تخطى إلى المحتوى

علم اللغة الشرعي: نظرة عامة موجزة

ملخص

يتفحص هذا الفصل إطارا وعرضا موجزا للعناصر الرئيسية لعلم اللغة الشرعي (Forensic Linguistics) يغطي مجاله وتاريخه وتطوره، واستخدام الأدلة اللغوية في الإجراءات القانونية. وعلاوة على ذلك، يستكشف هذا الفصل الأنواع النموذجية للأدلة اللغوية مثل التعرف على المؤلفين، والأسلوب القانوني، وتحليل الخطاب، والصوتيات الشرعية، والنسخ الشرعي، والاختلاف (ضمن نفس المؤلف وبين المؤلفين). بعد تقديم موجز عن المجال يبين بعض القضايا العامة، سيتم استعراض المجالات المرتبطة مباشرة بعلم اللغة الشرعي (أو اللغويات الشرعية). ولتحقيق هذه الغاية، سيتم تضمين قسم حول فحص الوثائق، وشرعية البرمجيات، والسيميائية والكشف عن الانتحال. وإلى جانب ذلك، يولي الفصل اهتمامها لبعض التطبيقات الشرعية لعلم اللغة الوصفي مثل اللغويين الشرعيين، وأنواع النصوص، والمؤلف، والتحقيق اللغوي في التأليف. ويختتم الفصل باقتراح أن يعمل المحامون واللغويون بشكل أوثق مع بعضهم البعض لصالح العدالة وأنه ليس على علماء اللغة أن يحسنوا فهمهم لقضايا القانون فقط، ولكن ينبغي على المحامين أيضًا أن يستفيدوا من تجارب علماء اللغة كمستشارين وشهود خبراء. كما يشير الفصل أيضًا إلى أن مستقبل علم اللغة الشرعي سيكون واعداً إذا عمل علماء اللغة في القضايا القانونية، وعلى اكتساب المؤهلات والمهارات المعرفة في التخصصات الأخرى ذات الصلة من أجل إعدادهم بشكل أفضل للعمل في ومع المحاكم.

1. مقدمة

علم اللغة هو الدراسة العلمية للغة كنشاط بشري، ويهتم بكل من بنية اللغة والطرق التي تعمل بها في بيئات مختلفة. هناك العديد من المجالات في علم اللغة، ومن بين أحد مجالاته المتزايد الأهمية في مجال البحوث التطبيقية هو علم اللغة الشرعي. لقد تطور هذا المجال من فهم اللغة المبني على البحث. يتضمن علم اللغة الشرعي تطبيق المعرفة العلمية على اللغة في سياق القانون الجنائي والمدني. يهتم اللغويين الشرعيين بفهم لغة القانون المكتوب، وتعقيداته وأصوله، وكذلك استخدام اللغة في الإجراءات القضائية. كما يدرسون العملية القضائية من نقطة الاعتقال، إلى التحقيق، والاتهام، ومراحل المحاكمة واصدار الحكم. على سبيل المثال، يهتم اللغويون بلغة التحقيقات التي تجريها الشرطة مع الشهود والمشتبه بهم، وبلغة المحامين والشهود في الاستجواب (AHRC, 2009).

2. لمحة تاريخية حول بحوث اللغويات الشرعية

هل اللغة مهمة حقا؟ قطعا نعم! خاصة في مجال اللغويات الشرعية (Forensic Linguistics)، لأن اللغة هي العنصر الرئيسي. لكن ما هو علم اللغة الشرعي وما هو غرضه؟ هل هو فقط حول اللغة والقانون أم أنه مرتبط بمجالات تطبيقية أخرى؟ أين يمكنك دراسته؟ ما هي الحالات الشهيرة التي استخدمت هذا العلم الخاص؟ هذه القسم سوف يجيب على هذه الأسئلة وغيرها.

أحد الأهداف الرئيسية لعلم اللغة الشرعي هو توفير تحليل دقيق ومنهجي للغة. يمكن استخدام نتائج هذا التحليل من قبل العديد من المهنيين المختلفين. على سبيل المثال، يمكن لضباط الشرطة استخدام هذه الدلائل ليس فقط للتحقيق مع الشهود والمشتبه بهم بفعالية أكثر، ولكن أيضًا في حل الجرائم بموثوقية أكثر. يمكن للمحامين والقضاة وأعضاء هيئة المحلفين استخدام هذه التحليلات للمساعدة في تقييم أسئلة الذنب والبراءة بشكل عادل أكثر. ويمكن للمترجمين والمترجمين الفوريين استخدام هذا البحث للتواصل بدقة أكبر. إن علم اللغة الشرعي يخدم العدالة ويساعد الناس على اكتشاف الحقيقة عند ارتكاب الجرائم.

منذ أكثر من أربعين عامًا، أظهر الخبير اللغوي جان سارفارتفيك (Jan Svartvik) مدى فائدة اللغويات الشرعية بشكل كبير، حيث شمل تحليله نسخة من مقابلة للشرطة مع تيموثي إيفانز(Timothy Evans)[1]، وهو رجل أدين بتهمة قتل زوجته وابنته الرضيعة في عام 1949. أظهر سفارتفيك أن أجزاء من النص اختلفت بشكل كبير في أسلوبها النحوي عندما قارنها بباقي المقابلة المسجلة. على أساس هذا البحث وحقائق أخرى، قضت المحاكم بأن إيفانز قد اتهم خطأً. وللأسف، تم إعدام إيفانز بالفعل في عام 1950. ومع ذلك، وبفضل عمل سفارتفيك، بعد مرور 16 عامًا، تم العفو عنه رسميًا وتمت تبرئة اسمه. تعتبر أعمال سفارتفيك اليوم واحدة من أولى الحالات الرئيسية التي استخدم فيها علم اللغة الشرعي لتحقيق العدالة في محكمة قانونية. اليوم، يعد علم اللغة الشرعي مجالًا مستقلاً للدراسة معترف به دوليًا[2].

 الأهم من ذلك، لا يتم استخدام علم اللغويات فقط لإيجاد المذنبين، ولكن أيضا لحماية الأبرياء. يتضمن أحد الأمثلة الممتازة عن كيفية القيام بذلك نص مكتوب خاص وثابت يسمى ‘تحذيرات ميراندا’ (Miranda Warnings)[3]. إن معظم من شاهد عرضًا لجريمة يكون على دراية بالمشهد الذي تخبر فيه الشرطة شخصًا يضعونه رهن الاعتقال بعبارة: ‘لديك الحق في التزام الصمت. يمكن استخدام أي شيء تقوله ضدك […]’[4].  تعتبر الكلمات في هذا النص مهمة جدا لأنها تبلغ الناس بحقوقهم وحمايتهم بموجب القانون.

حقيقة أن شخصًا ما تم اعتقاله لا يعني بالضرورة أنه مذنب؛ وحتى عندما يرتكب شخص مشتبه به جريمة ما، فإن الشرطة لا تزال ملزمة قانونا بالتأكد من احترام قوانين البلد وحمايتها. وللمساعدة على ضمان احترام هذه اللوائح والإجراءات بشكل دائم، يلزم الشرطة في العديد من البلدان قراءة النص الرسمي. في الولايات المتحدة، يسمى هذا النص ‘تحذيرات ميراندا’. يمكن لعلماء علم اللغة الشرعي المتخصصين في تحليل ‘حقوق ميراندا’ أن يبيّنوا كيف يمكن للاختلافات في كيفية قراءة النص أن تغير الطريقة التي يتم بها فهمه. وقد يبحثون أيضًا في كيفية تغيير نصوص النية القانونية الأصلية.

وينقسم علم اللغة الشرعي في الوقت الحاضر إلى قسمين رئيسيين بهما العديد من التخصصات الفرعية المختلفة.

  • اللغة المكتوبة: على سبيل المثال ، اللغة المستخدمة في القانون الإقليمي والوطني والدولي، اليوم وفي الماضي؛ نسخ مقابلات الشرطة مع الشهود والمشتبه بهم؛ الرسائل الإجرامية المستخدمة في حالات التهديد الإرهابي، والانتحار، والاختطاف، والابتزاز، وما إلى ذلك؛ ترجمة الوثائق القانونية من لغة إلى أخرى؛ فحص المواد النصية للإجابة على أسئلة حول من قد يكون المؤلف أو لا يكون. يمكن أن تكون اللغة المكتوبة التي يفحصها اللغويون الشرعيون بأشكال مختلفة تشمل الرسائل الهاتفية، ملاحظات، رسائل مكتوبة بخط اليد، منشورات في وسائل التواصل الاجتماعي، إلخ.
  • اللغة المحكية: اللغة التي يستخدمها المترجمون الشفويون خلال المقابلات الرسمية للشهود والمشتبه فيهم والضحايا؛ اللغة المستخدمة من قبل المجرمين أو الضحايا خلال جريمة. التركيز في هذا المجال ليس ببساطة على ما قيل ، ولكن كيف قيل.

ينظر اللغويون الذين يبحثون في اللغة المكتوبة في ميزات مثل التهجئة، وبناء الجملة، واختيار الكلمات، وعلامات الترقيم، إلخ. أما اللغويون الذين يدرسون اللغة المحكية فيركزون في المقام الأول على اللكنة، واللهجة، والنطق، ونبرة الصوت، وسرعة وإيقاع الكلام، وما إلى ذلك.

وكما يوحي الاسم، فإن معظم الخبراء الذين يعملون في علم اللغة الشرعي لديهم شهادة في علم اللغة. ومع ذلك، فإن العديد من اللغويين الشرعيين لديهم أيضًا شهادة أو تدريب متقدم في مجالات أكاديمية أخرى مثل القانون وعلم النفس وعلم الاجتماع والعلوم الحاسوبية وعلم الإجرام.

هناك العديد من الحالات الشهيرة التي تضمنت تحليل اللغة بواسطة علم اللغة الشرعي. وقد تعاملت هذه الحالات مع رسائل الانتحار التي كتبها فنانين مشهورين مثل كورت كوبين (Kurt Cobain)[5]. مذكرات فدية مرتبطة بتشارلز ليندبيرغ (Charles Lindbergh)[6]، الطيار الأول الذي تمكن من عبور المحيط الأطلسي من نيويورك إلى باريس، والذي اختطف ابنه وعثر عليه ميتا في الفناء الخلفي لمنزل عائلة ليندبيرغ. اكتشفت مذكرة اختطاف بعد اختفاء جون بينت رامزي (JonBenét Ramsey)[7]، ملكة جمال الأطفال التي أفادت بأنها مفقودة من قبل أسرتها، وتم العثور عليها بعد ذلك ميتة في قبو العائلة.

لم تشمل جميع الحالات التي عمل فيها علماء اللغة الشرعيين جرائم عنيفة. هناك أيضًا العديد من النزاعات القانونية حول العلامة التجارية، أشهرها الدعوى القضائية التي رفعتها شركة أبل بيتلز ضد شركة أبل لستيفن جوبز، النوع الشائع الآخر من الجرائم اللاعنفية التي قد يقدم فيها علماء اللغة الشرعيين دليلاً مفيدًا تتضمن الجدل حول من كتب نصًا مثل قصيدة، قصة قصيرة، أو رواية. هذه الحالات تنطوي على مسألة الانتحال أو السرقة الأدبية. عندما يكون من غير الواضح من الذي كتب نصًا ما، يمكن للغوي الشرعي تحليل عينات اللغة من مؤلفين متعددين ثم تحديد لغة المؤلف التي تتطابق مع النص المتنازع عليه أكثر من غيره. القطعتين الأدبيتين المشهورتين اللتان استخدمت معهما هذه التقنية هما هاري بوتر (J.K. Rowling’s Harry Potter)[8] وشفرة دافنشي (The Da Vinci Code)[9].

وكما أسلفنا فإن مصطلح “اللغويات الشرعية” تم استخدامه لأول مرة من قبل أستاذ اللغويات جان سفارتفيك (Jan Svartvik, 1968) في كتابه ‘بيانات إيفانز: حجة لعلم اللغة الشرعي’ (The Evans Statements: A Case for Forensic Linguistics). في الثمانينيات ، ناقش علماء اللغة الأستراليون تطبيق علم اللغة وعلم اللغة الاجتماعي في القضايا القانونية. اكتشفوا أن عبارة مثل ‘نفس اللغة’ مفتوحة للتأويل. نظم مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالي الألماني مؤتمراً استمر يومين في علم اللغة الشرعي في عام 1988. كما عُقدت أول ندوة بريطانية حول اللغويات الشرعية في جامعة برمنجهام في عام 1992 وحضرها مندوبون من أستراليا والبرازيل وإيرلندا، وهولندا، واليونان، وأوكرانيا، وألمانيا، بالإضافة إلى المملكة المتحدة. وعلاوة على ذلك، تم تأسيس أول برنامج ماجستير في علم اللغة الشرعي في جامعة كارديف (Cardiff University) في عام 1999 وأُنشأ مركز علوم اللغة الشرعي في جامعة أستون (Aston University) في برمنغهام للتعامل مع الطلب المتزايد على مهارات اللغويات الشرعية في عام 2008 (Jie Gao, 2010).

اللغويات الشرعية هي واحدة من أسرع المجالات نموا في علم اللغة التطبيقي. إن صلتها بممارسات القانون والعدالة تجعلها مجالًا علميا مهمًا جدًا ومثيرًا للاهتمام. إن تنوع التخصصات وإمكانيات البحث بالإضافة إلى علاقته بالتخصصات المرتبطة مثل علم اللغة الاجتماعي وعلم النفس والبراغماتية وعلم الاجتماع والقانون يجذب الانتباه ويزيد من شعبية علم اللغة الشرعي بين العلماء والممارسين الشباب.

3. استخدام الأدلة اللغوية في الإجراءات القانونية

تتمتع مجالات التطبيق التالية بدرجات متفاوتة من الموثوقية داخل المجال. قدم علماء اللغة أدلة حول (AHRC, 2009):

  • التعرف على المؤلف: إن تحديد ما إذا كان شخص ما قد قال أو كتب شيئًا ما يعتمد على تحليل لهجته، أو أنماط معينة من استخدامه للغة (المفردات، تنظيم ورصف الكلمات، النطق، التهجئة، القواعد).
  • علم الأسلوب الشرعي (Forensic stylistics): يخضع هذا التخصص المواد المكتوبة أو المنطوقة (أو كليهما) للتحليل العلمي لتحديد وقياس المحتوى، والمعنى، تحديد المتكلم، أو تحديد المؤلف الحقيقي للتعرف على الانتحال أو السرقات الأدبية.
  • تحليل الخطاب: يتناول تحليل الخطاب تحليل الاستخدام المكتوب أو الشفوي أو استخدام لغة الإشارة أو أي حدث سيميائي مهم.
  • علم اللهجات اللغوي: يشير هذا إلى دراسة اللهجات بطريقة منهجية تعتمد على المعلومات الأنثروبولوجية، حيث أن إجراء دراسات منهجية على اللهجات أصبح أكثر أهمية، وخاصة في اللغة الإنجليزية.
  • علم الصوتيات الشرعي: يتعامل العالم الشرعي بالصوتيات مع إنتاج نسخ مكتوبة دقيقة لما تم قوله. يمكن أن تكشف النسخ المكتوبة عن معلومات حول الخلفية الاجتماعية والجهوية للمتحدث. يمكن أن يحدد علم الصوتيات الشرعي أوجه التشابه بين المتحدثين في تسجيلين منفصلين أو أكثر (John Olsson, 2007).
  • النسخ الشرعي: النوعان الرئيسيان من النسخ هما الوثائق المكتوبة وتسجيلات الفيديو والصوت. يعد النسخ النصي الموثوق مهمًا لأن النص هو البيانات التي ستصبح الدليل المتاح.
  • الاختلاف: الاختلافات ضمن نفس المؤلف هي الطرق التي تختلف بها نصوص المؤلف الواحد عن بعضها البعض. أما الاختلافات بين المؤلفين هي الطرق التي تختلف بها كتابة مؤلفين مختلفين. لا يختلف نصان لمؤلف واحد بالضرورة أقل من نصوص لمؤلفين مختلفين.

4. التطبيقات الشرعية لعلم اللغة الوصفي

  • علماء اللغة الشرعيين: يتم استدعاء علماء اللغة الشرعيين بشكل متكرر لمساعدة المحكمة في الإجابة عن سؤال أو سؤالين: ما ‘يقوله’ نص ما، ومن هو مؤلفه؟ وفي الإجابة على هذه الأسئلة، يعتمد علماء اللغة على المعرفة والتقنيات المستمدة من واحد أو أكثر من المجالات الفرعية لعلم اللغة الوصفي: علم الصوتيات، علم الأصوات، علم بناء الجمل، علم الدلالة، البراغماتية، تحليل الخطاب والنص (Malcolm Coulthard, 1997).
  • النص: بالنسبة لعالم الصوتيات، هذه مسألة فك تشفير الكلمات والعبارات من تسجيلات الأشرطة، حيث أنه عندما يكون التسجيل ضعيف الجودة، فقد يسمع غير الخبير شيئًا واحدًا، في حين أن الخبير ذو الأذن المدربة ومساعدة الأجهزة والبرامج المتطورة قد يدرك شيئًا ما مختلف تماما. كما أن عالم اللغة الشرعي لا يهتم بفك رموز الكلمات، ولكن بتفسيرها (Malcolm Coulthard, 1997).
  • التحقيق اللغوي في التأليف: يمكن لعالم اللغة أيضًا أن يتعامل مع مشكلة التأليف المشكوك فيها بالموقف النظري الذي يقول أن لدى كل متحدث أصلي نسخته الخاصة والفريدة من اللغة التي يتكلمها ويكتبها، ولهجته الفردية الخاصة به، والافتراض القائل أن هذا اللجة الفردية سوف تتجلى من خلال اختيارات فردية مميزة في النصوص (Halliday 1964).

5. المجالات المتعلقة بعلم اللغة الشرعي

  • فحص الوثائق: التداخل الموجود بين اللغويات وفحص الوثائق يوفر تغطية مزدوجة مفيدة لصانعي الأسلوب في علامات الترقيم، والهجاء، والاختصار، والتواريخ. يعتمد فحص الوثائق المشكوك فيها على الدراسة العلمية للدليل المادي للوثيقة (Gerald R. MacMenamin, 2002).
  • البرمجيات الشرعية: آخر تطور مثير للاهتمام وحديث في تحديد المؤلف الشرعي هو تطبيق التحليل الأسلوبي على برمجة الحاسوب. يستخدم أستاذ الحاسوب الذي يشتبه بالسرقة الأدبية تطبيقا برمجيًا للتعرف على سلسلة مشابهة من التعليمات البرمجية يشتبه بها في مهام واجبات البرمجة (Gerald R. MacMenamin, 2002).
  • السيميائية: وهي دراسة تكوين المعنى. وهذا يشمل دراسة عمليات العلامات والإشارة، والتسمية، والتشابه، والتشبيه، والاستعارة، والرمزية، والدلالة، والتواصل (Gerald R. MacMenamin, 2002).
  • كشف الانتحال والسرقات الأدبية: لقد سهّل الاستخدام الواسع لأجهزة الحاسوب وظهور الإنترنت سرقة أعمال الآخرين. يمكن العثور على السرقات الأدبية في أي حقل تقريبًا، بما في ذلك الأوراق العلمية والتصميمات الفنية، وشفرات البرمجة. يمكن الكشف عن الانتحال إما يدويا أو بمساعدة البرامج (Gerald R. MacMenamin, 2002).
  • تفاعل علماء اللغة والقانونيين: سنحاول في هذا القسم إظهار بعض المشكلات التي يتعامل معها علماء اللغة عند التعامل مع النظام القانوني. يرى علماء اللغة الآن أنه من الضروري لكل من علماء اللغة والمهنيين القانونيين أن يعملوا نحو فهم أفضل لوجهات نظرهم. إذا ادعى علماء اللغة أن المحامين يجهلون علم اللغة، فالأمر متروك للغويين لضمان عدم استمرار هذا الوضع. وبالمثل يمكن للمحامين أن يزعموا أيضا أن علماء اللغة جاهلون بالقانون، ومن المؤكد أن الأمر متروك للغويين لضمان معالجة هذه الثغرة في معارفهم كمسألة ذات أولوية. وسيكون من المهم أيضًا بالنسبة لعلماء اللغة، في عصر المحاكم الدولية، فهم ممارسات الخطاب في القانون الدولي، والتعرف على عادات وأعراف النظم القانونية في البلدان الأخرى. من المرجح في المستقبل أن يكون لدى الأعداد المتزايدة من أولئك الذين يسعون لدخول مجال اللغويات الشرعية مؤهلات إضافية في مجالات مثل القانون، ولتحقيق فهم أكبر للتقنيات والطرق والعروض العلمية.

6. الخلاصة

أصبح العلم مهماً بشكل متزايد فيما يتعلق بالقانون، كما أن علم اللغة الشرعي هو أحد المجالات التي يؤدي فيها البحث إلى تقدم متزايد في حل الجرائم (AHRC, 2009). لقد استكشف في هذا الفصل تخصص علم اللغة الشرعي واستخدام الأدلة اللغوية في الإجراءات القانونية. كما قدمنا لمحة عن التطبيقات الشرعية لعلم اللغة الوصفي والمجالات المتعلقة باللغويات الشرعية، واختتمنا الفصل بتفاعل اللغويين والمحامين. ويخلص الفصل إلى اقتراح عمل القانونيين واللغويين بشكل وثيق مع بعضهم البعض لصالح العدالة.


[1]  https://en.wikipedia.org/wiki/Timothy_Evans

[2] Coulthard, Malcolm and Alison Johnson (2010): An Introduction to Forensic Linguistics: Language in Evidence. London and New York: Routledge, p. 5.

[3]  Coulthard, Malcolm and Alison Johnson (2010): An Introduction to Forensic Linguistics: Language in Evidence. London and New York: Routledge, p. 7.

[4] http://www.mirandawarning.org

[5] http://www.dailymail.co.uk/tvshowbiz/article-3271385/VIDEO-EXCLUSIVE-Experts-examining-Kurt-Cobain-s-suicide-note-suggest-murdered-dramatic-teaser-new-documentary-Soaked-Bleach.html#v-4915045802672603568

[6] https://www.fbi.gov/history/famous-cases/lindbergh-kidnapping

[7] https://youtu.be/kBUQO2u-eD4

[8] https://www.theguardian.com/books/2000/mar/17/news

[9] Olsson, John (2009): Word Crime: Solving Crime Through Forensic Linguistics. London and New York: Continuum International Publishing Group, pp. 22-34

nv-author-image

فرج صوان

استاذ علم اللغة التطبيقي و اللغة الإنجليزية في جامعة طرابلس وعدد من الجامعات الليبية. حصل على الشهادة الجامعية والماجستير من ليبيا، وشهادة في تعليم اللغة الإنجليزية من جامعة سري البريطانية (Surrey)، ودرس برنامج الدكتوراه في جامعة إيسيكس ببريطانيا (Essex). نشر ثمانية كتب والعديد من المقالات والبحوث. مهتم بالملف الليبي والعربي والاسلامي بجميع جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

الوسوم:
نقترح عليكم
 مقدمة يهتم هذا الفصل أساسًا بالبحث الذي تم إجراؤه للتحقيق…
Cresta Posts Box by CP
إظهار شريط المشاركة
إخفاء شريط المشاركة