين الباحث وما يتم دراسته تعتبر عناصر أساسية للتحقيق النوعي (Denzin and Lincoln, 2003). يؤكد مؤيدو المناهج النوعية على الطبيعة المحملة بالقيمة للتحقيق الطبيعي؛ إلا أن النقد الذي يُسمع عادة هو أن البحث النوعي ذاتي، وقصصي، ويخضع لتحيز الباحث (Koch and Harrington, 1998).
ويشير بيلكنغتون (Pilkington, 2002) إلى أنه نظرا لأن الطرق النوعية تهدف أساسا إلى فهم التجارب البشرية وتطوير نظرية في نهاية المطاف، فإن هناك حاجة إلى معايير بديلة لضمان الجدارة العلمية لدراسات البحوث النوعية. وبما أن الدراسات الكمية تتعلق بإمكانية تعميم النتائج واستنساخها، فإن مفهومي الموثوقية والصلاحية ينظر إليهما على أنهما معياران مناسبان للاستخدام عند تقييم مدى كفاية أو دقة البحث الكمي. هناك الكثير من النقاشات حول امكانية تطبيق الموثوقية والصلاحية على البحث النوعي (Koch and Harrington, 1998; Tobin and Begley, 2004; Hoye and Severinsson, 2007). إن التحدي الذي يواجه النماذج البديلة أو النهج النوعي هو إنتاج أبحاث معقولة وقوية، وإثبات الصرامة.
الصرامة هي وسيلة إظهار المعقولية والمصداقية والنزاهة لعملية البحث النوعي. وقد يتم تحديد الدقة أو المصداقية في دراسة ما إذا كان القارئ قادرا على مراجعة إجراءات وتطورات الباحث (Koch, 2006). ووفقا لبيرنز وغروف (2001)، فإن نقد البحوث النوعية يتطلب تقييما للصرامة في التوثيق، والصرامة الإجرائية، والصرامة الأخلاقية:
         تضمن الصرامة (الدقة) في التوثيق وجود ترابط بين خطوات عملية البحث والدراسة المعنية، بدءا من الظاهرة قيد الاهتمام إلى التوصيات والآثار المترتبة على الممارسة.
          تشير الدقة الإجرائية إلى تقنيات جمع البيانات المناسبة والدقيقة، وتتضمن عنصرا نقديا انعكاسيا من أجل الحد من التحيز والتفسيرات الخاطئة.
         تصف الصرامة الأخلاقية كيفية التعامل مع القضايا السرية وحقوق المشاركين خلال عملية البحث.

المعايير الأكثر شيوعا المستخدمة لتقييم الدراسات البحثية النوعية هي المصداقية، والاعتمادية، وقابلية النقل والتأكيد (الجدول 2). كما يمكن أيضا أن تستخدم مصطلحات أخرى مثل الجودة والاثمار (Lincoln and Guba, 1985). ويحتاج الباحث إلى تحديد المعايير المستخدمة، وينبغي أن يكون القارئ قادرا على متابعة كل خطوة من خطوات عملية البحث بوضوح:
         تشير المصداقية إلى الإخلاص في وصف الظاهرة المعنية (Koch and Harrington, 1998). وهي تتناول مسألة ما إذا كان هناك اتساق بين آراء المشاركين وتمثيل الباحث لها. ويؤكد كوخ (Koch, 2006) أن المصداقية يمكن أن تعزز من قبل الباحث الذي يصف ويُفسر خبراته كباحث، وأيضا من خلال التشاور مع المشاركين والسماح لهم بقراءة ومناقشة نتائج البحوث. ويمكن أيضا إثبات المصداقية من خلال المشاركة الطويلة والملاحظة ومسارات المراجعة.
          الاعتمادية (قابلية التدقيق) تعتبر جزء لا يتجزأ من الصرامة وتتضمن إعطاء الباحث القارئ معلومات كافية لتحديد مدى امكانية الاعتماد على الدراسة والباحث. ويمكن اعتبار الدراسة قابلة للتدقيق عندما يمكن لباحث آخر أن يتبع بوضوح المسار الذي استخدمه الباحث، مع امكانية أن يصل إلى نفس الاستنتاجات أو استنتاجات يمكن مقارنتها معها.  ويمكن اعتبار أن الدراسة البحثية يمكن الاعتماد عليها من خلال تقديم أدلة على اتخاذ القرارات في كل مرحلة من مراحل عملية البحث. ووفقا لكوش (Koch, 2006)، فإن هذا يوفر للقارئ أدلة على القرارات والخيارات المتخذة فيما يتعلق بالقضايا النظرية والمنهجية في جميع مراحل الدراسة ويتضمن مناقشة أسباب مثل هذه القرارات صراحة. ومن الضروري أيضا أن تكون كل مرحلة من مراحل البحث موثقة بوضوح ويمكن تتبعها.
         تشير قابلية النقل (الملائمة) إلى ما إذا كان يمكن تطبيق النتائج خارج سياق حالة الدراسة. عند انتقاد البحث النوعي، يمكن اعتبار الدراسة قد استوفت معيار قابلية النقل عندما تكون النتائج ملائمة في سياقات أخرى، ويمكن للقراء تطبيق النتائج على تجاربهم الخاصة. ويمكن تعزيز قابلية النقل أيضا عندما تكون النتائج ذات معنى للأفراد غير المشاركين في الدراسة البحثية.
          يقتضي التثبت على الباحث أن يبين كيف تم التوصل إلى الاستنتاجات والتفسيرات. وهي تعنى بإثبات أن النتائج مستمدة بوضوح من البيانات (Tobin and Begley, 2004). وعادة ما يتم البرهنة على التثبت عندما يتم التحقق من المصداقية، وقابلية النقل، والاعتمادية.
          الجودة (Goodness) هي معيار آخر يمكن من خلاله قياس مدى مصداقية وأهمية البحث النوعي. عند انتقاد صرامة الدراسات النوعية يمكن اعتبار قضية الجودة عنصرا أساسيا في عملية البحث ومؤشرا على متانة الدراسة. ويشير توبين وبيغلي (Tobin and Begley, 2004) إلى أن الجودة هو مبدأ شامل للتحقيق النوعي ويجب أن ينعكس في الدراسة بأكملها. يجب أن تكون الجودة واضحة في الخلفية الفلسفية وتصميم الدراسة، وتقديم تفسيرات واضحة بشأن سياق الدراسة وجمع البيانات وإدارتها وعملية التفسير والعرض. ولذلك، فإن الجودة هي مبدأ ينبغي أن يكون موجودا في جميع مراحل الدراسة البحثية، وواضح في التقرير الكتابي النهائي.

النتائج والمناقشة

وكما ذكرنا آنفا، يمكن تمثيل النتائج المستمدة من الدراسات النوعية كسرد (قصة)، وموضوعات، ووصف للظاهرة قيد الدراسة، أو حساب تفسيري لفهم أو معنى التجربة. وبغض النظر عن الكيفية التي يتم بها عرض النتيجة النهائية، يجب على الباحث مناقشة النتائج في سياق ما هو معروف بالفعل.
وبالنسبة للكثيرين سيشمل ذلك المزيد من مراجعة الأدبيات المتعلقة بالنتيجة النهائية.  ومع ذلك، ينبغي للمراجع أن يحذر من الادعاءات المبالغ فيها لأهمية البحث وآثاره المترتبة على الممارسة. كما ينبغي أن تتضمن نتائج الدراسة اقتراحات لمزيد من البحث. علاوة على ذلك، يجب على الباحث أن يربط نتائج الدراسة بالغرض البحث الأصلي، ويوضح ما إذا كان قد تم تناوله بشكل كاف (Thorne and Darbyshire, 2005).

الاستنتاجات والآثار والتوصيات

يجب على الباحث أن يختتم بوضع النتائج في سياق يشير إلى كيفية أهمية هذه المعلومات الجديدة، وآثارها على علم اللغة التطبيقي. وينبغي أن تعكس هذه الاستنتاجات النتائج التي توصلت إليها الدراسة، ومن الأفضل أن تقدم توصيات بشأن كيفية تطويرها.

المراجع

يجب إدراج قائمة دقيقة بكافة الكتب والمقالات الصحفية والتقارير ووسائل الإعلام الأخرى المشار إليها في الدراسة في قائمة مرجعية في نهاية الدراسة (Polit and Beck, 2006). يمكن أن تكون مثل هذه القائمة المرجعية مصدرا جيدا للقارئ الذي لديه اهتمام بالموضوع الذي تمت دراسته، حيث أنها ستساعده في إيجاد المزيد من المصادر للقراءة.

الخاتمة

كما هو الحال مع الدراسة الكمية، فإن التحليل النقدي للدراسة النوعية ينطوي على مراجعة متعمقة لكيفية إجراء كل خطوة في مراحل البحث المختلفة.  وبسبب الطبيعة الذاتية للبحث النوعي، غالبا ما ينظر إليه على أنه أكثر صعوبة في النقد. ومع ذلك، فإن أي مهنة قائمة على الأدلة لا يمكن أن تقبل أي بحث بقيمته الاسمية، ويجب أن تكون قادرة على تحديد نقاط القوة والقيود على الدراسات عند مراجعة الأدبيات المتاحة حول الموضوع.

النقاط الرئيسية

  • الدراسات النوعية والكمية نهجان مختلفان جوهريا للبحث وبالتالي فهما يحتاجان إلى أن يتم التعامل معهما بشكل مختلف فيما يتعلق بالنقد.

  •  على الرغم من الاختلافات في الفلسفات والمصطلحات، فإن الطرق النوعية المختلفة لها العديد من أوجه التشابه التي يمكن تصنيفها معا.

  • الظواهر ليست مجرد عدد من المتغيرات المختلفة التي يمكن دراستها بشكل مستقل، لأنها أكثر تعقيدا من مجموع أجزائها، وينبغي دراستها بشكل كلي.

  •  ينظر إلى الدراسات النوعية على أنها أكثر صعوبة في التقييم النقدي من الدراسات الكمية. ومع ذلك، يحتاج العاملين في علم اللغة التطبيقي إلى أن يكونوا قادرين على نقد البحوث النوعية من أجل تحديد أفضل الممارسات.

المراجع

Beauchamp T. Childress J (2001) Principles of Biomedical Ethics. 5&t edn. Oxford
University Press, Oxford
Burns N. Grove S (1999) Understanding Nursing Research. 2nd edn. WB Saunders,
Philadelphia.
Connell Meehan T (1999) The research critique. In: Treacy P, Hyde A (eds) Nursing Research and Design. UCD Press, Dublin: 57-74
Conkin Dale J (2005) Critiquing research for use in practice. J Pediatr Health Care 19: 183-6
Coughlan M, Cronin P, Ryan F (2007) Stcp-by-step guide to critiquing research. Part 1: quantitative research. Br J Nun 16(11): 658-63
Cronin P, Rawlings-Anderson K (2004) Knowledge for Contemporary Nursing Practice: Mosby, Edinburgh.
Denzin N, Lincoln Y (eds) (2003) Strategies of Qualitative /inquiry. 2nd edn. Sage, Thousand Oaks, CA
Fossey E, Harvey C, McDermott F, Davidson L (20020 Understanding and evaluating qualitative research, August N  Z J Psychiatry 36(6): 717-32.
Glaser B, Strauss A (1967) The Discovery of Grounded Theory: Strategies for Qualitative Research. Aldine, Chicago.
Holloway I, Wheeler S (2002) Qualitative Research in Nursing. 2nd edn. Blackwell, Oxford.
Hoye S, Severinsson E (2007) Methodological aspects of rigor in qualitative nursing research on families involved in intensive care units: i literature review. Nurs Heallth Sci 9 (1): 61-8.
Koch T (2l)0d) Establishing rigour in qualitative research: the decision trail. J Adv Nurs 28(4): 882-90.
Lincoln Y, Cuba E (1985) Naturalistic Inquiry. Sage, Thousand Oaks, CA.
McKenna H (1997) Nursing Theories  Model. Routledge, London.
Meadows K (2( ’03) So you want to do research 1: an overview of the research
process, Br J Community Nurs 8(8): 369-75.
Miles M. Huberman A (1994) Qualitative Data Analysis. 2nd edn. Sage, Thousand Oaks. CA.
Parahoo K (2006) Nursing Research: Principles, Process and Issues. 2nd edn. Palgrave Macmillan, Houndmills, Basingstoke.
Pilkington F (2002) Scientific merit and research ethics. Nurs Sci Q 15(3):196-200.
Polit D, Deck C (2006) Essentials of Nursing Care: Methods. Appraisal and
Utilization. 6th edn. Lippincott Williams and Wilkins, Philadelphia.
Robinson J (2002) Choosing your methods. In; Tarling M, C’rofts L (eds) The Essential Researcher’s Handbook for Nurses and Health Care Proffessionals. 2ndedn. Balliere Tindall, Edinburgh: 64—8.
Robson C (2(.HI2) Real World Research. 2nd edn. Blackwell, Oxford.
Ryan-Wenger N (1992) Guidelines for critique of a research Report. Heart Lung 21(4): 394-401.
Smith L (1992) Ethical issues in interviewing . J Adv Nurs, 17(1): 98-103.
Thorne S, Darbyshire 1′ (2005) Land mines in the field: a modest proposal for
improving the craft of qualitative health research. Qual Health Res 15(8): 1105-13.
Tobin G, Begley C (2004) Methodological rigour within a qualitative framework. J Adv Nurs 48(4): 388-96.
Vishuevsky T, Beanlands H (21)04) Qualitative research. Nephrol Nurs J 31(2): 234-8.

nv-author-image

فرج صوان

استاذ علم اللغة التطبيقي و اللغة الإنجليزية في جامعة طرابلس وعدد من الجامعات الليبية. حصل على الشهادة الجامعية والماجستير من ليبيا، وشهادة في تعليم اللغة الإنجليزية من جامعة سري البريطانية (Surrey)، ودرس برنامج الدكتوراه في جامعة إيسيكس ببريطانيا (Essex). نشر ثمانية كتب والعديد من المقالات والبحوث. مهتم بالملف الليبي والعربي والاسلامي بجميع جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

نقترح عليكم
Normal 0 false false false EN-GB X-NONE AR-SA لقد بدأ…
Cresta Posts Box by CP
إظهار شريط المشاركة
إخفاء شريط المشاركة