استيقظت باكرا، وغسلت وافطرت وغيرت ملابسي وقلت إلى أين؟
هناك خيارات!
ولما كان هذا، فكرت ثم اخترت فخرجت .. وقفت بجانب الطريق تحت شجرة!
جاء الأحباب من أصحابي وقالوا إلى أين؟
صرنا جماعة ولابد من التقرير بالشورى قبل الانطلاق.
فتناقشنا، وإثر ذلك قررنا ..
لقد قررنا الذهاب إلى الحديقة!
وفي الطريق إليها وجدنا الأطفال حفاةٌ وعراة يلعبون على الاسفلت!!
فقال أحدنا: إلى أين؟
رد عليه آخر: إلى الحديقة كما اتفقنا، أليس كذلك؟
فأجابه فورا: أبعد ما رأيت تسأل عن الحديقة!
فرد عليه مطأطأ الرأس إن لم تذهبوا إلى الحديقة، فسأترككم وأذهب!
رد عليه أكبرنا: لقد أتتني فكرة مذهلة؟!
فقال صغيرنا: ماهي يا ترى؟
وهنا عاد صديقنا الرافض من طريقه، وأجاب أكبرنا: سنذهب إلى جهنم!!!
اندهش الجميع معارضين.
وبعد أن شرح أكبرنا فكرته، وافق الجميع فسرنا في طريقنا إليها.
وفي الطريق وجدنا العجب!
لقد وجدنا الأطفال مرتدين الحرير ويلعبون على المراجيح ويأكلون ‘الدوبلا‘ و‘الكندر‘، ويمرحون في مرح دائم.
بعدما اجتزنا الأطفال، وجدنا ساحة، ويا لها من ساحة، فقد زينت بأبهى وأحلى صور الجمال الطبيعي. كان يلتف حولها الأشجار ومسيجة بالأزهار التي تخترقها الورود الحمراء والوردية وتخللها مقاعد وطاولات يجلس عليها فتية وفتيات يقول الناظر إليهم أنهم ملائكة، ولكنهم ليسوا كذلك لأنهم ذكور وإناث ولو أن الناظر إليهم لا يعرف الصبي من الصبية أحيانا من شدة جمالهم!
لقد كانوا تائهين في محيط من حلاوة الجو الطبيعي والرومانسي الجميل مما جعلهم هكذا!
عموما، بعدما اخترقنا هذه الساحة مشدوهين، لاحظنا أن أصغرنا قد بقى في تلك الساحة معهم.
تركناه لأننا كنا مصممين على المسير إلى جهنم؟!
قال أحدنا، والآن بعد أن أصبحنا ثلاثة يجب أن نواصل حتى النهاية. فتكاتفنا وسرنا في نسق واحد. بعد مسيرنا خطوات رأينا في الجهة المقابلة من الطريق حشد من البشر. قررنا قطع الطريق إليهم، وأثناء قطعنا للطريق سقط أحدنا إثر اصطدامه بسيارة، فداسته شاحنة أتت عليه!
تركناه مكانه وذهبنا إلى مقصدنا، وعند وصولنا إلى الزحمة وجدنا بابا مكتوب عليه جهنم! فضحك صاحبي وقال: لقد وصلنا إلى مكاننا، فهيا بنا ندخل!
وعند محاولتنا الدخول منعنا أحد الحراس، فحاول صاحبي الدخول عنوة، فأرداه الحارس أرضا ودمه يسيل من عنقه! لم أعر اهتمام له، وحاولت الدخول من الباب الخلفي لجهنم، لكني وجدت حرسا لم أرى مثلهم قط، ومنعوني من الدخول، فعدت أدراجي قاصدًا الحديقة!