تخطى إلى المحتوى

اشكاليات في ترجمة النثر الأدبي

الترجمة نشاط صعب، وهناك بعض الصعوبات التي تظهر في جميع مراحل عملية الترجمة لأن كل لغة تُصور العالم بطريقة مختلفة، ولها هياكل وقواعد لغوية ونحوية خاصة، وتختلف في طريقة بنائها للجمل. على سبيل المثال، يمكن أن يكون الفاعل مستتر في اللغة العربية، أما في الإنجليزية فلا. وكما يقول تشونغ (Zhongde, 1991: 7) فإن “صعوبة الترجمة تكمن فقط في حقيقة أن كلا من المحتوى والأسلوب موجودين بالفعل في النص الأصلي، ونتيجة لذلك، سيتحتم عليك بذل قصارى جهدك لإعادة إنتاجهما كما هما في لغة مختلفة تماما”.

إن أكثر المشاكل الخاصة التي تواجه المترجمين تشمل النص الذي لا يمكن قرائته، والمراجع المفقودة، والعديد من تراكيب قواعد اللغة، والمصطلحات العامية والكلمات الجديدة، والمصطلحات الغامضة الغير منطقية، والمختصرات والاختصارات التي لا يمكن تفسيرها، وعدم قبولية الترجمة (untranslatability)، وسوء التسمية المتعمد، والإشارات الثقافية المحددة، الخ. ومع ذلك، هناك بعض المنظرين الذين يعتقدون أن الترجمة الحرفية غير ممكنة، ويقدمون ثلاثة أسباب رئيسية تدعم موقفهم:

  1. غالبا ما تحتوي كلمة معينة في احدى اللغات على معاني تتطلب العديد من الكلمات في لغة أخرى.
  2. عدم توفر كل العناصر النحوية (زمن الأفعال، المفرد / المثنى / الجمع، الحالة، الخ) في كل لغة.
  3. قد تكون التعابير الاصطلاحية في لغة وثقافة معينة محيرة تماما للذين ينتمون إلى ثقافة أخرى ويتكلمون لغة مختلفة.

“اللغة في طبيعة الإنسان” (Benveniste, 1971: 223-224)، و “تقدم التعريف الفعلي للإنسان” (Adams and Searle, 1986: 729). يدعي إدوارد سابير (Edward Sapir) أن البشر هم تحت رحمة اللغة التي أصبحت وسيلة التعبير لمجتمعهم وثقافتهم، وأن عادات لغة جماعة من الناس هي التي تقرر الخبرة عموما، وكل بنية مفككة تدل على أصالة منفصلة. يواجه المترجمين تعقيدات الاختلافات بين الثقافات. إن موضوع ‘الاختلاف الثقافي’ يعتبر مشكلة كبيرة حيث وصفه والتر بنيامين (Benjamin, 1968: 75) بأنه “التردد، أو التعلق بعتبة الترجمة، وعنصر الرفض في عملية التحول، ذلك العنصر في الترجمة الذي لا يستسلم للترجمة” (ص. 75). ويقول سابير (Sapir, 1956: 69) أنه ليس هناك

لغتين أبدا متشابهتين بما فيه الكفاية ليعتبرا ممثلتين لنفس الواقع الاجتماعي. العالم الذي تعيش فيه مجتمعات مختلفة تعتبر عوالم متميزة، وليست مجرد عالم واحد بتسميات مختلفة مرتبطة به.

وعلى العكس من ذلك، نجد أن للتكافؤ أوجه عديدة. فهو، على سبيل المثال، شرط أساسي للترجمة، وعائق للتقدم في دراسات الترجمة، أو فئة مفيدة لتحليل الترجمات. وفي بعض الأحيان، يعتبر ‘ضار’ (Gentzler, 1993) أو ‘غير ملائم’ (Snell-Hornby, 1988: Chapter 5). يغطي مجال التكافؤ وحدات لغوية مثل العناصر الصرفية (أو المورفيمات)، والكلمات، والعبارات، والجمل، والتعابير الاصطلاحية، والأمثال. “معظم المترجمين متعودون عليه لأنه (التكافؤ) ليس لديه أي وضع نظري” (Baker, 1992: 5-6). ويرى كاتفورد (Catford, 1965: 21) أن المشكلة المركزية لممارسة الترجمة تتمثل في العثور على مكافئات في اللغة الهدف. وبالتالي فإن المهمة المركزية لنظرية الترجمة تتمثل في تحديد طبيعة وشروط تكافؤ الترجمة.

يسعى المترجمين أيضا، من خلال استخدامهم نهج التكافؤ، إلى التأثير على القراء بالترجمة القياسية. ومع ذلك، فإن فكرة التكافؤ تخلق العديد من المشاكل لأنه يمكننا تفسيره بطرق متنوعة. ويتم النظر إلى كلا من الكلمات والسياق في التكافؤ. وفي هذا الصدد، يضع كاتفورد (Catford, 1965: 20) المسألة ببساطة حيث يقول أن الترجمة هي “استبدال أو تغيير المواد النصية في لغة ما بمواد نصية مكافئة في لغة أخرى”. ولكن، لم تقبل نظريته اللغوية للترجمة (وليست مقبولة) من قبل الكثيرين، حيث تجادل سنيل-هورنبي (Snell-Hornby, 1988: 19-20) بأن تعريف كاتفورد للتكافؤ النصي يعتبر “دوار”، وأن اعتماد فرضيته على المخبرين ثنائي اللغة غير كاف بشكل يائس، كما أن جمله النموذجية “معزولة بل ومبسطة بشكل مناف للعقل”. وتعتقد أن مفهوم كاتفورد للتكافؤ في الترجمة ليس سوى “وهم”.

دعونا نوسع مسألة ‘التحول السيميائي’ من خلال النظر في ترجمة كلمة االانجليزية البسيطة “butter” (زبدة). يوضح ويدون (Weedon, 1987: 23) أن نظرية سوسير (Saussure) للرمز تتضمن فكرة أن كل رمز يتكون من ‘الدال’ (صوت ذو دلالة أو صورة مكتوبة) و’المدلول’ (معنى الدال). العلاقة البنيوية بين المدلول أو مفهوم butter’ ‘، والدال (ذو الدلالة) أو الصورة الصوتية المتكونة بكلمة butter’ ‘ تشكل الرمز اللغوي butter’ ‘. تدعي سوزان  باسنت (19:Bassnett, 1980) أنه “عند ترجمة كلمة butter’ ‘ إلى الإيطالية، فهناك استبدال مباشر كلمة مقابل كلمة: “butter-burro“. ومع ذلك، فإننا لا نستطيع أن نقول أن كلمتي butter  و  burro هما نفس الشيء لأن لديهما أُطر ثقافية مختلفة. فكلمة burro الايطالية تعني الزبدة التي لونها خفيف طبيعيا وليست مملحة، ويستخدمها الناس في إيطاليا أساسا لأغراض الطهي. ومن الواضح، انه لا علاقة لها بالمكانة العالية. وبدلا من ذلك، فإن butter’ ‘ في بريطانيا لونها أصفر ساطع ومملحة معظم الأحيان، ويستخدمها الناس بطرحها على الخبز وفي إعداد الطعام.

قد يظن بعض المنظرين أن التعبير الانجليزي الشائع bread and butter” ”  (الخبز والزبدة) خاطئ لأن المنتج المستخدم قد يكون حتى ‘margarine’ (السمن). ومع ذلك، فإنه لا يمكننا أن نتفق تماما مع هذه المسألة لأن التعبير المستشهد به أصيل. وبالتالي، فهو جزء أساسي من إنجليزية الناطق الأصلي. ومع ذلك، سيكون من المنطقي القول بأن هذا المصطلح المحدد غامض. في الواقع، يتم قبول المصطلح المذكور على نطاق واسع لأن الزبدة لها وضع رفيع. وهكذا، هناك تمييز بين كلا من الأشياء المدلول عليها بكلمتي ‘butter’ و ‘burro’ وبين وظيفة وقيمة تلك الأشياء في سياقها الثقافي. إن مشكلة التكافؤ هنا تنطوي على استخدام وتصور الشيء في سياق معين. إن الترجمة الحرفية لكلمة ‘butter’ الانجليزية بكلمة ‘burro’  الايطالية، بينما قد تكون كافية تماما على مستوى واحد، فهي أيضا بمثابة تذكير لصلاحية إفادة سابير بأن كل لغة تمثل واقع منفصل. تصف كلمة ‘butter’ منتج محدد معروف، ولكن في حال كان للكلمة مجموعة واسعة من المعاني في اللغة المصدر فإن ذلك يزيد من المشاكل (19:Bassnett, 1980). هناك بعض الدلالات، مثل الحقيقة، التي يبدو أننا غير قادرين على الاستغناء عنها. ومع ذلك، إذا أردنا أن نفكر بشكل مختلف، يجب علينا أن نتساءل عن المعنى المتلقى من مثل هذه الدوال. وهكذا، قد نختار كتابة عبارة “sous rature“، التي يترجمها غاياتري سبيفاك (Spivak, 1974: xiv) إلى الانجليزية بعبارة “under erasure’” (قيد الحذف). هذا يعني كتابة كلمة، والخط عليها، ومن ثم طباعة كل من الكلمة والحذف، لأنه بما أن الكلمة غير دقيقة، تم الخط عليها، ولأنها ضرورية، فهي لا تزال مقروءة. ومع ذلك، يبين بوريس اوسبينسكى (Uspensky, 1973: 139) أنه “يجب أن يكون الوصف الرمزي (المجازي) مزدوجا”؛ لأن، “الفنان الحكيم ربما يبذل أكبر جهده للحفاظ على صوره البلاغية، والتي أصبحت رموز، من الانزلاق من ركائز عزلتها الجمالية والاختلاط مع الحياة، مثل العناصر المتجانسة معها”.

إن رسم نيدا (Nida, 1964: 107) للهيكل الدلالي (أنظر الشكل 3)[1] لكلمة ‘spirit’ (روح) يظهر مجموعة أكثر تعقيدا من العلاقات الدلالية. فهو يشير إلى أنه يمكننا استخدام كلمة في النكتة والمزاح. إذن، يجب أن يكون المترجم حذرا حول الاستخدام المحدد لكلمة ‘spirit’ في الجملة نفسها، وفي الجملة وعلاقتها البنائية مع الجمل الأخرى، وفي النصوص العامة والمواقف الثقافية في الجملة. خلاف ذلك، سوف يكون هناك خطأ في الترجمة، وسيصبح القراء مشوشين. لذلك، على سبيل المثال، فإن “نهضت روح الطفل الميت من القبر” تشير إلى 7 وليس لغيرها من فئات نيدا، في حين أن “عاشت روح البيت” قد تشير إلى 5 أو 7، أو، إذا كنا نفكر من وجهة نظر الرمز 6 أو 8. من الواضح أن الترجمة الصحيحة تعتمد على ‘السياق’.

وللأسف، يفشل العديد من مترجمي النثر في فهم أن النص الأدبي هو مزيج من مجموعة معقدة من الأنظمة التي توجد في علاقة جدلية مع مجموعات أخرى خارج حدودها. وقد أدى هذا النوع من الفشل بانتظام إلى تركيزهم على أجزاء معينة من النص على حساب الأجزاء الأخرى. وعلى ما يبدو أنه من الأسهل لمترجم النثر (اللامبالي) النظر إلى المحتوى باعتباره منفصل عن الصيغة.

يشير فولفغانغ (Iser, 1974: 227) إلى أن المترابطات المقصودة تكشف صلات خفية والتي هي أقل وضوحا بشكل فردي من الجمل والادعاءات والملاحظات، على الرغم من أن هذه تأخذ مغزاها الحقيقي فقط من خلال تفاعل مترابطاتها. في الواقع، لا تتكون الجملة من إفادة فقط ولكنها تهدف إلى شيء أبعد مما تقوله فعلا. ففي النص الأدبي، دائما ما تشير الجمل إلى ما سيأتي، ومحتواها يُنبئ بالتركيب، وقد يكون هناك فقدان للعناصر إذا ما تعاملت الترجمة مع الجمل من أجل محتواها الواضح فقط.  وإذا حدث ذلك فقد تحدث بعض التغييرات السلبية التي تطرأ على النص نذكر منها:

  1. سوء ترجمة المعلومات.
  2. التفسير الجزئي للنص الأصلي.
  3. التفسير السطحي للعلاقات بين المترابطات المتعمدة.

قد لا يدعم بعض القراء وضع أهمية كبيرة جدا لحالات التغيير السلبي الذي ينتج من الجمل الافتتاحية القليلة للقصص والروايات. يجب أن نتفق مع حقيقة أن تحليل السرد لديه تأثير كبير منذ فرضية شلوفسكي (Shlovsky) المبكرة حول النثر. كل نص أساسي هو مزيج من سلسلة من خطط مترابطة ولها دور يمكن تحديده فيما يتعلق بالقطعة الكاملة.

دعونا نتأمل في مثال مهم؛ يجد مترجمي النثر صعوبة بالغة في ترجمة أسماء العلم. ‘بابل’، هو أولا اسم علم، وهذا أمرا مسلما به. ولكن عندما نقول ‘بابل’ اليوم، لا نعرف ما الذي نسميه؟ هل نعرف من؟ وإذا نظرنا إلى بقاء نص يعتبر إرث، رواية أو أسطورة برج بابل، فإنه لا يشكل شخصية واحدة فقط من بين أمور أخرى. لن يكون الهيكل الوحيد الذي يُفرّغ نفسه هكذا، ولكنه يفعل ذلك بطريقته الخاصة (وفي نفسه فهو غير قابل للترجمة تقريبا، مثل الاسم الصحيح)، وينبغي حفظ مصطلحه ( Derrida, 1985: 165). أظهر فولتير استغرابه في مادة بابل في كتابه المعجم الفلسفي (Dictionnaire philosophique)، حيث قال إنه “لا يعرف لماذا يقال في سفر التكوين أن بابل يدل على الارتباك، لأن ‘Ba’ تدل على الأب في اللغات الشرقية، و  Bel’ تدل على الله …” (استشهد به في Derrida, 1985: 166). وتشير سخرية فولتير أن “بابل تعني: أنها ليست اسم علم فقط (الإشارة إلى دال نقي إلى كائن واحد)، ولهذا السبب فهي غير قابلة للترجمة” (Derrida, 1985: 166).

وبالمثل، تخلق أسماء العلم الروسية سوء الفهم في النصوص الروسية. وفي هذا الصدد، فإن فقرة من نسخة ترجمة كاثي بورتر (Cathy Porter) لرواية ألكساندرا كولونتاي (Kollontai, 1977) ‘حب النحل العامل’ (Love of Worker) تستحق الذكر:

الروس لديهم اسم أول ( ‘مسيحي’)، اسم عائلي ولقب. الوضع العرفي للخطاب هو الاسم الأول و العائلي، وبالتالي، فاسيليسا ديمينتوفا، ماريا سيمينوفا. هناك اختصارات حميمية أكثر للأسماء الأولى لها معاني محبة، ودعم أو ود اضافية. ولذلك، على سبيل المثال، يصبح اسم فاسيليسا، فازيا، أو فازايوك، ويصبح اسم فلاديمير، فولوديا، فولودكا، فولوديكا أو فوليا (ص 226).

يمكننا هنا أن نلاحظ بوضوح أن المترجم يشرح نظام التسمية الروسي. يعتبر “التقييم الترجمي للهيكل الرمزي للرمز الثقافي ضروري جدا لكي ينتج عند تسمية الحداثة تلك العملية لفعل الترجمة النشط – لحظة صنع اسم للمرء نفسه التي تنشأ من خلال عدم التقرير … [عمليا] في نضال من أجل اسم العلم ضمن مشهد من الاجبار النسبي [خاص بالأنساب]” ( Derrida, 1985: 174). ولكن كاثي بورتر أبقت على اختلافات الاسم في نسخة اللغة الهدف، وهذه مسألة ستخلق بالتأكيد مشاكل للقارئ الإنجليزي، لأن الأخير ليس معتادا تماما على حقيقة أن نفس الشخصية قد يكون لها عدد كبير من الأسماء في صفحة واحدة. وباختصار، نستطيع أن نقول أن نوعا من نقل نظام اللغة المصدر إلى نظام اللغة الهدف يعتبر قيد العمل هنا. ولكن هذه العملية تقود القراء نحو الارتباك وسيفقدون تدريجيا الرغبة في قراءة النص أكثر. وفي هذا الصدد، تذكر سوزان باسنت (Bassnett, 1980: 119) بأنه “ليس من المفيد اعطاء القارئ الإنجليزي بدائل متعددة للاسم اذا لم يكن على علم بوظيفة تلك المتغيرات، ولأن نظام تسمية اللغة الإنجليزية مختلف تماما، يجب على المترجم أن يأخذ هذا في الاعتبار ويتبع قول بيلوك (Belloc, 1931) المأثور بأن يترجم ‘مصطلح بمصطلح'”.

هذا مثال واحد فقط يواجه فيه المترجمين المشاكل لترجمة نظام اللغة المصدر إلى لغة هدف تخلو من أي نظام مكافئ له. يعتقد بوريس اوسبينسكى (Uspensky,1973) أن استخدام الأسماء في روسيا يمكن أن يدل على التغيرات في ‘وجهة نظر’ (استشهد به في Bassnett, 1980: 119). وفي المقابل، يضع روبرت آدمز (Adams, 1973: 12) المزيد من التركيز على الأجهزة اللغوية الإقليمية التي ترتبط بمجال أو فئة معينة في اللغة المصدر:

باريس لا يمكن أن تكون لندن أو نيويورك، يجب أن تكون باريس؛ يجب أن يكون بطلنا بيير، وليس بيتر، ويجب أن يشرب فاتح للشهية، وليس كوكتيل؛ ويدخن سجائر جولوسيس، وليس سجائر الكنت؛ وأن يسير في شارع دو باك، وليس في الشارع الأسود (Black Street). ومن ناحية أخرى، عندما يتم تقديمه إلى سيدة، وسيبدو سخيفا إذا قال، “أنا مسرور جدا، سيدتي”.

وفي هذا الصدد، دعونا نتحدث عن مثال حيوي آخر. “لم تركز التهمة الأصولية على سوء تفسير القرآن الكريم، بقدر ما ركزت على جريمة اساءة تسمية الإسلام … ومن الشكاوى الرسمية للأصوليين أن نقل هذه الأسماء المقدسة إلى أسماء مدنسة … ليس مجرد تدنيس، بل تدمير لنفس تماسك المجتمع” ( Bhabha, 1994: 273)، وهو ما وصفه أليسداير ماكنتاير (Macintyre1988: 378) بأنه ‘التسمية لأجل: أعراف التسمية كوسيلة للتعبير وتجسيد وجهة نظر مشتركة للمجتمع، وتقاليده في العقيدة والبحث”. إن كل تسمية ثقافية تمثل استحالة الهوية العابرة للثقافات أو التشابك الرمزي؛ ففي كل مرة يتكرر عدم اكتمال الترجمة” (Bhabha, 1994: 130).

ومع ذلك، فإن مترجم النثر لديه الحق في الاختلاف عضويا، وأن يكون مستقلا، إذا تم اتباع ذلك الاستقلال لصالح الأصل من أجل إعادة انتاجه كعمل حي. ولكن يجب عليه ألا يشوه معاني المحتوى الذي يقوم بترجمته، ويجب أن يكون صادقا ومخلصا في ترجمته.

يلخص هيلاير بيلوك (Belloc, 1931) مشكلة وضع الترجمة كما يلي:

… لم تُمنح (الترجمة) أبدا كرامة العمل الأصلي وعانت كثيرا في الحكم العام للحروف. لقد كان لهذا التقليل الطبيعي من قيمتها الأثر العملي السيئ لخفض المستوى المطلوب، حيث أنها قد قاربت في بعض الفترات من تدمير الفن تماما (استشهد في Bassnett, 1980: 2).


[1] لقد تمت ترجمة هذا الشكل وتعديله.

nv-author-image

فرج صوان

استاذ علم اللغة التطبيقي و اللغة الإنجليزية في جامعة طرابلس وعدد من الجامعات الليبية. حصل على الشهادة الجامعية والماجستير من ليبيا، وشهادة في تعليم اللغة الإنجليزية من جامعة سري البريطانية (Surrey)، ودرس برنامج الدكتوراه في جامعة إيسيكس ببريطانيا (Essex). نشر ثمانية كتب والعديد من المقالات والبحوث. مهتم بالملف الليبي والعربي والاسلامي بجميع جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

نقترح عليكم
Generative artificial intelligence (AI) is a technology that allows machines…
Cresta Posts Box by CP
إظهار شريط المشاركة
إخفاء شريط المشاركة