نجد أن المثل الأعلى للناطق باللغة الإنجليزية ليس منتشرا فقط في مجال تدريس اللغات الأجنبية وفي السياقات التعليمية الدولية،
ولكن أيضا بوصفه أسطورة مستمرة ومتغلغلة على نطاق واسع في أذهان عامة الناس. هنا في ليبيا دائما ما أبدأ دوراتي من خلال جعل المتعلمين يضعون أهداف محددة لوقتنا معا، وكثيرا ما يقول لي الناس، “أنا أريد أن أتكلم مثل الأمريكان بدون لهجة أو لكنة”. ودائما ما كنت أخبرهم بأنه يتحتم عليهم وضع أهداف مختلفة. أولا، أنا لست قادرا على تغيير لهجاتهم. ثانيا، حتى لو كنت استطيع ذلك، هناك العديد من اللهجات الأمريكية المختلفة ( ويسهل فهمها بصعوبة أكثر أو أقل أيضا). وفي النهاية، هذا ليس كل ما يعنيه أو يدور حوله التواصل الدولي . يجب علينا جميعا التركيز، سواء كنا من المعلمين أو المتعلمين، على تحدث اللغة الإنجليزية بطريقة تكون مفهومة من قبل المتحدثين باللغة الانجليزية في كل مكان. هذا لا يمكن أن يستند إلى نموذج الناطق الأصلي المثالي المفترض للغة الإنجليزية الغير موجود أصلا والذي لا يمكن أن يوجد. يجب أن يكون قائما على مبادئ توجيهية مشتركة وقواعد النطق الأساسية، وهذا يسمح باللهجات، والتي هي ببساطة جزء من الطريقة التي نتكلم بها. لنأخذ حالتي الخاصة كمثال على ذلك. لقد تكلمت بالإنجليزية معظم أوقاتي. عشت وعملت في المملكة المتحدة لمدة تزيد عن 5 سنوات، وأقوم بالترجمة منها وإليها أيضا، ولكن، ما زلت، وسأظل دائما، أتكلم الإنجليزية بلكنة عربية، بل وحتى الليبية واضحة أحيانا، رغم إنها أقل وضوحا من بعض بني وطني.