تخطى إلى المحتوى

أربعه أفكار لإصلاح وضع سياسات التعليم العالي

يبحث طلاب الجامعات عن منظورات جديدة، وكليات تراعي مصالحهم بشكل أفضل، ومكان للنمو الأكاديمي والمهني في التعليم العالي. وفي حين أن العديد من المؤسسات لازالت تخدم الطلاب منذ عقود (بل حتى قرون!)، إلا أنه هناك دائمًا مجال للتحسين.

منهج معاصر

تعتبر بعض المهارات ضرورية لأي مهنة وعادة ما تكون جزءا لا يتجزأ من محاضرات السنة الأولى، ولكن هل هذا يكفي؟ هل المؤسسات تمنح المهنيين المستقبليين المهارات الحالية والمعاصرة اللازمة لدخول سوق العمل المتغير باستمرار؟

في السوق العالمية اليوم، يحتاج المحترفون المبتدئين إلى مهارات أكثر من أي وقت مضى. تشمل هذه المهارات الحساسية للثقافات المختلفة، وفهم التقنيات الجديدة، والاتجاهات المتمازجة من مختلف المجالات وتطبيق النهج المختلط بشكل مناسب. ولذلك تحتاج المؤسسات عند تطويرها لمناهجها الدراسية إلى التركيز على ’هنا والآن‘، مع الحفاظ على خصائص الممارسات المجربة الحقيقية كجزء من التعليم.

الأكاديميين وخبرة العمل

سيتساءل الطلاب في كثير من الأحيان عن سبب حاجتهم إلى أخذ مقرر معين، وعادة ما تكون الإجابة ’لأنها من المتطلبات‘. إن هذا لا يبدو سببًا كافيًا لأخذ مقرر معين. بدلاً من ذلك، يجب أن تكون المقررات منطقية وتسهم في التقدم الأكاديمي للطالب. من الضروري وجود مجموعة متنوعة من المقررات في البرنامج الدراسي بسبب أنماط التفكير المختلفة والمهارات المختلفة التي يتم إشعالها في الفصول المختلفة. ومع ذلك، يجب ألا يُطلب من الطالب الذي يبحث عن تركيز دراسته على الرياضيات أن يأخذ مقررات مثل اللغة الأجنبية أو علم النفس.

وفي حين أن كلاهما سيكون مفيدًا للاختلاف، إلا أن اكتساب المهارات بشكل عام ضئيل للغاية لأن الطالب لا يرى قيمة في أي من المقررين. سيكون من الأفضل قضاء الوقت في مقرر يتضمن معلومات مثل تاريخ الأرقام لأنها ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالموضوع، لكنه ينظر إليه من منظور مختلف ويعمق فهم الرياضيات ككل.

لتكملة التعلم داخل الفصل، يحتاج الطلاب أيضًا إلى تعرض متنوع لسوق العمل. فليس كل الطلاب الذين تخصصوا في الرياضيات ينتهي بهم المطاف في مهنة قائمة على الرياضيات، وليس كل طلاب القانون ينتهي بهم المطاف في المحاكم، ولا يصبح كل من تخصصوا في التاريخ مؤرخين. وعندها يصبح السؤال بعد ذلك ’ماذا أفعل بهذه الشهادة أو الدرجة؟‘. فبدون التعرض للعالم الواقعي المختلف، لا يجد الكثير من الطلاب الإجابة عند دخولهم لسوق العمل. يمكن لمؤسسات التعليم العالي أن تخفف من هذا الضغط من خلال تزويد الطلاب بأنواع مختلفة من تجارب القوى العاملة المضمنة في البرامج.

تدابير المساءلة القابلة للتحقيق

دون محاسبة، يخسر الطلاب. يجب على المعلمون أن يكونوا مسؤولين عن المحتوى الذي يقدمونه ويجب أن يكونوا أيضًا مسؤولين عن جعل المعلومات مترابطة. ولمنح طلابهم أفضل الفرص للنجاح، ينبغي على المدربين تعزيز البراعة وتشجيع الابتكار في مجال معين. ففي كثير من الأحيان، يتم تقدير الطلاب ومكافأتهم على امتثالهم بدلاً من الحصول على المعلومات اللازمة.

بدلاً من مكافأة المدرسين على الدرجات العالية في تقييمات نهاية الفصل الدراسي، يجب أن تضاف عوامل أخرى مثل تغيب الطلاب وتصنيفات الأستاذ في نهاية الفصل الدراسي من قبل الطلاب والتعليقات المقدمة من الطلاب. فالأستاذ الذي يجمع العديد من شكاوى الطلاب لا يخدم الطلاب بقدرة معقولة، وبالتالي، يجب أن يكون مسؤولاً عن تدريسه.

تحسين جودة المدرسين

عندما يقرر الطلاب أخذ مقرر من أي نوع ، يتوقع المشاركون والطلاب أن يكون المعلم في أعلى مستويات الجودة. ومع ذلك، فهذا ليس دائما صحيحا. بعض المدرسين ليسوا على تواصل مع الاتجاهات الحالية، والبعض الآخر لا زالوا يتعلمون منهم كأساتذة، والبعض الآخر قد لا يكون لديهم ميل لأن يكونوا مدرّسين ولكنهم في المهنة. وبغض النظر عن الظروف المحيطة، فإن تحسين جودة التعليم لا تمنح المحترف فهماً أفضل لموقفه فحسب، بل تسمح للطلاب أيضًا بالنمو مع المدرس.

إن أحد الطرق لتحسين نوعية المدرسين تتمثل في المكافأة. ولكن لا يتم مكافأة المدرسين حاليًا على بناء علاقات مع المجتمع المحيط. وإذا كان الأمر كذلك، سيكون هناك تأثير إيجابي في الفصول الدراسية، في المدينة، وعلى تعلم الطلاب. يمكن للطلاب، بدورهم، إنشاء روابط بين الفصل الدراسي والخبرة ومستقبلهم. فبعض هذه الروابط المجتمعية قد تمنح الطلاب فرص عمل بعد التخرج.

يمكن أن تؤدي التغييرات الطفيفة في السياسة إلى تحقيق مكاسب هائلة للمدرسين والطلاب وسمعة الكلية والجامعة. فالتوسع خارج الفصل الدراسي يشجع الطلاب على سد الفجوة بين التحفيظ لاجتياز اختبار في المؤسسة التعليمية وتنفيذ المهارات المكتسبة أثناء التدريس.

nv-author-image

فرج صوان

استاذ علم اللغة التطبيقي و اللغة الإنجليزية في جامعة طرابلس وعدد من الجامعات الليبية. حصل على الشهادة الجامعية والماجستير من ليبيا، وشهادة في تعليم اللغة الإنجليزية من جامعة سري البريطانية (Surrey)، ودرس برنامج الدكتوراه في جامعة إيسيكس ببريطانيا (Essex). نشر ثمانية كتب والعديد من المقالات والبحوث. مهتم بالملف الليبي والعربي والاسلامي بجميع جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

نقترح عليكم
1. مقدمة المعجم هو أفضل صديق لأي مترجم. ومن المفيد…
Cresta Posts Box by CP
إظهار شريط المشاركة
إخفاء شريط المشاركة