تخطى إلى المحتوى

البحث الببليوجرافي

مقدمة

يبدو أن “المعلومات” موجودة في كل مكان هذه الأيام. الكتب الجديدة تملأ المكتبات. هناك أعداد كبيرة من المجلات الجديدة تملأ الرفوف بالعناوين المألوفة القديمة – ثم إن هناك الويب، فعدد المواقع المفيدة (وغير المفيدة، ولكن ربما مسلية) على شبكة الإنترنت غير محدود ولانهائي.
نحن جميعا بحاجة، كل يوم، للعثور على إجابات لأسئلة أو حلول لمشاكل. قد يكون الحل سهلا مثل العثور على دليل الهاتف، ولكن غالبًا ما ستتطلب إجاباتنا المزيد من العمل. سنحتاج في كثير من الأحيان إلى جمع المعلومات وتحليلها وتقييمها، وتنظمها بطريقة تجعلها مفيدة لنا، ومن ثم دمجها في مشروع في المدرسة، في العمل، أو في المنزل.

كيف يمكن أن نجد ما يلي؟
·         مصادر
·         الأدوات والموارد
·         المساعدة الفنية المدربة
·         مجموعات منظمة من البيانات
·         الوصول إلى التكنولوجيا ووصلات الاتصالات السلكية واللاسلكية
·         المكتبات وعالم المعلومات

توفر المكتبات للباحثين المعلومات التي يريدونها بأساليب مدروسة منظمة. لا تزال المكتبات هي المكان الذي يتم فيه جمع المعلومات والبيانات بصيغ متنوعة (مطبوعة، رقمية، مسموعة، فيديو) معا بحيث يتمكن الناس من فرزها والعثور على العناصر المحددة أو المعرفة التي يبحثون عنها. حتى عندما يتعلق الأمر بالمعلومات على شبكة الإنترنت، فنجد أن المكتبات قد بدأت بتطوير القوائم المفيدة لأفضل المواقع.
لقد كانت المكتبة مخزن للمعلومات المسجلة منذ ظهور الكتابة. لقد تغير دور المكتبة قليلا منذ أن ضمت الألواح الطينية الأولى. بعدئذ، كما هو الحال الآن، أصبح لديها ثلاث وظائف رئيسية: الجمع والتنظيم وجعل ما تم ترتيبه كمجموعات متاحا ومتوفرا للكل. لقد قال أحدهم ذات مرة أن مهمة المكتبة تتمثل في جمع كل السجلات البيانية البشرية. بالتأكيد أن كتّاب السلسلة الشهيرة ستار تريك شعروا بهذا (فكل مركبة فضائية مستقبلية لديها مكتبة محوسبة لجميع المعلومات المعروفة، وليس فقط في الأرض). حتى في عالم التكنولوجيا العالية اليوم، فإن مثل هذا الهدف سيفوق قدرات أي مكتبة. ومع ذلك، فإن المكتبات تجمع وتوفر كميات كبيرة من المعلومات المنظمة، وكذلك تقوم المكتبات بإتاحة الوصول المنظم لأحدث أنواع المعلومات الإلكترونية.
وبالطبع يذهب الناس إلى المكتبات لعدد من الأسباب الإضافية (نسخ شيء ما، لقراءة جريدة اليوم، للاسترخاء واستكشاف الكتب الجديدة، أو لمجرد لقاء الأصدقاء). وفي المكتبات أيضًا يستخدم طلاب الجامعات أالأشياء المحجوزة لانجاز المهام المطلوبة في فصولهم ويجدون لأنفسهم مكانا مخصص لدعم جهود الدراسة المركزة.


كيفية تنظيم المكتبة

الأخبار الجيدة هي أن جميع المكتبات منظمة بنفس الطريقة تقريبًا. من الواضح أن العمل في مكتبة الجامعة مع أكثر من ثمانية ملايين كتاب يختلف كثيرا عن العمل في مكتبة مدرسة تحتوي عل 100 ألف كتاب، أو مكتبة عامة يوجد بها 45 ألف كتاب فقط. ولكن المكتبات في كل مكان تستخدم النهج الأساسي نفسه لعالم المعلومات.
تجمع المكتبات أنواع متعددة من مصادر المعلومات:
·         الكتب
·         الكتب المرجعية
·         الصحف والمجلات
·         الصحف والمجلات على الانترنت
·         أشرطة الفيديو
·         الأشرطة المسموعة
·         برامج الكمبيوتر
·         قواعد البيانات على الانترنت
·         مجموعات من الأشياء بما في ذلك النماذج والعينات
·         مجموعة متنوعة من الأشياء
تستخدم المكتبات عدة طرق لتنظيمي وترتيب المواد والموارد:
·         ترتيب حسب الموضوع (الكتب، والكتب المرجعية)
·         الترتيب الأبجدي (الصحف والمجلات)
·         ترتيب بالأرقام على التوالي (مجموعات صغيرة خاصة)
·         العثور على القوائم (قوائم أفضل مواقع الويب)
تنشئ المكتبات أو تحصل على أو تشتري أدوات البحث أو أدوات الوصول:
·         الكتالوجات على شبكة الإنترنت أو كتالوج البطاقات القديم بما في ذلك الكتب، والكتب المرجعية والفيديو والتسجيلات الصوتية
·         فهارس الصحف والمجلات المطبوعة
·         فهارس الصحف والمجلات على الانترنت
·         الفهرسة الإلكترونية وأدوات الاستخلاص (استخراج المعلومات) من قواعد البيانات
لقد كانت معظم المعلومات في المكتبات قبل بضع سنوات منشورة في شكل مطبوع. وبعبارة أخرى، كانت المكتبات تحتوي على الكتب والمجلات والدوريات والصحف والأنواع الأخرى من المعلومات المطبوعة على الورق. أما اليوم، فإن المعلومات متوفرة على هيئة عدة أشكال. لقد تم تصميم المكتبات اليوم لتوفير الوصول ليس للمعلومات المخزنة داخل جدران المكتبة الأربعة فقط، ولكن الأساسيات لا تزال كما هي: الجمع والتنظيم وأدوات الوصول. هذا هو السبب الذي يجعل المكتبات مهمة للشخص الذي يحتاج إلى المعلومات.

ولكن ماذا يعني حقا استخدام المكتبة؟
لا يوجد “حل سحري” لمعظم الأبحاث عن المعلومات. سوف يكون على كل مستخدم اتباع خطوات عملية تنطوي على:
·         تحديد المعلومات المطلوبة
·         تحديد أفضل مكتبة مجهزة لتوفير ذلك
·         تحديد أفضل نوع من المصادر (مجلة حالية، كتاب مرجعي، كتاب، قاعدة بيانات أو موقع على شبكة الإنترنت)
·         تحديد أفضل وسيلة للوصول أو الأدوات التي ستستخدم لتحديد مصدر معين
·         فحص البيانات والمعلومات التي تم العثور عليها
·         تكرار خطوات العملية حتى يتم الحصول على ما يكفي من المعلومات المطلوبة
معظم مستخدمي المكتبة مبتدئين (مستخدمي المكتبة العرضيين الذين يفتقرون إلى الخبرة والذين ليس عليهم أن يكونوا على بينة من عملية البحث). ومعظم مستخدمي المكتبة لا يفكرون في كيفية تنظيم المكتبة على الرغم من أنهم يدركون أن الكتالوج على الانترنت هو شيء مختلف. لم يحتاج معظمهم حقا لاستكشاف الفهارس الجديدة على الانترنت، وموارد النص الكامل وقواعد البيانات الأخرى المتاحة الآن.
المستخدمين الذين هم على بينة من عملية البحث والذين استخدموها للعثور على المعلومات هم “اختصاصيي المعلومات” (يسمى أحيانا أيضا “مثقفي المعلومات”). و بطبيعة الحال، كلما استخدمت مكتبة معينة أو مجموعة من الأدوات أكثر، كلما كانت نتائجك أفضل. لكن معرفة كيفية تنظيم أي مكتبة وكيفية فرز مواردها وأدواتها في فئات مناسبة سيوفر لك الوقت ويقلل مستوى التوتر، والأهم من ذلك هو حصولك على المعلومات التي تبحث عنها. يتطلب مجتمع المعلومات اليوم من المرء أن يصبح ملاح معلومات، وتعلم استخدام المكتبة بمهارة سيساعد على تحقيق ذلك.

ما هو البحث؟

تعريف البحث بأبسط المصطلحات يعني البحث عن المعلومات وجمعها، ويكون ذلك عادة للإجابة على سؤال أو لحل مشكلة معينة. تعتبر المشاريع البحثية بمختلف أنواعها وتعقيداتها هي جزء لا يتجزأ من تجربة الكلية وهي توفر لك الفرصة لتتعلم مجموعة قيمة من المهارات. في الواقع، إن القدرة على تحديد وتقييم المعلومات ( الذي هو جوهر البحث ومهارة قيمة في العديد من مجالات الحياة) هي جزء كبير مما يعنيه أن يكون الشخص مثقف.
تُركز هذه الورقة على البحث الببليوجرافي، وهو أي بحث تتم فيه جمع المعلومات من المواد المنشورة. وقد شمل هذا تقليديا الكتب، والمجلات، والدوريات والصحف ومختلف الوثائق المتخصصة. بالإضافة إلى المواد المطبوعة، قد تشمل البحوث الببليوغرافية أيضا التسجيلات المسموعة والمرئية (الفيديو)، والصور، والأفلام، و، وفي الآونة الأخيرة، البرامج التي تعتمد على الكمبيوتر والمعلومات على الانترنت. وحتى وقت قريب، كانت معظم البحوث الببليوجرافية تتم فقط في المكتبات، ولكن مع ظهور الكمبيوتر فيمكن الآن القيام بأنواع معينة من البحوث الببليوغرافية في أي مكان يوجد به خط هاتف وكمبيوتر أو تكون فيه شبكة الاتصال متوفرة ومتاحة.
على الرغم من أن هذه الورقة سوف تركز على البحث الببليوغرافي، إلا أن هناك فئتين واسعتين أخريين من الأبحاث يجب أن نكون على علم بهما: البحوث التجريبية والبحث الشفوي. البحوث التجريبية هو أي طريقة لجمع المعلومات من الخبرة المباشرة، الملاحظة أو التجربة. التجارب المختبرية التي تستخدم الفئران هي مثال على البحوث التجريبية. البحث الشفوي هو أي نوع من البحوث ينطوي على جمع المعلومات من خلال التحدث مباشرة إلى الناس. أمثلة البحث الشفوي تشمل المقابلات والمسوحات واستطلاعات الرأي والاستبيانات. معظم الأبحاث التي تجرى على المستوى الجامعي هي أبحاث ببليوغرافية، ولكن يجب التنويه إلى أن هاتين الطريقتين الأخريين للأبحاث يمكن إدراجها في مشروعك البحثي الكلي. على سبيل المثال، إجراء مقابلة مع شخص خبير عن سؤال بحث تعمل عليه يمكن أن يعطيك في أغلب الأحيان أفكارا ومعلومات قد لا تجدها أبدا في المصادر المنشورة.
ماذا ينبغي أن يكون غرضك وهدفك العام عندما تقوم بإجراء بحث ببليوغرافي؟ ما هي النتيجة النهائية التي تسعى إليها؟ في بعض المواد، قد يكون معلمك يسعى للحصول على ملخص لما قاله الآخرون بالفعل أو ما كتبوه عن الموضوع. على سبيل المثال، قد يطلب منك أن تكتب ورقة تعرض فيها جانبي الجدل حول ظاهرة الاحتباس الحراري، وبالتالي تلخيص النقاش العلمي والجدل الدائر حول هذا الموضوع، ولن يكون موقفك الخاص من الجدل متضمنًا في البحث.
ومع ذلك، غالبا ما سيُطلب منك في الكلية في المشاريع البحثية أن تقوم بأكثر من مجرد تقديم التقارير والتلخيص، حيث سيتوقع منك  تقديم وجهة نظرك التقييمية. وبالتالي، قد يطلب منك ليس فقط تلخيص النقاش حول ظاهرة الاحتباس الحراري ولكن أيضا تقييم كل جانب من أجل تطوير أطروحتك الخاصة بك، أي تقديم وجهة نظرك ورأيك أو موقفك. هذا عمل أكثر تعقيدا وصعوبة من مجرد نسخ الحقائق والأرقام والتواريخ من مصادر مختلفة، وإعادة تنظيمها ثم كتابة تلك المعلومات وتوصفها بانها “بحث”. بالطبع، سيكون لزاما عليك قراءة ما كتبه الآخرون حول الموضوع، ولكنك ستقوم بذلك لأثراء معلوماتك وتقويتها أو لتكمل أفكارك الخاصة.
وبالتالي، فإن الهدف من البحث هو تكوين رأي مستنير حول موضوع ما (دورنان و داو ص 367 Dornan and Dawe). ويتحقق هذا الهدف فقط عندما تقوم بقراءة ما كتبه الآخرون حول الموضوع بدقة وبتوسع، ومن ثم تحليل ومقارنة وتقييم تلك الأفكار حتى تتوصل إلى استنتاجات. على الرغم من أنه لا يوجد معلم يتوقع منك أن تصبح خبير ومشهور عالميًا حول موضوع ما أو أن تنهي جدل جاري منذ زمن، فإنه غالبا ما يتوقع منك أن تظهر تفكيرًا أصليًا في بيان أطروحتك ومناقشاتك.
وباختصار، فإن الورقة البحثية هي أكثر من مجرد نسخة مختصرة لما قاله الآخرون أو كتبوه. ومن الناحية المثالية، فإن ورقتك البحثية تمثل توليفة من تصوراتك، ومواقفك، وأفكارك، وخبراتك التي تدعمها معلومات مكتسبة من مصادر أخرى” (دورنان و داو ص 367-8).


الخطوة 1: اختيار موضوع أو مجال الاهتمام
مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة أولى. الخطوة الأولى في عملية البحث هي أن تقرر ما هو الموضوع المبدئي أو مجال الاهتمام. من المقبول تماما عند هذه النقطة في بحثك إذا لم يكن لديك سوى فكرة عامة جدا عما ترغب البحث فيه. على سبيل المثال، قد تقرر أنك ترغب في أن تبحث في الهجرة غير الشرعية، إدمان الكحول، حرية التعبير، شبكات الكمبيوتر، التعليم الابتدائي، أو علم الفلك. ولكن كل من هذه الموضوعات هو واسع جدا لكي يكون مشروعًا بحثيًا واحدًا.
حتى ولو كنت قد بدأت بالتفكير فقط بموضوع عام، فإن هدفك هو تضييق وتركيز موضوعك حتى تستطيع في المرحلة الثالثة أن تخرج بموضوع البحث، والذي غالبا ما يكون على هيئة سؤال. ما هو الفرق بين المجال والموضوع؟ المجال هو نطاق اهتمام واسع يمكن أن تختار منه موضوعًا أكثر تحديدا. موضوع البحث، بالتالي، هو منطقة أهتمام ضيقة نسبيا، والتي يمكن البحث فيها بدقة ومناقشتها في إطار المبادئ التوجيهية التي أعطاها لك معلمك. يبين الجدول التالي أمثلة عن المواضيع والمجالات:





لاحظ أن كل أمثلة مواضيع البحث الخمسة هي أسئلة مفتوحة، أي أنها صيغت بطريقة يدعو فيها الباحث لوجهات نظر مختلفة. هذا النهج المنفتح على كل وجهات النظر أمر ضروري. إذا كنت ستبدأ بحثك باستنتاجات الخاصة ووجهة نظر محددة بالفعل، فذلك يعني أنك لا تقوم بإجراء مشروع بحثي بالمعنى الصحيح الموصوف في هذه الورقة. إذا كان الأمر كذلك، فمن المحتمل جدا أن تكون ضحية للتحيز البحثي، وهو نهج معيب يقوم فيه الباحث بتناول المعلومات والأدلة التي تدعم رأيه المتصور مسبقًا فقط، ويتجاهل كل المعلومات والأدلة التي لا تدعم رأيه. بعد أن يقوم الباحث بالقراءة الموسعة، وجمع وتقييم العديد من وجهات النظر وأنواع الأدلة المختلفة بعناية يمكنه أن يشعر بقناعة التوصل إلى استنتاجاته الخاصة والتعبير عنها في هيئة أطروحة موجزة.
في هذه المرحلة أنت تقوم بمجرد اختيار موضوع واسع حيث ستقوم قريبا (خلال المرحلة 2 و 3) بتشكيل موضوع البحث الدقيق. إذا كنت غير قادر على الخروج بموضوع واسع، فهناك بعض الاقتراحات التي قد تثير أفكارك:
·         اختيار موضوع يهمك. فكلما تملكك الفضول أكثر حول المجال، كلما زادت دوافعك وحماسك الذي ستشتغل به على ذلك المشروع، وهذا بدوره سينعكس على جودة عملك.
·         قد تجد بعض المواضيع بعد تصفح كتبك، وملاحظات المحاضرات وأعداد المجلات والصحف الحالية، ومصادر المراجعات السنوية والدوريات.
·         اسأل معلمك أو المكتبيين في الكلية لمساعدتك في اختيار الموضوع.


الخطوة 2: إجراء الاستكشاف الأولي لموضوعك

الآن بعد أن اخترت الموضوع العام لبحثك، من المهم معرفة ما تنطوي عليه منطقة موضوعك. وبعبارة أخرى، على ماذا يدور موضوعك، وكم هي المعلومات المتوفرة حول هذا الموضوع؟ بتعبير أدق، يجب عليك أن تسأل نفسك الأسئلة التالية:

·         ما هي التخصصات أو المهن التي تندرج تحت هذا الموضوع؟
·         كيف تطور هذا الموضوع أو تغير عبر الزمن؟
·         ما هي المفاهيم والمصطلحات الأساسية المستخدمة في مجال هذا الموضوع؟
·         ما هي المسائل المتنازع عليها أو المثيرة للجدل حول هذا الموضوع حاليا؟
·         من هم المفكرين والباحثين الرئيسيين في هذا المجال؟
·         ما هي المنشورات الرئيسية في هذا الموضوع؟ (فينك 79 Fink)
وعادة ما يمكن الإجابة على هذه الأسئلة من خلال تصفح المواد ذات الصلة في الموسوعات العامة وأدلة البحوث، ومصادر المراجعة السنوية، والأدلة الببليوغرافية. تُعرفك القراءة الأولية في هذه الأنواع من المصادر بمجال موضوعك وتساعدك على تكوين فكرة حول نطاقه وتعقيداته. حالما تكون قد اكتسبت بعض المعرفة الخلفية أثناء مرحلة النظرة العامة هذه، يجب أن تكون قادر على إحراز تقدم ملموس نحو صياغة سؤال البحث المركزي (المرحلة 3). إذن، فالمرحلة 2، هي بالتالي جزء مهم جدا من عملية البحث لأنك هنا ستقوم باتخاذ قرار حول ماهية الجوانب بالضبط في موضوعك التي تريد التركيز عليها.
وهناك فائدة نهائية من تكوين لمحة أولية عن الموضوع، وهي أن هذا الجهد في وقت مبكر دائما ما يوفر تقريبا ببليوغرافيا أولية، أي قائمة الكتب والمقالات والتقارير وغيرها، التي قد ترغب في قرائتها.


الخطوة 3: تضييق وتحديد شكل موضوعك في موضوع محدد

يجب أن تكون قادرا في هذه المرحلة من العملية على التعبير عن موضوع مبدئي لمشروع البحث على الأقل. حذار من اختيار موضوع ضيق جدا أو فضفاض جدا. هناك قاعدة جيدة يجب أن تتذكرها: إذا كان هناك كتب كتبت كلها عن موضوعك، فإنه واسع جدا بالنسبة لورقة بحثية. وعلى العكس من ذلك، إذا كان سؤال بحثك يمكن الإجابة عليه بشكل كامل في بضع فقرات، فإن موضوعك محدود جدا. حذار أيضا من اختيار موضوع حديث جدا، غامض، أو دقيق جدا حيث سيصعب عليك إيجاد مواد منشورة بصيغ وأشكال متنوعة. ولكن، إذا كنت في البداية قد اخترت موضوع ضيق جدا، واسع جدا، أو مقصور على فئة معينة، فيجب أن تضع في اعتبارك أن عملية تحديد الموضوع المناسب يمكن أن تستمر في بعض الأحيان حتى في المراحل اللاحقة من عملية البحث. وبعبارة أخرى، كلما تقوم بجمع مزيد من المعلومات حول موضوعك في المراحل من 5 إلى 7، واكتشفت من خلال قراءتك أنك قد قمت بتحديد موضوع ضيق جدا أو فضفاض جدا، فستكون لديك الحرية في تعديل موضوع بحثك.
وكما ذكرنا في وقت سابق، غالبا ما يتم صياغة الموضوعات البحثية في شكل سؤال. على سبيل المثال، “كيف تؤثر الهجرة غير الشرعية على اقتصاد ليبيا؟” عندما تقوم بصياغة موضوع بحثك، ضع في اعتبارك أنك سوف تشمل عادة اثنين على الأقل من الجوانب أو الأفكار الرئيسية، وغالبا ما يشار إليها بالمفاهيم.
على سبيل المثال، ربما تكون قد اخترت القانون كموضوع عام خاص بك، وتحديدًا العدالة الجنائية. بعد بعض البحث الأولي والقراءة المبدئية، اكتشف أن أحد المواضيع الرئيسية في الجدل هي عقوبة الإعدام وما إذا كانت توفر رادعا أم لا للجريمة العنيفة. سيكون المفهوم الأول الخاص بك، أو الفكرة الرئيسية، هو عقوبة الإعدام، أما المفهوم الثاني فهو معدلات الجريمة العنيفة. يمكن صياغة اثنين (أو غالبا ثلاثة) من مفاهيم موضوع البحث غالبا من خلال علاقاتها ببعضها البعض كما يلي:
“أثر ___ (مفهوم 1 #) ___ ___ على (مفهوم 2 #) ___.”
“دور ___ (مفهوم 1 #) ___ ___ في (مفهوم 2 #) ___.”
“استخدام ___ (مفهوم 1 #) ___ ___ في (مفهوم 2 #) ___.”

لذلك، وبعد اجراء الاستكشاف الأولي لمجال موضوع العدالة الجنائية، وإيجاد نقطة تركيز تهمك، فربما يكون موضوع بحثك كالتالي:

“أثر عقوبة الإعدام على معدلات الجريمة العنيفة في ليبيا.”
_______________ (مفهوم # 1) ______ (مفهوم # 2)
وبإعادة صياغة هذا الموضوع في شكل سؤال، يصبح كما يلي:
 “كيف تؤثر عقوبة الإعدام على معدلات الجريمة العنيفة في ليبيا؟”

عندما تقوم بصياغة سؤال البحث الخاص بك، من الأفضل أن تبدأ بكلمة كيف أو لماذا. أسئلة البحث التي تبدأ بهذه الكلمات توحي تلقائيا بتحقيق واسع إلى حد ما وبالمناقشة الموضوعية، مما يساعدك على تجنب صياغة موضوعك بشكل ضيق للغاية. من ناحية أخرى، تجنب بدء سؤال البحث الخاص بك بكلمات مثل من، أين، أو متى، لأن هذه الكلمات تميل إلى توجيه بحثك إلى جانب محدود من موضوعك، وسوف لن تكون قادرًا على الحصول مما يكفي من المواد لمشروعك. أسئلة البحث التي تبدأ بماذا، يمكن أن يكون مقبولة أو غير مقبولة، وذلك يتوقف على نطاق واتساع ما يعنيه باقي السؤال. لاحظ الفرق بين هذين السؤالين كلاهما يبدأ بكلمة “ما أو ماذا …”:

ضيقة جدا بالنسبة لمعظم المهام البحثية: “ما هي نسبة جرائم العنف التي يُعاقب عليها بالإعدام كل عام في ليبيا؟”

سؤال بحثي واسع النطاق ومناسب لمعظم المشروعات البحثية: “ما هو تأثير عقوبة الإعدام على معدلات الجريمة العنيفة في ليبيا؟”

(لاحظ أن هذا أساسا هو نفس السؤال الواسع نسبيا مثل صياغتنا السابقة لهذا الموضوع، إلا أننا كنا قد بدأناه بكلمة “كيف”. كلا الصيغتين – بدء السؤال ب “كيف” أو “ما” – هي مركزة بشكل مناسب.)


الخطوة 4: تحديد نوع وكمية المعلومات اللازمة، وكيف ينبغي أن تكون حداثتها، وما هي أنواع المصادر ان تقدم هذه المعلومات.

في هذه المرحلة من العملية، يجب عليك القيام بتحليل الحاجة للمعلومات – هذه عملية عليك أن تقرر فيها كم من المعلومات هو مطلوب وما هي المصادر التي قد توفر تلك المعلومات. نوع وكمية المعلومات التي تحتاجها يعتمد بدرجة كبيرة على المنتج النهائي الذي تطمح في الوصول إليه. هل أت تقوم بإعداد ورقة تحتوي على خمس عشرة صفحة لأجل، تقرير مجموعة، أو خطاب مدته ثلاث دقائق؟ كل مشروع يتطلب أنواع وكميات متفاوتة من المعلومات. لمساعدتك في إجراء تحليل الحاجة للمعلومات، اسأل نفسك الأسئلة الثلاثة التالية:

1) “ما هو نوع المعلومات الذي احتاج إليها حول موضوعي؟”
          الخلفية؟ – نظرة عامة واسعة؟
          سيرة ذاتية؟ – موضوعية / ذاتية؟
          إحصائية؟ – واقعية؟
          أوصاف ابتدائية / ثانوية؟ – مناقشة مركزة ضيقة؟
          أخبار حالية؟ – مناقشات علمية / تقنية / عامة؟
          التحليل والتعليق؟ – منشورات حديثة / قديمة؟ أو كلاهما؟

2) “كم من المعلومات احتاجها حول موضوعي؟”
قد يتطلب أستاذك الحد الأدنى لعدد من المصادر وذلك يعتمد على الطبيعة الدقيقة لمشروع البحث. إذا لم يحدد معلمك مقدار المعلومات التي تحتاج إلى قرائتها أو استشارتها في بحثك، فيمكنك أن تقرر بنفسك وفقًا لكمية المعلومات التي تتوفر عن موضوعك، ومستوى الخبرة الذي ترغب في الحصول عليه، وبالطبع، الطول النهائي للعرض المكتوب أو الشفوي.

3) “ما هي أنواع مصادر المعلومات التي قد توفر المعلومات التي أبحث عنها؟”
ستقوم هنا بالتفكير حول أنواع المواد (مصادر المعلومات) التي يمكن أن تعطيك المعلومات ذات الصلة بمشروعك البحثي. وهي ربما ستشمل، ولكنها لا تقتصر على ما يلي:

          الكتب – وقائع / ورقات المؤتمرات
          الموسوعات العامة والمتخصصة – أطروحات الدكتوراه ورسائل الماجستير
          المواد المرجعية – كتيبات
          قوائم المراجع (الببليوغرافيا)، أدلة البحث – مواد غير منشورة
          الدوريات – الناس (الخبراء والعلماء وغيرهم)
          وثائق حكومية – موارد الإنترنت

صيغ  المعلومات المطبوعة والإلكترونية
مع سهولة الوصول إلى المصادر الإلكترونية، يمكن للمرء أن يفهم لماذا يفكر الطلاب في أن عملية البحث تبدأ وتنتهي بأجهزة الكمبيوتر. ولكن عندما يتعلق الأمر بجودة الأبحاث، فليس هناك “وقفة واحدة للتسوق”. الباحث الجيد يعرف كيف يجد المعلومات في مجموعة واسعة من الأشكال.
ليس كل المعلومات متاحة في شكل إلكتروني. العديد من مصادر المعلومات في التخصصات الأكاديمية ليست متاحة إلكترونيا بعد. بالإضافة إلى ذلك، فقد ظهرت قواعد البيانات المحوسبة فقط كأداة بحثية منذ عام 1960، وبالتالي فإن الجزء الأكبر من المعلومات في المكتبات هو في شكل مطبوع، كما كانت عليه منذ اختراع المطبعة في 1465. ولذلك، من غير المعقول أن نصدق أن كل هذه المعرفة التاريخية سيتم نسخها إلى شكل إلكتروني.


مزايا وعيوب النسخ المطبوعة والإلكترونية

1. مزايا البحث الإلكتروني على شبكة الإنترنت:
·         السرعة. يمكن أن تستغرق البحث في أحد قواعد البيانات أو أكثر دقائق (أحيانا ثواني) في حين أن البحث المماثل في الفهارس المطبوعة يأخذ وقتا أطول من ذلك بكثير.
·         المرونة. يمكنك ربط الكلمات أو مصطلحات البحث بطريقة لا يمكن أبدا أن تتم يدويا، وغالبا ما تكون بنتائج بحث أفضل.
·         التنوع. يسمح لك بالبحث عن الأشكال المختلفة للمصطلحات.
·         المزيد من الموارد. يوفر البحث عبر الإنترنت الوصول إلى موارد عديدة وأكثر من المتوفرة في مكتبتنا.
·         الحداثة. يتم تحديث قواعد البيانات على الانترنت بشكل متكرر أكثر من المصادر المطبوعة.

2. مساوئ البحث الإلكتروني على شبكة الإنترنت:
·         الحجم. نتائج بحث كثيرة جدا، وخاصة إذا كنت تبحث في الإنترنت.
·         نتائج بحث خاطئة. أي بحث في قاعدة بيانات إلكترونية يؤدي في كثير من الأحيان إلى عدد من النتائج الخاطئة المشابهة لكلمات البحث الرئيسية الخاصة بك. على سبيل المثال، البحث عن معلومات حول كلمة “الإيدز” بالإنجليزية (AIDS)، فسوف تجد نتائج بحث خاطئة مثل (study aids, visual aids).
·         لا توجد إشارات مرجعية. ولعل أكبر عيب للبحث على الانترنت هو عدم وجود إشارات تأخذ الباحث من الاختيار السيئ لكلمتي بحث إلى مصطلحات تؤدي إلى معدل مرتفع لنجاح بحثه. قد يكون هذا صحيحًا، وخاصة عندما يقوم الباحث بخطأ مطبعي أو تهجئة كلمة بالخطأ.

مزايا الموارد المطبوعة:
·         الاشارات المرجعية. أحد النقاط التي تجعل الموارد المطبوعة أكثر فائدة من قواعد البيانات على الانترنت هي الاشارات المرجعية بين عناوين الموضوعات. إذا كان الموضوع الخاص بك واسع، فإن إشارة “انظر أيضا” ستشير إلى عناوين أكثر ملاءمة. إذا لم تكن قد اخترت عنوان الموضوع الصحيح، فإن الاشارة المرجعية  “أُنظر” ستقودك الى عنوان الموضوع في هيئة استخدامه الفعلي.
·         التاريخ. بما أن العديد من قواعد البيانات على الانترنت تقوم فقط بفهرسة المقالات التي نشرت بعد عام 1980، فسوف تحتاج إلى استخدام الفهارس المطبوعة لتحديد موقع المقالات القديمة. إذا كنت تخطط لإجراء بحث في العلوم الإنسانية، أو في التاريخ، فمن المرجح أنك ستستشير المعلومات المنشورة قبل عام 1980.

الفرق بين الدوريات العلمية والمجلات الشعبية

المجلات العلمية والمهنية
          تعريف: تهتم الدوريات العلمية بالدراسات الأكاديمية، وخاصة البحوث.
          الغرض: تقديم تقارير عن البحوث الأصلية أو التجارب، وجعل هذه المعلومات متاحة لأصحاب المهنة.
          اللغة: يكتبها الباحثين، وهي موجهة للمتخصصين في مجالها؛ تستخدم مصطلحات ولغة التخصص
          مصادر: دائمًا يتم الاستشهاد بالمصادر في شكل حواش سفلية أو قوائم مراجع (الببليوغرافيا)
          أمثلة:  الدوريات التي تصدرها الكليات والجامعات وهي كثيرة ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
  
المجلات الشعبية
          تعريف: الشعبية تعني أنها تهتم بذوق وذكاء الناس عامة.
          الغرض: توفير معلومات عامة لجمهور واسع.
          اللغة: لأي جمهور
          مصادر: يستشهد في بعض الأحيان بالمصادر، ولكنها في الغالب لا تقوم بالإشارة للمصادر
          أمثلة: مجلة العلوم، علم النفس اليوم، مجلة تايم.


الخطوة 5: اختر أدوات الوصول المناسبة، وقم بوضع استراتيجية البحث لكل أداة، ثم بعد ذلك تنفذ بحث منهجي، مخطط باستخدام كل أداة

بمجرد أن تحدد أي نوع من المعلومات تحتاجه وما هي أنواع المصادر التي قد تقدم تلك المعلومات، عليك أن تختار أداة الوصول الصحيحة، ووضع خطة استراتيجية لاستخدام تلك الأداة، وتبدأ في إجراء البحث عن المعلومات. (تذكر تعريفنا لأداة الوصول: مطبوعة أو محوسبة “العثور على المساعدات” التي تقودك إلى أنواع مختلفة من المعلومات. على سبيل المثال، تعتبر كتالوجات شبكة الإنترنت وفهارس الدوريات ومؤشراتها أدوات وصول ستستخدمها لاحقا في سياق بحثك).
ومن الأهمية بمكان أن تتذكر في هذه المرحلة أن أداة الوصول التي قررت استخدامها تعتمد على نوع ومستوى المعلومات التي تبحث عنها. وبعبارة أخرى، يجب أن تكون الأداة قادرة على الوصول إلى (أو على الأقل وصف في شكل اقتباس ببليوجرافي) المعلومات التي تحتاج إليها. إذا كنت، على سبيل المثال، تبحث عن لمحة عامة في تاريخ الصين في القرن العشرين، فإن أحد أنواع مصادر المعلومات التي تحتاجها سيكون الكتاب. أداة الوصول للعثور على الكتب هي الكتالوجات، وليس الفهارس أو الملخصات. من ناحية أخرى، إذا كنت تسعى لنتائج الانتخابات الوطنية الأخيرة في الصين، فإن مؤشر دوري أو الإنترنت ستكون أداة وصول مفيدة جدًا.
بمجرد اختيار أداة، يجب وضع استراتيجية بحث لاستخدامها. استراتيجية البحث هي خطة محددة لكيفية إجراء بحث بكفاءة وفعالية حتى يتسنى لك كشف المعلومات الأكثر أهمية التي يمكن أن توفرها لك أداة وصول معينة حول موضوعك. إن أخذ الوقت للتخطيط لاستراتيجية البحث يضيف الدقة لبحثك ويوفر عليك الكثير من الوقت، لأن البحث المتقن بعناية سيساعدك على تجنب الإحباط عند الخوض في القوائم الطويلة من الاستشهادات الغير ملائمة. ستجد فيما يلي الخطوات الرئيسية التي يجب اتباعها عند وضع استراتيجية البحث لأي وسيلة وصول معينة. سوف تتعلم أكثر حول كل هذه الخطوات كلما تقدمت في بحثك:

خطوات وضع استراتيجية البحث:
1)      تقسيم سؤال البحث الخاص بك إلى مفاهيم (الأفكار الرئيسية).
2)      تحديد المرادفات أو المصطلحات ذات الصلة لكل مفهوم.
3)      الجمع بين مصطلحات البحث باستخدام  (AND، OR) في محركات البحث.
4)      إجراء البحث في قواعد البيانات في وضعية الكلمة المفتاحية (keyword mode).
5)      النظر في البحث الميداني، الاختصار، وعلامات التقارب (proximity operators) إذا كانت أداة الوصول توفر هذه الميزات.


الخطوة 6: تقييم الاستشهادات التي وجدتها عند بحثك واختار فقط تلك التي لها صلة بموضوعك أكثر

الآن بعد أن أجريت عملية بحث باستخدام أدوات الوصول المناسبة، سيتوفر لديك قائمة من الاستشهادات (التي تسمى أحيانا مراجع، ومداخل، وسجلات، أو ضربات) التي تصف الكتب والمقالات، أو غيرها من مصادر المعلومات. من المهم جدا في هذه المرحلة أن تقييم هذه الاستشهادات حسب أهميتها وجودتها. حتى ولو كنت قد أجريت عملية بحث مخطط لها بعناية، فمن المرجح جدا أنك لازلت تواجه “قطرات خاطئة” (استشهادات ليس لها صلة) في قائمة نتائج البحث. حقيقة أن الاقتباس يحتوي على مصطلح البحث الخاص بك لا يضمن أهميته وصلته بموضوعك، وسيكون من الخطأ طباعة أو كتابة كل اقتباس يظهر. فمن الأهمية بمكان أن تأخذ زمام المبادرة وتمارس مهاراتك الهامة في التفكير والتقييم في هذه المرحلة من عملية البحث لأن أجهزة الكمبيوتر لا تقوم باتخاذ قرارات البحوث ولكنك أنت من يقوم بذلك.
فيما يلي ذكر لثلاثة أجزاء هامة من الاقتباس يجب دراستها عن كثب. غالبا ما تحتوي الاستشهادات على “القرائن” التي تساعدك على أن تقرر إذا كان العنصر بأكمله ذو جودة كافية وملائم حتى تتعقبه وتقوم بقراءته بالكامل:

1)      العنوان: قراءة العنوان بأكمله، خصوصا إذا كان هناك عنوان فرعي، والبحث عن الكلمات والعبارات الرئيسية التي تشير إلى ملائمتها لموضوعك.
2)      الملخص: تتضمن الفهارس الالكترونية المحوسبة أحيانا ملخصات موجزة للعنصر الموصوف. قراءة الملخص ستساعدك على أن تقرر ما إذا كان هذا العنصر له صلة بموضوعك أو لا.
3)      المؤلف: هل ورد اسم هذا الكاتب من قبل في قراءاتك الخاصة، مثلا في مقال في موسوعة، مراجعة لمقال، أو قائمة مراجع؟ هل تمت مناقشة هذا الكاتب، أو تمت الإشارة إليه، أو غالبا ما يُستشهد به من قبل العلماء والكتاب الآخرين؟ إذا كان الأمر كذلك، فيمكنك أن تكون شبه متأكد بأنه شخص مهم في المجال الذي كنت تبحث فيه.

الخطوة 7: القراءة، تدوين الملاحظات، وتقييم المصادر التي قررت أنها مناسبة في المرحلة 6

أنت الآن في النقطة التي تقرأ فيها وتقوم بتدوين الملاحظات من المصادر ذات الصلة التي اخترتها في المرحلة 6. من المهم عند أخذ الملاحظات أن تستخدم كلماتك وعباراتك الخاصة لتلخيص وإعادة صياغة ما تقرأه. إذا قمت باستعارة لغة المصدر بشكل وثيق جدا، ولم تقوم بالإشارة إلى المصدر سواء باستخدام علامتي الاقتباس أو بالتوثيق الصحيح، فستكون مذنبا بالسرقة الأدبية (plagiarism). إذا لم تكن متأكدًا من عملية أخذ وتدوين الملاحظات وتجنب السرقة الأدبية، فعليك استشارة احدى الأدلة البحثية الكثيرة الموجودة في المكتبات حول موضوع السرقة الأدبية حتى لا تقع ضحية لهذه المشكلة.

الخطوة 8: مراجعة وصقل، وتكرار المراحل من 1-7 حسب الحاجة

كما هو ملاحظ في بداية هذا النقاش، فإن هذا النموذج لعملية البحث مرن ويسمح لك بالرد على ما يحدث أثناء العملية والاستجابة تبعا لذلك. إذا أنتج ، على سبيل المثال، بحثك قائمة نتائج في المرحلة 5 تتكون من مئات أو آلاف من سجلات العناصر، فإنك تكون عندها قد وجدت الكثير من المعلومات وربما عليك تضييق محور الموضوع الخاص بك (المرحلة 3) أو إجراء بحث أكثر دقة، وربما بمصطلحات وكلمات مختلفة. وعلى العكس من ذلك، إذا كشف بحثك عن معلومات قليلة جدا، فقد تضطر إلى توسيع نطاقه. تذكر أنه كلما تابعت هذه العملية البحثية فستقوم باستمرار بتقييم ما يحدث وفقًا لغرضك وهدفك الخاص (العثور على المعلومات التي تلبي احتياجاتك). إذا لم يتم الوصول لأهداف بحثك، فأنت حر في إجراء التصحيحات أو التعديلات الضرورية في أي مرحلة من مراحل العملية.


nv-author-image

فرج صوان

استاذ علم اللغة التطبيقي و اللغة الإنجليزية في جامعة طرابلس وعدد من الجامعات الليبية. حصل على الشهادة الجامعية والماجستير من ليبيا، وشهادة في تعليم اللغة الإنجليزية من جامعة سري البريطانية (Surrey)، ودرس برنامج الدكتوراه في جامعة إيسيكس ببريطانيا (Essex). نشر ثمانية كتب والعديد من المقالات والبحوث. مهتم بالملف الليبي والعربي والاسلامي بجميع جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

نقترح عليكم
بالنسبة إلى أنصاره، فإن خليفة حفتر هو مقاتل ذو قدرة…
Cresta Posts Box by CP
إظهار شريط المشاركة
إخفاء شريط المشاركة