تخطى إلى المحتوى

معايير الإبلاغ عن البحوث النوعية

توجد معايير للإبلاغ عن أنواع كثيرة من البحوث الكمية، ولكنها لا توجد حاليا للطائفة الواسعة من البحوث النوعية. الغرض من

هذا القسم هو عرض ومناقشة معايير الإبلاغ عن البحوث النوعية مع الحفاظ على المرونة اللازمة لاستيعاب مختلف النماذج

والمناهج والطرق.


حدد أوبراين وآخرين [0] المبادئ التوجيهية ومعايير الإبلاغ ومعايير التقييم النقدي للبحوث النوعية من خلال البحث في بوبمد (PubMed) و شبكة العلم و غوغل في يوليو 2013؛ حيث قاما بمراجعة واستعراض القوائم المرجعية للمصادر المسترجعة؛والاتصال بالخبراء. ومن خلال عملية تكرارية لمراجعة المصادر وتعديل مجموعة البنود وترميز جميع المصادر للبنود، أعد المؤلفان قائمة شبه نهائية بالبنود والأوصاف وأرسلوها إلى خمسة مراجعين خارجيين للحصول على تعليقاتهم. ونستعرض في الجدول رقم (1) أدناه موجز للعناصر والأوصاف النهائية الواردة في معايير الإبلاغ:








الموضوع
العناصر
العنوان والملخص
العنوان
وصف موجز لطبيعة الدراسة وموضوعها: يوصى بتحديد الدراسة على أنها نوعية أو تشير إلى نهج (على سبيل المثال، الاثنوغرافيا والنظرية المتجذرة) أو طرق جمع البيانات (على سبيل المثال، المقابلة، مجموعة التركيز)
الملخص
ملخص العناصر الرئيسية للدراسة باستخدام صيغة الملخص للناشر المقصود؛ وعادة ما يتضمن الخلفية والغرض والطرق والنتائج والاستنتاجات
المقدمة
صياغة المشكلة
وصف وأهمية المشكلة / الظاهرة المدروسة. مراجعة النظرية ذات الصلة والعمل التجريبي؛ عرض المشكلة
الغرض أو سؤال البحث
الغرض من الدراسة والأهداف المحددة أو الأسئلة
الطرق
المنهج النوعي ونموذج البحث
النهج النوعي (على سبيل المثال، الاثنوغرافيا، والنظرية المتجذرة، ودراسة الحالة،
سمات الباحث وانعكاسيته
مميزات الباحثين التي قد تؤثر على البحث بما في ذلك السمات الشخصية، المؤهلات والخبرة، العلاقات مع المشاركين، الافتراضات والأفكار المسبقة، امكانية تفاعل سمات الباحث مع الأسئلة البحثية، المنهج، الطريقة، النتائج أو إمكانية النقل.
السياق
الإعدادات / الموقع و العوامل السياقية  البارزة، الأساس المنطقي*
استراتيجية أخذ العينات
كيف ولماذا تم اختيار المشاركين في البحوث أو الوثائق أو الأحداث؛ معايير لتحديد متى لا يلزم أخذ عينات أخرى (مثل تشبع العينة)؛ الأساس المنطقي
القضايا الأخلاقية المتعلقة بالمشاركين البشر
توثيق الموافقة بواسطة لجنة مراجعة أخلاقيات مناسبة
طرق جمع البيانات
أنواع البيانات التي تم جمعها. وتفاصيل إجراءات جمع البيانات بما في ذلك (حسب الاقتضاء) تواريخ بدء ووقف جمع البيانات وتحليلها، والعملية التكرارية، وتثليث المصادر / الطرق، وتعديل الإجراءات كاستجابة لنتائج الدراسة المنبثقة؛ الأساس المنطقي*
أدوات وتقنيات جمع البيانات
وصف الأدوات (على سبيل المثال، دليل المقابلة، الاستبيانات)
وحدات الدراسة
مميزات وعدد المشاركين ، المستندات، أو الأحداث المدرجة في الدراسة؛ مستوى المشاركة (يمكن الإبلاغ عنه في النتائج)
معالجة البيانات
طرق معالجة البيانات قبل وأثناء التحليل، بما في ذلك النسخ، إدخال البيانات، و إدارة البيانات و الأمان، والتحقق من سلامة البيانات، وترميز البيانات، وإخفاء الهوية / إزالة الهوية من المقتطفات
تحليل البيانات
العملية التي تم من خلالها تحديد الاستدلالات، المواضيع، إلخ وتطويرها، بما فيها الباحثين الذين قاموا بتحليل البيانات؛ عادة ما تتم الاشارة إلى نموذج أو نهج معين؛ الأساس المنطقي*
تقنيات تحسين المصداقية
تقنيات إلى تحسين الثقة و مصداقية تحليل البيانات
النتائج/الاكتشافات
التجميع والتفسير
النتائج الرئيسية (على سبيل المثال، التفسيرات والاستدلالات، و الموضوعات). قد تشمل تطوير نظرية أو نموذج، أو الدمج مع بحوث سابقة أو نظرية
الارتباطات مع البيانات التجريبية
الأدلة (على سبيل المثال، الاقتباسات، الملاحظات الميدانية، المقتطفات النصية، الصور)لإثبات الاكتشافات  التحليلية
المناقشة
الدمج والتكامل مع الأعمال السابقة، الآثار، قابلية النقل، والاسهامات في الحقل
ملخص قصير للنتائج الرئيسية. شرح لكيفية ارتباط النتائج والاستنتاجات، ودعمها، وتوضيحها، أو تحديها لاستنتاجات الدراسات السابقة؛ مناقشة نطاق التطبيق / التعميم؛ تحديد المساهمات الفريدة من نوعها للمعرفة في التخصص أو المجال
المحددات
موثوقية ومحددات الاكتشافات
أخرى
تضارب المصالح
المصادر المحتملة للتأثير أو التأثير المتصور على سلوك الدراسة والاستنتاجات، وكيف تم التعامل معها وإدارتها
التمويل
مصادر التمويل وغيرها من أشكال الدعم؛ دور الممولين في جمع البيانات، والتفسير، وإعداد التقارير
* وينبغي أن يناقش الا ساس المنطقي اختيار تلك النظرية أو النهج أو الطريقة أو التقنية بدلا من الخيارات الأخرى المتاحة والافتراضات والقيود الضمنية في تلك الاختيارات وكيفية تأثير تلك الاختيارات في استنتاجات الدراسة وقابلية النقل. وحسب الاقتضاء، يمكن مناقشة الأساس المنطقي لعدة بنود معا.




تتكون معايير البحث النوعي من 21 بندا حدد فيها المؤلفون وشرحوا العناصر الرئيسية لكل بند لتوضيح الطرق التي يمكن أن تطبق بها المعايير. وتهدف معايير البحث النوعي إلى تحسين الشفافية في جميع جوانب البحث النوعي من خلال توفير معايير واضحة للإبلاغ عن البحوث النوعية. تساعد هذه المعايير المؤلفين خلال إعداد مسودات المقال البحثي، والمحررين والمراجعين في تقييم إمكانية نشر البحث، والقراء في التقييم النقدي، والتطبيق، وتوليف نتائج الدراسة.


معايير البحث النوعي هي عبارة عن قائمة من 21 عنصر تعتبر ضرورية لاستكمال وإعداد تقرير  بحث نوعي شفاف (انظر الجدول 1). وكما هو موضح أعلاه، قام المؤلفين بتطوير هذه العناصر من خلال التوليف الدقيق للتوصيات والمفاهيم السابقة من المصادر المنشورة، ومراجعات الخبراء. توفر هذه البنود إطارا وتوصيات للإبلاغ عن الدراسات النوعية. وبالنظر إلى الطائفة الواسعة من المناهج والطرق النوعية، فقد حاول الباحثين اختيار العناصر ذات الأهمية العامة.
تتضمن معايير البحث النوعي عنوان المقالة و الملخص (البندان 1 و 2). صياغة المشكلة والسؤال البحثي (البنود 3 و 4)؛ تصميم البحث  وطرق جمع البيانات و تحليلها (البنود 5 – 15)؛ النتائج، التفسير، والدمج (العناصر 16 – 19)؛ و معلومات أخرى (البندان 20 ،21).  وفيما يلي وصف موجز للمعايير، مع التركيز بشكل خاص على تلك التي تنفرد بها البحوث النوعية.

العناوين والملخصات والمواد التمهيدية. تعتبر العناوين والملخصات، والمواد التمهيدية (صياغة المشكلة، سؤال البحث) في البحث النوعي مشابهة جدا لتلك المتبعة في البحوث الكمية، إلا أن النتائج التي تقدم في الملخص تكون بشكل سردي وليس عددي، كما أن المؤلفين نادرا ما يقدمون فرضية محددة [25، 29].

ينبغي أن يوفر الكاتب عنوان يعبر عن موضوع الدراسة. نقترح أن يشير العنوان إلى أن الدراسة نوعية أو أن يتضمن مصطلحات تحدد المنهج (مثل: دراسة اثنوغرافية، نظرية متجذرة) أو طرق جمع البيانات (مثل: مقابلات، مجموعات تركيز، ملاحظات). سيسمح هذا للقراء والمراجعين على معرفة نوع الدراسة بسرعة.
ويجب أن يكون القارئ قادرا على قراءة الملخص بمعزل عن متن البحث وفهم الخلفية والغرض والطرق والنتائج الرئيسية والآثار التي سيتم وصفها بمزيد من التفصيل في متن البحث. وينبغي أن تكون المعلومات المقدمة في الملخص متسقة مع المعلومات الواردة في النص الكامل. وعادة ما يحتاج هيكل الملخص إلى التوافق مع المبادئ التوجيهية للدوريات والمجلات، ولكن يجب على المؤلفين محاولة تضمين ما يلي:

  •          خلفية عن المشكلة أو الظاهرة قيد الاهتمام
  •          وصف الغرض من الدراسة أو سؤال البحث.
  •          الطرق، بما في ذلك النهج أو المنظور (مثل، استقرائي عام، نظرية متجذرة، والسياق (الإعدادات، والفترة الزمنية)، والعينة (العدد والخصائص الرئيسية للمشاركين، والأحداث، والوثائق)، واستراتيجيات جمع البيانات (ملاحظة، مقابلة، مجموعة تركيز)، وتقنيات تحليل البيانات
  •          وصف النتائج الرئيسية (مثل الموضوعات أو الاستنتاجات) المتعلقة بغرض الدراسة أو سؤال البحث
  •          الآثار المترتبة على الدراسة.

وفي بعض الحالات، قد يكون شكل الملخص المنظم للدورية أو المجلة متسق مع النماذج الوضعية والمناهج الكمية أكثر من التقاليد النوعية، ولذلك فقد تكون الترجمة ضرورية. على سبيل المثال، ما يمكن وصفه بالاكتشافات (findings) في العديد من التقاليد البحثية النوعية يمكن اعتباره نتائج (results) في الملخص.
المقدمة. وعادة ما تظهر صياغة المشكلة في المقدمة حيث تصف المسائل النظرية والعملية أو الشواغل التي تجعل الدراسة ضرورية. وينبغي أن تقدم المقدمة نظرة عامة على ما هو معروف عن المشكلة، وتسلط الضوء على الثغرات في المعرفة الحالية (بيان المشكلة)، وتحيد نطاق مشكلة البحث أو الظواهر التي تتناولها الدراسة (ما الذي سيتم تضمينه وما سيترك). يجب أن تتضمن مراجعة الأعمال النظرية والتجريبية ذات الصلة المباشرة بالمشكلة أو الظواهر التي تتم دراستها. وينبغي وصف صياغة المشكلة بطريقة توحي بالحاجة إلى نهج نوعي (على سبيل المثال، لتوضيح مركبات ضعيفة التعريف أو غير مستكشفة سابقا، لتوليد نظريات أو إنشاء التفسيرات السببية التي تربط العمليات والنتائج، لفهم الظواهر كما تحدث بشكل طبيعي ودور السياق، لاستكشاف المشاكل المعقدة جدا، للحصول على نظرة ثاقبة حول وجهات نظر المشاركين عندما تكون هذه الرؤى غير متوفرة).

يجب على المؤلفين في البحث النوعي، كما هو الحال في جميع أنواع البحوث، تضمين بيان قصد الدراسة. ويمكن صياغة هذا البيان بسؤال، غرض، أو هدف بحثي واحد أو أكثر. وكثيرا ما تستكشف الدراسات النوعية “كيف” و “لماذا” الأسئلة المتعلقة بالمشاكل الاجتماعية أو البشرية أو الظاهرة، وهي مصممة لتعزيز فهم القراء لمشكلة أو ظاهرة. ومن خلال بيان واضح للغرض من الدراسة، يضع المؤلفون توقعات القراء حول الطرق والنتائج وأقسام المناقشة في البحث.
تصميم وطرق البحث. الإبلاغ عن تصميم البحث وطرق جمع البيانات وتحليلها يسلط الضوء على العديد من السمات المميزة للبحث نوعي. تركز العديد من المعايير التي تمت مراجعتها ليس فقط على تحديد و وصف كل جوانب الطرق (على سبيل المثال، النهج، وخصائص الباحث ودوره، واستراتيجية أخذ العينات، والسياق، وجمع البيانات وتحليلها)، ولكن أيضا على تبرير كل خيار [13،14]. وهذا يضمن أن يجعل الكتّاب افتراضاتهم وقراراتهم شفافة للقراء. هذا المعيار أقل شيوعا في البحث الكمي، ربما لأن معظم الباحثين الكميين يشتركون في الافتراضات الوضعية، وعموما فهم يتفقون حول معايير الصرامة لمختلف التصاميم البحثية وطرق أخذ العينات [14]. ومثلما تشجع معايير اعداد التقارير الكمية الكتّاب على وصف كيفية تنفيذهم للطرق مثل العشوائية وصلاحية القياس، فإن عدة معايير لإعداد التقارير النوعية تنصح الكتّاب بوصف الكيفية التي تطبيق التقنيات التي يُفترض أنها مألوفة في دراستهم بدلا من مجرد ذكر هذه التقنية [10،14، 26]. فعلى سبيل المثال، غالبا ما يذكر المؤلفين أن جمع البيانات حدث حتى التشبع، من دون ذكر الكيفية التي حددوا وأدركوا بها التشبع. وبالمثل، غالبا ما يذكر الباحثين العلمية التكرارية بأدنى التفاصيل لطبيعة التكرارات. وتؤكد معايير الإبلاغ عن البحوث النوعية أهمية شرح وتفصيل هذه العمليات الهامة. وتوصي جميع المصادر الأصلية تقريبا بوصف خصائص ودور الباحث (أي الانعكاسية). غالبا ما يكوّن أعضاء الفريق البحثي علاقات مع المشاركين، كما أن العمليات التحليلية تعتبر تفسيرية جدا في معظم البحوث النوعية. ولذلك، يجب على المراجعين والقراء فهم كيف أن علاقات الباحث ووجهة نظره وافتراضاته قد أثرت على جمع البيانات و تفسيرها [15، 22، 23 ،27].
النتائج. الإبلاغ عن نتائج البحوث النوعية ينبغي أن يحدد  النتائج التحليلية الأساسية. غالبا  ما تنطوي هذه النتائج على التفسير والسياقية، والتي تمثل خروجا عن تقاليد الدراسات الكمية في الابلاغ الموضوعي عن النتائج. غالبا ما يختلف  عرض النتائج  وفقا للنهج النوعي المحدد، وطرقه؛ وبالتالي، فإن وجود قواعد صارمة للإبلاغ عن النتائج النوعية تعتبر غير مناسبة. ومع ذلك، ينبغي أن يقدم المؤلفون أدلة (أمثلة، أو اقتباسات، أو مقتطفات نصية) لإثبات النتائج التحليلية الرئيسية [20،24].
المناقشة. تشمل مناقشة النتائج النوعية عموما الروابط مع الأدبيات الموجودة و الإطار النظري أو المفاهيمي، ونطاق وحدود النتائج (قابلية النقل)، وقيود الدراسة [ 10-12، 28 ]. في بعض التقاليد النوعية، قد لا يكون هنا حدود واضحة للنتائج والمناقشة، ولذلك نوصي بأن يتضمن المؤلفون مضمون كل بند بغض النظر عن القسم الذي تظهر فيه.

النقاش

الغرض من معايير الابلاغ عن البحوث النوعية هو  تحسين جودة الإبلاغ عن الدراسات البحثية النوعية. نأمل أن تساعد هذه المعايير الكتّاب أثناء إعداد المخطوط، والمحررين والمراجعين في تقييم المخطوط للنشر، و القراء في التقييم النقدي، والتطبيق، و توليف نتائج الدراسات. ومثل المبادئ التوجيهية الأخرى، [29 – 31] نتوقع أن تتطور معايير الابلاغ عن البحوث النوعية  كلما تم تطبيقها وتقييمها من الناحية العملية. نحن نرحب بالاقتراحات والتنقيحات.
تستكشف الدراسات النوعية  الاسئلة حول الكيفية (كيف) والسبب (لماذا؟) المتعلقة بالمشاكل الاجتماعية أو البشرية أو الظواهر [10،32]. تشتمل أغراض الدراسات النوعية على فهم المعنى من منظور المشاركين (كيف يفسرون أو يفهمون حدث، موقف، أو عمل؟)؛ وفهم طبيعة و تأثير السياق المحيط بالأحداث أو الأفعال؛ توليد النظريات حول أحداث أو مواقف أو أفعال جديدة أو غير مفهومة بشكل جيد؛ وفهم العمليات التي أدت إلى النتيجة المرجوة (أو غير المرغوب فيها) [32]. العديد من المناهج المختلفة (على سبيل المثال، الاثنوغرافيا، الظواهر، تحليل  الخطاب، دراسة الحالة، النظرية المتجذرة)، والطرق (على سبيل المثال، المقابلات، ومجموعات التركيز، والملاحظة، وتحليل الوثائق) يمكن استخدامها في البحث النوعي، ولكل منها افتراضات وتقاليد خاصة [1،2]. تكمن أحد نقاط القوة في العديد من المناهج والطرق النوعية في أنها توفر فرصة للمرونة والقدرة على التكيف أثناء عملية جمع البيانات وتحليلها. لقد سعى المؤلفان للحفاظ على هذه المرونة بالتحديد العمدي للعناصر لتجنب تفضيل منهجية أو طريقة معينة على الأخريات. وعلى هذا النحو، فإن معايير الابلاغ عن البحوث النوعية سوف تدعم جميع مناهج وطرق البحث النوعي من خلال جعل التقارير أكثر وضوحا وشفافية، وفي نفس الوقت تسمح للباحثين بالمرونة في استخدام تصميم الدراسة وشكل التقارير الأنسب لدراساتهم. وقد يكون من المفيد في المستقبل تطوير توسعات لمعايير الابلاغ عن البحوث النوعية خاصة بمناهج محددة، كما حدث بخصوص المبادئ التوجيهية في البحوث الكمية [31].

القيود ونقاط القوة والحدود

لقد تعمد المؤلفين تجنب التوصيات التي تحدد الصرامة المنهجية، وبالتالي فإنه سيكون من غير المناسب استخدام معايير الابلاغ عن البحوث النوعية للحكم على نوعية طرق البحث والنتائج. العديد من المصادر الأصلية التي استمدوا منها معايير الابلاغ عن البحوث النوعية كانت موجهة كمعايير للدقة المنهجية أو التقييم النقدي وليس كمعايير للإبلاغ. ولذلك، قاموا باستخلاص المعلومات الضرورية لتقييم المعيار. لقد وجدوا أحيانا توصيات متضاربة في الأدبيات (على سبيل المثال، التوصية بتقنيات محددة مثل مضاعفة القائمين بالترميز أو التحقق من الأعضاء لإثبات المصداقية)؛ وقاموا بمعالجة هذه التوصيات المتضاربة من خلال اختيار التوصيات الأكثر شيوعا وتوافق الآراء.

وقد انتقد بعض الباحثين النوعيين القيود المفروضة على القوائم كوسيلة لتحسين الصرامة المنهجية [13]، ولكننا مع ذلك نعتقد أن قائمة مرجعية لمعايير الإبلاغ ستساعد على تعزيز الشفافية في الدراسات البحثية النوعية، وبالتالي تقدم الحقل [24،33].
وتشمل نقاط القوة في هذا العمل التجذّر في المعايير التي سبق نشرها، وتنوع الخبرات ووجهات النظر، والمراجعة النقدية من الخبراء في ثلاثة بلدان.

الآثار والتطبيق

على غرار المبادئ التوجيهية الأخرى للإبلاغ [29 – 31] يمكن اعتبار معايير الابلاغ عن البحوث النوعية كنقطة انطلاق لتحديد معايير إعداد التقارير في البحث النوعي. على الرغم من أن تجربتنا الشخصية تكمن في تعليم المهن الصحية، فإن معايير الابلاغ عن البحوث النوعية تقوم على مصادر من مختلف مجالات الرعاية الصحية وغير الصحية. لقد وضعنا معايير الابلاغ عن البحوث النوعية لتشمل عمدا مختلف النماذج والنهج والمنهجيات المستخدمة في البحث النوعي. ينبغي أن توفر التفاصيل المقدمة في الملحق الرقمي التكميلي 2 وصف وأمثلة كافية لتمكين كلا من الباحثين المبتدئين والخبراء من استخدام هذه المعايير. وهكذا، ينبغي أن تطبق معايير الابلاغ عن البحوث النوعية على نطاق واسع عبر التخصصات والمنهجيات والمواضيع والمشاركين في الدراسات، والمستخدمين.
تعكس البنود معايير الابلاغ عن البحوث النوعية  المعلومات الضرورية التي يجب إدراجها في تقرير البحثي النوعي، ولكن لا ينبغي أن ينظر إليها كفرض شكل جامد أو محتوى موحد. قد تستلزم  احتياجات الدراسة الفردية، تفضيلات المؤلف، ومتطلبات الدوريات والمجلات العلمية  تسلسل أو تنظيم مختلف عما هو مبين في الجدول (1). قد تمنع قيود عدد الكلمات في المجلات والدوريات عرض كامل لكل بند، كما أن الأهمية النسبية لبند معين سوف تختلف حسب الدراسة. وهكذا، على الرغم من أن كل  المعايير ستنعكس من الناحية المثالية  في أي تقرير معين، إلا أنه يجب أن يولي الكتّاب الأولوية لتك العناصر التي تعتبر الأكثر ملاءمة للدراسة، والنتائج، والسياق، والقراء.

لا ينبغي أن يقتصر تطبيق معايير الابلاغ عن البحوث النوعية على مرحلة الكتابة في دراسة معينة. ويمكن أن تساعد هذه المعايير الباحثين في تخطيط الدراسات النوعية وفي التوثيق الدقيق للعمليات و واتخاذ القرارات في جميع مراحل الدراسة. وبمراعاة هذه التوصيات في وقت مبكر، فمن المرجح أن يكون الباحثون قادرين أكثر على تحديد النموذج والمنهج الأنسب لأبحاثهم، وفي اختيار و استعمال الاستراتيجيات لضمان المصداقية (الموثوقية)، و الاحتفاظ بمسار الإجراءات و القرارات.
يستطيع محرري الدوريات تسهيل عملية المراجعة من خلال توفير معايير الابلاغ عن البحوث النوعية للمراجعين و تطبيقها، وبالتالي تحديد توقعات أكثر وضوحا للدراسات النوعية. على الرغم من أن التوصيات لا تعالج أو تدعو لنهج محدد، طرق بعينها، أو معايير جودة محددة، فهي تساعد المراجعين فعلا على تحديد المعلومات الناقصة في المخطوطات.
وكلما طبّق المؤلفون و المحررين معايير الابلاغ عن البحوث النوعية، فسيكون لدى القراء معلومات أكثر اكتمالا حول الدراسات، وهكذا فهي تسهل الأحكام بشأن المصداقية، والأهمية، و امكانية نقل النتائج إلى سياقهم الخاص أو الأدبيات ذات الصلة. كما سيسهل الإبلاغ الكامل دمج ذو معنى للنتائج عبر الدراسات النوعية [34]. نحن تتوقع أن تساعد هذه الشفافية، مع مرور الوقت، على تحديد الثغرات التي لم يتم تقديرها من قبل في مدى دقة وملاءمة نتائج البحوث. وعندها يمكن للباحثين، والمحررين، والتربويون العمل على معالجة هذه العيوب، وبالتالي، تعزيز الجودة الشاملة للبحث النوعي.

المراجع

[0] O’Brien, Bridget C., Ilene B. Harris, Thomas J. Beckman, Darcy A. Reed, and David A. Cook (2014). Standards for Reporting Qualitative Research: A Synthesis of Recommendations. Academic Medicine, Vol. 89, No. 9 / September 2014
[1] Lingard L, Kennedy TJ. Qualitative research in medical education. In: Swanwick T, ed.Understanding Medical Education: Evidence, Theory and Practice. Oxford, UK: WileyBlackwell; 2010:323–335.
[2] Harris IB. Qualitative methods. In: Norman GR, van der Vleuten CPM, Newble DI, eds. International Handbook of Research in Medical Education. Dordrecht, Netherlands: Kluwer Academic Publishers; 2002:45–95.
[3] Denzin N, Lincoln Y. Introduction: The discipline and practice of qualitative research. In: The Sage Handbook of Qualitative Research. 3rd ed. Thousand Oaks, Calif: Sage Publications, Inc.; 2005:1–32.
[4] Ginsburg S, Bernabeo E, Ross KM, Holmboe ES. “It depends”: Results of a qualitative study investigating how practicing internists approach professional dilemmas. Acad Med. 2012;87:1685–1693.
[5] Yardley S, Brosnan C, Richardson J, Hays R. Authentic early experience in medical education: A socio-cultural analysis identifying important variables in learning interactions within workplaces. Adv Health Sci Educ Theory Pract. 2013;18:873–891.
[6] Embuldeniya G, Veinot P, Bell E, et al. The experience and impact of chronic disease peer support interventions: A qualitative synthesis. Patient Educ Couns. 2013;92: 3–12.
[7] Pinnock H, Kendall M, Murray SA, et al. Living and dying with severe chronic obstructive pulmonary disease: Multiperspective longitudinal qualitative study. BMJ. 2011;342:d142.
[8] Brady MC, Clark AM, Dickson S, Paton G, Barbour RS. Dysarthria following stroke: The patient’s perspective on management and rehabilitation. Clin Rehabil. 2011;25:935–952.
[9] Iedema R, Allen S, Britton K, et al. Patients’and family members’ views on how clinicians enact and how they should enact incident disclosure: The “100 patient stories” qualitative study. BMJ. 2011;343:d4423.
[10] Kuper A, Reeves S, Levinson W. An introduction to reading and appraising qualitative research. BMJ. 2008;337:404–407.
[11] Giacomini M, Cook, DJ. Users’ guides to the medical literature: XXIII. Qualitative research in health care A. Are the results of the study valid? JAMA. 2000;284:357–362.
[12] Giacomini M, Cook, DJ. Users’ guides to the medical literature: XXIII. Qualitative research in health care B. What are the results and how do they help me care for my patients? JAMA. 2000;284:478–482.
[13] Barbour RS. Checklists for improving rigour in qualitative research: A case of the tail wagging the dog? BMJ. 2001;322:1115–1117.
[14] Dunt D, McKenzie R. Improving the quality of qualitative studies: Do reporting guidelines have a place? Fam Pract.2012;29:367–369.
[15] Tong A, Sainsbury P, Craig J. Consolidated criteria for reporting qualitative research (COREQ): A 32-item checklist for interviews and focus groups. Int J Qual Health Care. 2007;19:349–357.
[16] Cook DA, Bowen JL, Gerrity MS, et al.Proposed standards for medical education submissions to the Journal of General Internal Medicine. J Gen Intern Med. 2008;23:908–913.
[17] Tracy SJ. Qualitative quality: Eight “big-tent” criteria for excellent qualitative research. Qual Inq. 2010;16:837–851.
[18] Lincoln YS. Emerging criteria for quality in qualitative and interpretive research. Qual Inq. 1995;1:275–289.
[19] Mays N, Pope C. Qualitative research in health care. Assessing quality in qualitative research. BMJ. 2000;320:50–52.
[20] Burns N. Standards for qualitative research. Nurs Sci Q. 1989;2:44–52.
[21] Ryan GW. What Are Standards of Rigor for Qualitative Research? 2005. http://www.wjh.harvard.edu/nsfqual/Ryan%20Paper.pdf.Accessed April 20, 2014.
[22] Côté L, Turgeon J. Appraising qualitative research articles in medicine and medical education. Med Teach. 2005;27:71–75.
[23] Malterud K. Qualitative research: Standards, challenges, and guidelines. Lancet.2001;358:483–488.
[24] Duran RP, Eisenhart MA, Erickson FD, et al. Standards for reporting on empirical social science research in AERA publications. Educ Res. 2006;35:33–40.
[25] Newman M, Elbourne D. Improving the usability of educational research: Guidelines for the reporting of primary empirical research studies in education (The REPOSE Guidelines). Eval Res Educ. 2004;18:201–212.
[26] Kitto SC, Chesters J, Grbich C. Quality in qualitative research. Med J Aust. 2008;188:243–246.
[27] Cohen D, Crabtree B. Guidelines for designing, analyzing, and reporting qualitative research. Qualitative Research Guidelines Project, Robert Wood Johnson Foundation. 2006. http://qualres.org/HomeGuid-3868.html. Accessed April 6, 2014.
[28] Devers KJ. How will we know” good” qualitative research when we see it? Beginning the dialogue in health services research. Health Serv Res. 1999;34:1153.
[29] Elm E von, Altman DG, Egger M, Pocock SJ, Gّtzsche PC, Vandenbroucke JP. Strengthening the reporting of observational studies in epidemiology (STROBE) statement: Guidelines for reporting observational studies. BMJ. 2007;335: 806–808.
[30] Davidoff F, Batalden P, Stevens D, Ogrinc G, Mooney S; SQUIRE Development Group. Publication guidelines for quality improvement in health care: Evolution of the SQUIRE project. Qual Saf Health Care. 2008;17(suppl 1):i3–i9.
[31] Schulz KF, Altman DG, Moher D; CONSORT Group. CONSORT 2010 statement: Updated guidelines for reporting parallel group randomised trials. BMJ. 2010;340:c332.
[32] Maxwell JA. Designing a qualitative study. In: Bickman L, Bog D, eds. The SAGE Handbook of Applied Social Research Methods. 2nd ed. Sage Publications, Inc.; 2009:214–253.
[33] Meyrick J. What is good qualitative research? A first step towards a comprehensive approach to judging rigour/quality. J Health Psychol. 2006;11:799–808.
[34] Bearman M, Dawson P. Qualitative synthesis and systematic review in health professions education. Med Educ. 2013;47:252–260.

nv-author-image

فرج صوان

استاذ علم اللغة التطبيقي و اللغة الإنجليزية في جامعة طرابلس وعدد من الجامعات الليبية. حصل على الشهادة الجامعية والماجستير من ليبيا، وشهادة في تعليم اللغة الإنجليزية من جامعة سري البريطانية (Surrey)، ودرس برنامج الدكتوراه في جامعة إيسيكس ببريطانيا (Essex). نشر ثمانية كتب والعديد من المقالات والبحوث. مهتم بالملف الليبي والعربي والاسلامي بجميع جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

نقترح عليكم
يبدو أن ترجمة المفاهيم في ثقافة محددة عموما والتلميحات خصوصا…
Cresta Posts Box by CP
إظهار شريط المشاركة
إخفاء شريط المشاركة