تخطى إلى المحتوى

المشاكل التي يواجهها الباحثين في ليبيا

يواجه الباحثون في ليبيا، وخاصة أولئك الذين يقومون بالبحوث التجريبية، العديد من المشاكل. تتمثل بعض المشاكل الهامة فيما يلي:

1. عدم وجود التدريب العلمي في مناهج البحث يشكل عائقا كبيرا للباحثين في بلدنا. هناك قلة من الباحثين المختصين. كثير من الباحثين يقفزون في الظلام بدون معرفة طرق البحث. معظم الأعمال التي تسمى بحوثًا ليست سليمة منهجيا. البحث بالنسبة لكثير من الباحثين وحتى مشرفيهم، هو في الغالب وظيفة قص ولصق دون أي تبصر أو جهد مبذول على المواد التي يتم جمعها. النتيجة واضحة في نتائج البحوث، وهي في كثير من الأحيان، لا تعكس الحقيقة أو الواقع. وبالتالي، فإن الدراسة المنظمة لمناهج البحث هي ضرورة ملحة. قبل الشروع في المشاريع البحثية، ينبغي أن يكون الباحث مجهز تجهيزا جيدا وعلى دراية بجميع الجوانب المنهجية. ولذلك، ينبغي بذل الجهود لتوفير دورات مكثفة قصيرة لتلبية هذا المطلب وسد العجز.

‎ 2. هناك تفاعل غير كافي بين أقسام الجامعات من جهة ورجال الأعمال والمؤسسات والدوائر الحكومية والمؤسسات البحثية من جهة أخرى. هناك قدر كبير من البيانات الأولية ذات الطبيعة غير السرية تبقى بمنأى أو دون معالجة من قبل الباحثين لعدم توفر الاتصالات المناسبة. وينبغي بذل الجهود لتطوير الاتصالات المرضية بين جميع الأطراف المعنية لكي نتحصل على بحوث واقعية أكثر. هناك حاجة لتطوير بعض الآليات في الجامعة، وصناعة برنامج تفاعلي بحيث يتمكن الأكاديميين من الحصول على أفكار من الممارسين حول ما يحتاج إلى البحث ولكي يمكن أيضا للممارسين تطبيق الأبحاث التي أجريت من قبل الأكاديميين.

3. معظم وحدات الأعمال في ليبيا ليس لديها ثقة بأن المواد التي يقدمونها للباحثين لن يساء استخدامها ولذلك غالبا ما يكونوا مترددين في توفير المعلومات اللازمة للباحثين. يبدو أن مفهوم السرية يعتبر مقدسا لمنظمات الأعمال في البلاد لدرجة أنها بنت حاجزا كاتما بينها وبين الباحثين. وبالتالي، هناك ضرورة لتوليد الثقة بأن المعلومات أو البيانات التي يتم الحصول عليها من أي وحدة أعمال لن يتم إساءة استخدامها.

 ‎4. تجري البحوث والدراسات المتداخلة مع بعضها البعض في كثير من الأحيان لعدم وجود معلومات كافية. وهذا يؤدي إلى الازدواجية وضياع الموارد. يمكن حل هذه المشكلة عن طريق التجميع السليم والمراجعة، على فترات منتظمة، لقائمة الموضوعات والأماكن التي تجرى فيها الأبحاث. وينبغي الاهتمام  بتحديد المشاكل البحثية في مختلف تخصصات العلوم التطبيقية التي تشكل مصدر قلق آني للصناعات.

5. لا وجود لشفرة مدونة للسلوك يتبعها الباحثين، وكذلك يوجد تنافس فيما بين الجامعات والأقسام أيضا. وبالتالي، هناك حاجة لوضع مدونة لقواعد السلوك للباحثين والتي، إذا ما تم الالتزام بها بإخلاص، ستمكننا من التغلب على هذه المشكلة.

‎6. كما يواجه العديد من الباحثين في بلادنا صعوبة السكرتارية الكافية وفي الوقت المناسب، بما في ذلك المساعدين الذين يشتغلون على الحاسوب. هذا يسبب تأخير لا لزوم له في إنجاز البحوث والدراسات. يجب بذل كل الجهود الممكنة في هذا الاتجاه بحيث يتم توفير السكرتارية الفعالة وإتاحتها للباحثين وبشكل جيد في الوقت المناسب. يجب على لجنة المنح الجامعية الاضطلاع بدور نشط في حل هذه الصعوبات.

7. إدارة المكتبات عملها غير مرضي في العديد من الأماكن، حيث يضيع الكثير من وقت وطاقة الباحثين في البحث عن الكتب والمجلات والتقارير وغيرها، إن وجدت، وليس في البحث عن المواد ذات الصلة الموجودة فيها.

8. هناك أيضا مشكلة أن العديد من مكتباتنا ليست قادرة على الحصول على نسخ من الأعمال / القوانين والتقارير القديمة والجديدة والمطبوعات الحكومية الأخرى في الوقت المناسب. ويُشعر بهذه المشكلة أكثر في المكتبات التي تكون في أماكن بعيدة عن طرابلس / أو مراكز المدن. وبالتالي، ينبغي بذل الجهود من أجل الإمداد المنتظم والسريع لجميع المطبوعات الحكومية حتى تصل إلى مكتباتنا.

9. هناك أيضا صعوبة وشح في توافر البيانات المنشورة من مختلف الجهات الحكومية وغيرها التي تقوم بهذا العمل في بلدنا. يواجه الباحث أيضا المشكلة التي تسببها حقيقة أن البيانات المنشورة تختلف بشكل كبير جدا بسبب الاختلافات في التغطية من قبل الوكالات المتعلقة.

10. قد يكون هناك في بعض الأحيان، مشكلة المفاهيم، وكذلك المشاكل المتعلقة بعملية جمع البيانات وما يتعلق بها.

nv-author-image

فرج صوان

استاذ علم اللغة التطبيقي و اللغة الإنجليزية في جامعة طرابلس وعدد من الجامعات الليبية. حصل على الشهادة الجامعية والماجستير من ليبيا، وشهادة في تعليم اللغة الإنجليزية من جامعة سري البريطانية (Surrey)، ودرس برنامج الدكتوراه في جامعة إيسيكس ببريطانيا (Essex). نشر ثمانية كتب والعديد من المقالات والبحوث. مهتم بالملف الليبي والعربي والاسلامي بجميع جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

نقترح عليكم
يمكن أن تكون الترجمة أساسا للدراسات الإنسانية عندما ينظر إليها…
Cresta Posts Box by CP
إظهار شريط المشاركة
إخفاء شريط المشاركة